تعددت في المشهد المسرحي التونسي الاعمال وتنوعت مقوماتها الركحية وتباينت مواضيعها واختص كل انتاج بخطاب جمالي معين وبرؤية ركحية مخصوصة. وكل هذه العناصر من شأنها ان تثري الساحة وتساهم في اعطاء دفع جديد للفن الرابع في ربوعنا وهذا ما جعل العديد من المسرحيات تخترق حدود الوطن وتقدم في التظاهرات العربية والعالمية، وتعتبر هذه الفترة الزمنية اي شهر افريل وماي هامة بالنسبة للفيف كبير من المسرحيين اذ يسعون ان تكون انتاجاتهم حاضرة في المهرجانات الصيفية التي بدأ الاعداد لها من فترة ومن بين المسرحيات التي سجلت حضورها هذه الايام عمل بعنوان «حسب رأي قاقارين» نص واخراج نضال قيقة اما التمثيل فهو لكل من نعمان حمدة، باسم النابلي، اسكندر الكامل ونضال قيقة، اما عن الخط الدرامي فيبدو عميق المنحى حاملا لخصوصيات ابلاغية قد تتجاوز المسطح الى نسبة رمزية عميقة تدور الاحداث في عاصمة مطلقة لا هوية لها ولا تعريف ولا تحديد للجغرافيا او للزمن هي منطقة يمكن ان تكون هنا او هناك او في تلك النواحي القصية من الارض، وفي خضم هذا العالم المبهم القابل للقراءات والتأويلات تندلع حرب اهلية وصراعات داخلية تفرق وتشتت حينئذ تعلق المطارات الرئيسية ويتحول الفضاء الى بؤرة ضيقة مؤسسة على الحصار، فتقرر مجموعة من الاشخاص الهروب او مغادرة هذا الأتون والانصهار في عالم ارحب فيسلكون بمرافقة احدهم مسالك وعرة وملتوية ولكن انقطاع التواصل بينهم يجبرهم على ان يكونوا في صراعات دائمة على امتداد الطريق ويمتد البناء المسرحي متناميا موغلا في الايحاءات والاشارات وبين هذا وذاك تستقيم دلالة مخصوصة لهذه المسرحية تتمثل في كونها محبوكة بطريقة الافلام الروائية وهذا العنصر من شأنه ادخال طرافة على الاقتراح المسرحي لنضال قيقة. اذن «حسب رأي قاقارين» من الاعمال التي تنخرط في سياق البحث وفق تقنيات اخراجية متطورة يبقى ان نشير الى ان المسرحية تبقى ملغزة وتحتاج الى تركيز كبير لفك بعض الشؤون فيها. ن ب للتعليق على هذا الموضوع: