تحولت المغارات والكهوف في مناطق مختلفة من سوريا مؤخرا إلى مقصد للنازحين الهاربين من أتون أعمال العنف الدائرة في بلادهم منذ مارس 2011. وفي مواجهة ذلك الوضع البائس لجأ رعاة للماشية، بريف إدلب شمالي سوريا، إلى الاحتماء بمنزل مهجور كان يستخدم في الماضي لحبس تلك الحيوانات في الليل. ربما لم يبق من القطيع الكثير، إلا أن المكان مثالي اليوم لإيواء الهاربين من جحيم الحرب، بعدما هدمت مئات المنازل، وتم تشريد عشرات الآلاف من العائلات في إدلب التي لم تتوقف فيها المعارك. وتسكن عائلة منذ 4 شهور في أحد الكهوف حيث يعيشون على حبات تكاد تكون معدودة من الزيتون ومعجون الطماطم وعلبة من التونة. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 60 ألف قتيل سقطوا في سوريا، وإن نسبة الأطفال والمدنيين عموما بين الضحايا كانت كبيرة. وقد شاعت لدى اللاجئين السوريين فكرة البحث عن مغارات في الجبال لما تتمتع به تلك الأماكن من دفء وأمان رغم صعوبة الحصول على الماء في أغلب الأحيان.