شهد المسرح البلدي بالعاصمة حدثا مسرحيا وثقافيا متميزا من خلال عرض مسرحية بورقيبة، السجن الأخير دراماتورجيا وتمثيل المسرحي والمنشط الثقافي العائد إلى الساحة الفنية بعد غياب طويل رجاء فرحات. هذه المسرحية يمكن تصنيفها في خانة مسرح “الوان مان شو” بالرغم من وجود شخصيتين أخريين صامتتين إلى جانب شخصية الزعيم الحبيب بورقيبة التي تقمصها رجاء فرحات وهما شخصية والي المنستير وشخصية الطبيبة المرافقة للزعيم. تتناول المسرحية حياة الزعيم الحبيب بورقيبة من خلال استعراض الأحداث الجسام والتحولات العميقة التي عاشها خلال القرن العشرين في صراعه الطويل والمرير مع الاستعمار الفرنسي وكذلك المدة التي قضاها الزعيم في الاحتجاز أو في ” السجن الأخير” بفيلا والي المنستير طيلة 13 سنة بعد انقلاب بن علي عام 1987 وإلى غاية سنة 2000، تاريخ وفاته. بورقيبة، السجن الأخير سيرة شيكسبيرية يستحضر من خلالها الراوي حياة ذلك الرجل الذي كان يطلق عليه اسم المجاهد الأكبر فإذا به يستعرض الانتصارات والهزائم من سجون وتقلبات سياسية وحزبية إلى حرب بنزرت وانفجارات جانفي 1978و1980 وأحداث الخبز 1984 في تسلسل يشد الانتباه ولايخلو من روح الدعابة والمشاكسة وتنتهي السيرة في شيخوخة يشوبها المرض ومؤامرات نهاية الحكم…