أكّد الفاهم بوكدوس منسق وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الاعلام التونسي بمركز تونس لحرية الصحافة، في تصريح لجريدة الصباح “أنه في شهر ديسمبر المنقضي فقط تمّت محاكمة الصحفيين غسان القصيبي ورمزي الجباري ومحمد الحمروني ونادية الزائر وياسين النابلي أي بمعدل محاكمة كل ستة أيام وهو معدّل لم نعرف له مثيلا حتى في أحلك أيام بن علي.” وأبدى بوكدوس إستغرابه من تواتر استدعاء الصحافيين للمثول أمام الباحث الابتدائي أو التحقيق أو المحكمة في قضايا معنية بحرية الصحافة والتعبير في الوقت الذي كان من الأجدر إبعاد العدالة عنها لأنها ليست معنية في كل التجارب الديمقراطية بتقييم المحتويات الصحفية، على حدّ قوله. وفي إشارة الى استدعاء الصحفيّة منية العرفاوي من” الصباح الاسبوعي”، للوقوف أمام باحث البداية أكد بوكدوس انه “من المعيب بعد الثورة ان يستدعى الصحفي للتحقيق لدى فرق مختصة في مقاومة الجريمة ويتساوى في ذلك مع المجرمين واللصوص,معبرا عن تخوفه من ان يكون ذلك رسالة للابتعاد عن الملفات الاستقصائية.” ونبه بوكدوس الى انه في الوقت الذي تُساءل فيه العرفاوي تقف فيه النيابة العمومية صامتة إمام الإنتهاكات الفجة التي يتعرض لها الصحافيون على غرار ما حصل في سليانة محذرا من “ازدواجية تعاطي العدالة مع قضايا الصحافيين.” وقال بوكدوس “إن مجلسا أعلى للصحافة هو وحده الكفيل بمعالجة قضايا المحتوى الصحفي معتبرا ان إقحام القضاء فيها سيولجها مجال التسييس من باب خلنا أننا تجاوزناه مع المخلوع.”