إطلاق نار بالقرب من سجن تحتجز فيه مساعدة جيفري إبستين    غدا.. غلق الطريق في اتجاه باجة أمام القادمين من باب عليوة ولاكانيا    تاريخ الخيانات السياسية (41) .. تسميم الخليفة المعتمد    أخبار الملعب التونسي : تغييرات في التشكيلة والخميسي يقود الهجوم    بين «الشفافية» و«التأثيرات الخفية» من يتحكم في منظومة التوجيه الجامعي...؟    في شارع بورقيبة بالعاصمة : خيمة تعريفية بأسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار المفروض على غزة    اكتشاف جديد    كيفاش مناشف الحمام تولي بؤرة ميكروبات؟ وشنوة الحل؟    "لوموند": فرنسا تصدر مذكرة اعتقال دولية بحق دبلوماسي جزائري    مشروع دعم التنوع البيولوجي بمنطقة سيدي محمد عين دراهم    تحذير من سمكة الأرنب السامة بشاطئ المريقب في منزل تميم    مدنين : للمرة الثانية تاجيل اضراب بطاحات جزيرة جربة الى ايام 17 و18 و19 اوت    طقس الليلة: ضباب على الساحل وريح شرقية وهكا باش تكون السخانة    تونس – الطقس: سماء صافية وضباب في وقت متأخر من الليل    عاجل: ألسنة النار تلتهم قمة جبل الفراشيش والحماية المدنية تحارب النيران    انخراط 425 مؤسسة في موسم التخفيضات الصيفي    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (الجولة الافتتاحية-الدفعة1): النتائج والترتيب    تونس تدين وبشدّة إعلان الكيان المحتلّ عن نواياه الدنيئة لإعادة احتلال قطاع    كرة اليد: منتخب الاصاغر يفشل في بلوغ الدور الرئيسي للمونديال    ماكرون: لا يمكن أن يتقرر مستقبل أوكرانيا من دون الأوكرانيين    عاجل: موسم الحصاد 2025 يتصدر أفضل خمس سنوات في تونس    عاجل/ سمير الشفّي: لسنا مع تأجيج الأوضاع لكننا لن نصمت..    شنوة الفرق بين أنواع المياه المعدنية؟ وشنيا لازم تعرف قبل ما تشري    جامعة النقل تعلن تأجيل إضراب المطارات    الملح: القَتَالْ الصامت اللي يضرب صحتك...كيفاش؟    حركة تونس إلى الأمام "تدين الدعوة إلى تجميد وحل الاتحاد العام التونسي للشغل"    الماريخوانا ما عادش خطيرة؟ ترامب يراجع القوانين    إيقاعات الراي تلهب مسرح الحمامات مع النجم الشاب مامي    وزيرة الثقافة تدعو إلى اعتماد رؤية إبداعية مُتجددة خلال أيّام قرطاج السينمائية والمسرحية    الترجي يفرض عقوبات مالية وتأديبية على المتأخرين عن بداية التحضيرات    رابطة أبطال إفريقيا .. الترجي يواجه القوات المسلحة من النيجر والاتحاد المنستيري يصطدم بأسود الشرق السيراليوني    القصرين: اختيار 60 مشاركاً لتمثيل الجهة في التصفيات النهائية للبطولة الوطنية للمطالعة    افتتاح فعاليات الدورة 38 للمهرجان الصيفي بزغوان بفضاء معبد المياه    ساقك فيها القلب الثاني... إهماله يسبب جلطات ومضاعفات خطيرة كيفاش؟    عاجل/ مقتل كهل داخل شقته في العوينة: هذا ما تقرّر ضد المشتبه بهم    كأس الاتحاد الإفريقي .. النجم الساحلي يواجه الأهلي مدني السوداني والملعب التونسي يصطدم بسنيم نواذيبو الموريتاني    أربع مواجهات قوية في افتتاح الموسم الكروي التونسي...التوقيت والقنوات    الشابة: القبض على مروج مخدرات    قبل بداية البطولة: تغييرات كبيرة في القوانين... وتنقيح جديد في مجلة العقوبات...شنيا صاير؟    عاجل/ إطلاق نار وسط نيويورك    عاجل - للتوانسة : إحذروا من فخ الجوائز الوهمية على الفايسبوك والإنستغرام!    3 وفيات و4 إصابات في انقلاب شاحنة محمّلة بالفحم الحجري بأوتيك    قابس : استكمال ربط محطة النقل البري الجديدة بمختلف الشبكات في وقت قريب    خزندار: الإطاحة بمتحيّل خطير محل 26 منشور تفتيش وأحكام تفوق 100 سنة سجناً    تنفيذ برنامج تنظيف الشواطئ بنسبة 80%.. #خبر_عاجل    صيف المبدعين: الكاتبة سعاد الخرّاط: عشت في الحقول الشاسعة والأبراج المُسوّرة وبيتنا كان مزارا    تاريخ الخيانات السياسية (40): قتل الخليفة المهتدي    استراحة صيفية    أماكن تزورها...الشبيكة (توزر) روعة الطبيعة وسحر الواحات    مصيف الكتاب بالقلعة الصغرى.. احتفاء بالإصدار الأدبي «هدير الأمواج» للكاتبة نسرين قلص    إلى شتات أهل وسلات    الفنان مرتضى ... حضور ركحي متميز وطاقة فنية خلاقة أمام جمهور غفير للموسم الثالث على التوالي بمهرجان صفاقس الدولي    مهنة وصيف: بشير برهومي: »مشوي» على ضفاف شط الجريد    القمر يضيء سماء السعودية والوطن العربي ببدر مكتمل في هذا اليوم    كيفاش الذكاء الاصطناعي يدخل في عالم الفتوى؟ مفتى مصري يفسر    وزارة الشؤون الدينية تصدر بلاغا هاما بخصوص الترشّح لأداء فريضة الحجّ لسنة 2026..#خبر_عاجل    صندوق النقد العربي يتوقع نمو اقتصاد تونس بنسبة 2ر3 بالمائة خلال سنة 2025    في سهرة فنية رائقة ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي .. الفنان لطفي بوشناق يعانق الإبداع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسطين في ذاكرة الأجيال المتعاقبة... والعودة حلم لا يموت
ملفات «الصباح» : 1948 - 2008 ... ستون عاما على النكبة
نشر في الصباح يوم 15 - 05 - 2008

نبيلة القدومي (أم اللطف) عضو اتحاد المرأة الفلسطينية:
«في عالم اختلّت فيه الموازين صار المقاوم إرهابيا»
عندما التقيتها كانت السيدة نبيلة ام اللطف تلبس الجلباب الفلسطيني التقليدي الاحمر المطرز في اشكال فنية متناغمة وكانت تحمل حزمة من الملفات الضخمة اشارت اليها وهي تقول هذه حكايات كل اسيراتنا احملها معي حيثما تنقلت لاذكر بها في مختلف منتديات المرأة العربية
واطالب باحياء الحملة لنصرتهن ام اللطف وهي نابلسية حدثتنا في ذكرى النكبة عن قصص وحكايات فلسطينية عالقة في الذاكرة عن مفتاح البيت المتوارث بين الأجيال وعن الام التي حملت بسبب الخوف من العصابات الصهيونية وسادة وهي تعتقد انها حملت طفلها وعن جيل فلسطيني جديد يابى النسيان ويصر على التمسك بالحق رغم كل العراقيل والصعوبات
* هل تحولت ذكرى النكبة الى مجرد رقم وحدث سنوي عابر لا يلبث ان يمضي؟
- بداية اود ان اقول ان المرأة الفلسطينية ومنذ وعد بلفور هي التي ظلت تحمل العبء الاكبر تربي الاجيال وترضع هويتها لابنائها وتحفظها من الزوال تروي للابناء والاحفاد عن كل شبر في البيت وكل زاوية في القرية وفي الحقل وهي التي تحملت المسؤولية عندما خرج الرجال للمقاومة وكانت اول من قام باعداد مؤتمر فلسطيني عام في مصر ضد وعد بلفور نادت له زليخة شهاب وهدى شعراوي ليتطور تحرك المرأة بعد ذلك الى الكفاح المسلح منذ 1936 وما عرف بزهرة الاقحوان عندما كانت المرأة تنقل الرسائل للثوار وتضمد جروح المصابين وتعتني بعائلات الاسرى والشهداء وعندما تكثفت الحملة في 1948 وهاجر من هاجر ومات من مات كانت هي المعيل والحامي للاسرة... أذكر في 1958 أنني كنت في الجامعة بمصر عندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا كنا نقول انذاك ان الوحدة ستكون الطريق الى فلسطين وتشكلت عديد الأحزاب والنقابات والاتحادات من اجل استرجاع الحق الفلسطيني ثم كانت فترة بروز منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت المرأة الفلسطينية قاعدة من قواعدها وانبثقت اول شرارة حركة فتح التي اعلنت ان الكفاح المسلح طريقها الى فلسطين وفي فنلندا انعقد سنة 1969 اول مؤتمر باسم حركة التحرير من اجل فلسطين وبدا اطلاع الخارج على الحركة الفلسطينية وكانت فلسطين القضية الاولى في العالم العربي...
طبعا أود التركيز بشكل خاص على الجانب الانساني الذي قدمه اتحاد المرأة الفلسطينية لعائلات الشهداء والاسرى وذلك حتى لا نعتمد على وكالة غوث الاجئين ونجحنا في بعث مؤسسة صامد للعمل والانتاج كان علينا ان نكشف جرائم الاحتلال ومحاولاته الاستيلاء على الثوب الفلسطيني والطعام الفلسطيني والفلافل واعتداءاته على الهوية الفلسطينية كنا نعلم النساء والشباب الحرف اليدوية لتوفير مصدر رزق للعائلات ونجحنا في تسويق ذلك الانتاج الى الخارج والانتفاع بعائداته وحتى عندما كانت ابواب المدارس تغلق ويمنع الاطفال من الدراسة كانت النساء المتعلمات يتطوعن لتعليم عدد من الاطفال مادة من المواد كان هذا العصر الذهبي للثورة الفلسطينية حتى السبعينات برزت القضية الى السطح وكانت هناك عمليات كثيرة للمقاومة كان العرب يد واحدة او هكذا الاقل بدا لنا الى ان جاء كامب دايفيد وقلب كل المعطيات.
* اليوم اين انتم من المعاناة اليومية للفلسطينيين؟
- هنا امامي جزء من هذه المعاناة المنسية ملفات الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال لكل واحدة حكاية تامل ان يسمع العالم اطوارها حكايات ومآسي انقلها معي الى مختلف مؤتمرات المرأة العربية أملا في احياء حملة تابى ان تاتي من اجل الاسيرات لدينا اكثر من احد عشر الف اسير فلسطيني بينهم 280 اسيرة طبعا العدد يتغير بين كل فترة بعد اطلاق سراح بعضهن هناك 382 طفلا فلسطينيا رهن الاعتقال بعضهم موقوفون وبعضهم محكومون وبعضهم رهن التحقيق او الايقاف الاداري كل التقارير تؤكد على حجم معاناة الاسيرات الائي يجبرهن الاحتلال على تسديد ثمن الطعام والماء والكهرباء الذي يستهلكنه هذا طبعا الى جانب ما يتعرضن له من تحرش ومن تعذيب جسدي ونفسي موثق تؤكد بعض التقارير انتشار الصلع بين الفلسطينيات بسبب ملوحة الماء اما حكاية سمر الاسيرة التي اجبرت على وضع مولودها وهي مقيدة الاطراف فتلك حكاية اخرى فيما تبقى حكاية الاسيرة نورا جابر مع الاحتلال ماساة انسانية فهي تقبع في سجن وزوجها في سجن اخر وابناؤهما الستة يعانون الضياع اما في نابلس وفي قرية كفر قليل فان كل ما تتمناه الحاجة ربحية ام الاسرى الخمسة ان يجمع الاحتلال ابناءها في سجن واحد حتى يتسنى لها زيارتهم جميعا لان تقدمها في السن وحالتها الصحية لا تسمح لها بالتنقل بين خمس سجون مختلفة هذه عينة ولو شئنا مواصلة الحديث عن الاسيرات لما توقفنا.
* وماذا عن المستقبل؟
- رغم كل السياسة العنصرية التي تنتهجها اسرائيل فان الحرص على تاكيد القيم الاجتماعية المتوارثة يبقى مهمة صعبة في عالم اختلت فيه موازين القوى فالحق صار باطلا والباطل صار حقا والمقاوم صار ارهابيا والمعتدي صار الاساس لكل شيء.
بعد 67 كان العائدون الى ديارهم يجدون كل شيء على حاله لم يتغير فالاسرائيليون الذين احتلوا البيوت لم يغيروا منها شيئا رغم انهم كانوا يعيشون بها ولكن بعد اوسلو غيروا كل شيء حتى ان اكثر من فلسطيني اصيب بسكتة قلبية وهو يرى ما حدث لبيت اجداده لقد بات للإسرائيليين قناعة بان هذا هو الامر الواقع بالنسبة للمستقبل طبغا سنبقى اوفياء لتاريخنا وجذورنا وهويتنا واذا كانت دماء شهدائنا هانت على البعض فلا بد ان ينتفض الغبار ليستعيد الشعب الفلسطيني حقه.
* ام اللطف انت واكبت مسيرة احد رموز القضية الفسطينية في اهم محطاتها حتى الآن فكيف تقدمين مسيرة ابو اللطف بايجاز؟
- تبتسم وترد في هدوء شو بدك فيها مسيري طويلة وفيها ظلم كثير...
علاقتي بابة اللطف بدات ايام الجامعة بالقاهرة كانت فترة 1958 بداية تاسيس حركة فتح كنا نقول لا بد من حركة كفاح مسلح ولابد من القيام بعمليات في داخل اسرائيل كان التحرك سري جدا وكانت العملية الاولى ضرب النقب في 1958 كنت انذاك حديثة الزواج وكان ابو اللطف دائم الغياب عن البيت مما اثار استياء والدتي انذاك كنا في الكويت عندما سجن ابوعمار في سوريا خلال حادثة وذهب ابو اللطف واطلق سراح ابو عمار وما لبثنا ان طردنا من الكويت فعدنا الى سوريا كان مسؤول تنظيم يجري الاتصالات بين الطلبة والجاليات ويجري الاجتماعات وجمع الرواتب ثم بدات التدريبات العسكرية في معسكر بالشام وهناك اصيبت فتاة وكان خوفي شديدا ان يكشف امرنا ومن حسن الحظ ان تم علاجها عندي في البيت ولم تقطع يدها بعد معركة الكرامة فتحت الحدود فذهبت ضمن وفد نسائي باسم فتح الى الاردن كان هناك أبو عمار وأبو اياد وأبو صبري لم يكن أبو اللطف موجودا ولم استطع ان اسال عنه طلبت ان ارى كل الشهداء وكان الامر كذلك كانوا جميعا ضربوا في صدورهم لم يكن ابو اللطف بينهم عدت الى سوريا ولم اعرف عنه شيئا بعد ايام من الانتظار جاءني صوته على الهاتف بكيت ولم استطع ان انطق بكلمة واحدة... عشنا في ايول الاسود ظروفا تابى الذاكرة ان تنساها ولكني لا اريد ايقاظها كنت عند انتقال جامعة الدول العربية من القاهرة الى تونس نائب الامين العام وعرفت خلال تلك الفترة مرحلة عصيبة جدا تركت ابنائي في القاهرة ولم يكن بامكاني الاتصال بهم ولكني نجحت مع ذلك في نقل بعض المستندات والوثائق المهمة على طريقتي... مع ذلك اعود لاقول ان المراة الفلسطينية مدت الجسور بين الداخل والخارج كانت الاخت والام التي قدمت نفسها لتكون وقودا للثورة وقد ادركنا منذ البداية اننا نخوض معركة وجود فالاحتلال يسعى للقضاء على الهوية الفلسطينية والنسيج الاجتماعي الفلسطيني الاسلامي والمسيحي على حد سواء...
جيفارا البديري (إعلامية فلسطينية)
«النكبة متواصلة وكل يوم نعيش نكبة»
* ماذا تعني النكبة في ذاكرة الاجيال الجديدة وكيف تعود هذه الذكرى اليوم؟
- اكيد ان معظم الشباب الفلسطيني هم من اللاجئين والنكبة ستبقى حاضرة في الاذهان ليس فقط بعد ستين عاما اغلب الشباب الفلسطيني من اللاجئين واقاربهم عرفوا اللجوء وخبروا مآسيه واغلب هؤلاء مازالوا مشردين في كل انحاء العالم... انا مقدسية من القدس الغربية بيت جدي هناك تعيش به عائلة يهودية صحيح ان القدس الغربية باتت منسية بعد احتلالها بالكامل والاستيلاء على ما فيها ولكن الاهل يذكروننا بالنكبة فالنكبة لم تنته وما يعيشه جيلنا عايشه اباؤنا واجدادنا حصار غزة نكبة والمستوطنات نكبة تفتيت القدس الشرقية نكبة اخرى فالنكبة متواصلة ونحن نعيش كل يوم نكبة.
* اين تقف جيفارا الاعلامية بين احياء ذكرى النكبة وبين الاحتفالات الاسرائيلية الكبرى بالذكرى الستين لقيام اسرائيل؟
- انا كإعلامية علي ان انسى شعوري الشخصي في بعض الاحيان واتولى تغطية احداث كثيرة لكننا نجد انفسنا كل يوم امام قصص في الاعلام تروي النكبة لتسجلها في ذاكرة الاجيال الجديدة فالحاضر يجب ان يتعايش مع الواقع، المفاوضات متعثرة وهي لا تساعد على ازالة المعاناة او الحد منها نعيش في ذكرى النكبة على وقع اسبوع كامل من الفعاليات وسنطلق اليوم في 15 ماي حوالي 19 الف بالون اسود في سماء فلسطين وفي سماء القدس ان امكن لنا ذلك رغم كل الضغوطات وهذه البالونات ارادها الجيل الجديد بعدد ايام النكبة على مدى ستين عاما وهذه فكرة وراءها شبان فلسطينيون اقتصدوا وتبرعوا ببعض ما لديهم من اموال قليلة لاقتناء هذه البالونات واطلاقها للتشهير بالاحتلال وكشف الوجه المنسي للنكبة هناك ايضا في بيت لحم اجتمعت جهود اجيال مختلفة لصناعة اكبر مفتاح في العالم للدخول في كتاب غنيس كرمز للحق المسلوب والبيت المفقود هذا المفتاح اردناه ان يكون مفتاح العودة ستكون هناك ايضا في هذه الذكرى مظاهرات في المخيمات في كل مكان ترمز للجوء للاسف ان احداث لبنان تلك النكبة الاخرى خيمت ولو بالقليل على فعاليات الاحداث.
* وكيف تنظر جيفارا الى هذا التسابق المعلن من جانب كبار قادة العالم للمشاركة في احتفالات اسرائيل؟
- المؤسف ان من يشارك اسرائيل هذه الاحتفالات هم انفسهم الذين يتحدثون عن السلام هناك اعتراف دولي من الامم المتحدة بحق العودة وحق تقرير المصير ولكن الذين يشاركون اسرائيل احتفالاتها يتوخون سياسة المعايير المزدوجة كل القرارات الصادرة بشان القضية الفلسطينية لم يطبق منها قرار واحد على عكس بقية القرارات عندما يتعلق الامر بلبنان والعراق اذكر انه كان الخميس الماضي في اسرائيل عرض عسكري ضخم ارادته السلطات الاسرائيلية ان يكون رسالة بان العسكرة والقوة هي لغتها.
* برايك بعد كل هذه السنوات هل استوعبنا الدرس؟
- لو استوعبنا الدرس لما كنا في هذا الحال ثمانون بالمائة من سكان غزة لاجئون نحن اليوم نعيش في هذا العقد الاول من القرن الواحد والعشرين ولاتزال هناك مخيمات وملاجئ تفتقرلابسط ضروريات الحياة فهل هناك اليوم طفل في العالم يعيش في الظلام؟ اطفال غزة يعيشون في الظلام غزة منكوبة وهي كل يوم تعيش نكبة جديدة فكيف يمكن ان نتحدث عن الكرامة وعن انسانية الانسان...
رسالة باريس
بعد القرار الوزاري بحذف 11200 وظيفة بسلك التعليم
مظاهرات وإضرابات واشتباكات عنيفة مع قوات الأمن بعدة مدن فرنسية
قرونوبل الصباح
تواصلت أمس المظاهرات العنيفة في شوارع عديد المدن الفرنسية احتجاجا على سياسة حكومة ساركوزي وفيّون المتمثلة في ادخال اصلاحات جذرية على قطاع التربية والتعليم.
لقد تحولت الشوارع والانهج الى مسرح للتعبير عن غضب واستياء الاساتذة وتلاميذ المعاهد الثانوية واعضاء النقابة العامة والوحيدة للتلاميذ للاعتراض على القرار الوزاري المتعلق بحذف احدى عشر الفا ومائتي منصب ووظيفة بسلك التعليم الابتدائي والثانوي مع حلول السنة الدراسية القادمة وكذلك للحد من عدد سنوات الدراسة لاعداد «الباكالوريا مهني» لتصبح ثلاث سنوات عوضا عن اربع سنوات. ففي حين يجري رئيس الدولة نيكولا ساركوزي زيارة الى مصنع للياغورت بمقاطعة الازرا التابعة لمنطقة «الرون آلب» خرجت امس اعداد غفيرة من الاساتذة والتلاميذ بالاساس الى شوارع مدينة قرونوبل التابعة للازار على أمل ان تتراجع وزارة التربية عن قراراتها الاصلاحية والهدامة في الان نفسه.
وتجدر الاشارة الى انه تم طيلة الاسابيع الماضية تنظيم مظاهرات من هذا القبيل وتندرج كلها في اطار الاستعداد لتنظيم الاضراب الوطني العام لهذا اليوم الخميس الخامس عشر من الشهر الحالي والخاص بالوظيفة العمومية والتعليم والذي نادت به الخمس فيدراليات التابعة للوظيفة العمومية ونقابة التعليم وعدد هائل من الجمعيات بفرنسا. اثناء هذه المظاهرة استطلعت «الصباح» آراء بعض الاساتذة والتلاميذ حول هذه الاصلاحات ومدى انعكاساتها على مستوى التعلّم ونسبة النجاح.
فما هي الاشكاليات التي يطرحها اصلاح نظام التربية والتعليم بفرنسا؟
شعارات واشتباكات وقنابل غازية
لقد نجم عن هذه المظاهرات في عديد الاحيان احداث عنف واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن الداخلي (CRS) كما تسبب المتظاهرون في ايقاف حركة مرور السيارات والحافلات والمترو لمدة ست ساعات.
لقد نزل قرار وزير التربية والتعليم كزافيي داركوس القاضي بحذف هذه المناصب كالصاعقة على رؤوس العديد من الاساتذة والتلاميذ الذين عزموا اليوم على الاضراب عن العمل والدراسة رغم اقرار الحكومة لما يعرف ب«الخدمة الادنى» في التعليم. لقد تظاهر هؤلاء مرددين شعارات مثل «الاولوية للتعليم والتعلم» و«لا لطرد الاساتذة والمعلمين» و«ساركوزي ان اصلاحاتك صغيرة وخطيرة مثلك» الخ.. لم يتوقف المتظاهرون عند هذه الشعارات بل تخطوها الى درجة محاولة اقتحام اكاديمية التعليم التي احيطت بصفوف من قوات الامن والشرطة.
ففي حين تحاور «الصباح» مجموعة من التلاميذ والأساتذة المتظاهرين، ماراعنا الا ان سمعنا طلقات قوية تشبه الطلقات النارية ورأينا دخانا صاعدا في السماء من جهة المتظاهرين واشتممنا رائحة خانقة وحارقة للحنجرة، انها القنابل الغازية والقنابل المسيلة للدموع التي القى بها اعوان الامن على المتظاهرين الذين كانوا قد بادروا بحدف قوارير زجاجية على هؤلاء. وكان هدف قوات الامن من وراء هذه العملية تشتيت صفوف المتظاهرين ومنعهم من التوغل الى اكاديمية التعليم، وهكذا تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين ودام مسرح العنف ورمي القنابل الغازية اكثر من ساعة الى حد انه اغمي على البعض وسالت دموع البعض الآخر.
ما وراء الخبر والمظاهر: ابعاد سياسية واجتماعية!
يتنزّل هذا الاصلاح في اطار تحسين مستوى التعليم ويندرج ضمن شعار «المساواة في حظوظ التعلّم» الذي اقره رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي اقتناعا منه بان الحد من عدم المساواة في المدارس وفي التعلّم يتطلب ميزانية خاصة ومهمة ولن يتحقق ذلك حسب رأيه الا بالتقليص من عدد الأساتذة والمعلمين. لكن يبدو أنه بهذه الكيفية فان حكومة ساركوزي وفيّون قد عمقت الهوّة وزادت الامر تعقيدا اصبح من الواضح ان لقرار وزير التربية ولهذا الاصلاح انعكاسات سلبية على مستوى التعليم من ناحية وعلى مردود التلاميذ من ناحية اخرى وهو ما اكدته التلميذة «بولين» في حين تساءلت «كاترين» استاذة تعليم ثانوي: «كيف تريدون التفوق والنجاح لاطفالنا وشبابنا في حين ان هناك نقصا في طاقم التأطير والتدريس». وقالت التلميذة «ميلودي» وهي تدرس بالقسم النهائي من التعليم الثانوي «ان قاعات الدرس وستكتظ لتشمل ما بين خمسة وثلاثين وخمسة واربعين تلميذا وهو امر وصفته بغير المعقول.. بهذه الحالة لا يمكننا استيعاب الدرس ولا حتى الاستماع الى المدرّس».
اذن وان يتنزل هذا القرار الاصلاحي في اطار تحقيق المساواة في التعلّم فانه يخفي حقيقة اخرى، انه يخفي التوجه الحقيقي لمشروع اصلاح التربية والتعليم والذي يتمثل في تأسيس مدارس تتأقلم وحاجيات الاقتصاد الليبرالي. في هذا الشأن قالت الاستاذة «نيومي» «انه من غير المنطقي اخضاع قطاع التربية والتعليم الى احكام السوق ولا يمكن اعتباره تجارة» وتعتبر هذا الاصلاح اتجاها سياسيا.
الى جانب البعد السياسي اكتسبت مظاهرة امس صيغة اجتماعية اذ مثلت فرصة للتعبير عن سياسة التمييز المعتمدة في جل المدارس الفرنسية والمتمثلة في فصل التلاميذ القادمين حديثا من بلدان مغاربية وافريقية خاصة عن باقي التلاميذ من اصل فرنسي ووضعهم في فصل خاص بهم اي ما يعرف ب«ZEP» اي مناطق التربية ذات الاولوية» وذلك بدعوى ان هؤلاء لا يحذقون اللغة الفرنسية وليست لهم معرفة بالثقافة الحضارية الفرنسية كما تظاهر هؤلاء لمنع طرد التلاميذ من اوساط مهاجرة من المدارس بعنوان ان ليس لهم شهائد الاقامة ودعا المتظاهرون ايضا الى الوقوف الى جانب المهاجرين الذين ليست لهم وثائق الاقامة بفرنسا.
انعدام المفاوضات
يسعى الاساتذة والتلاميذ من خلال هذه المظاهرات الى الضغط على الحكومة كي تتراجع عن مشروع اصلاح التعليم وخاصة عن القرار القاضي بحذف الوظائف بسلك التعليم. ودعا هؤلاء الى ضرورة تحسين ظروف التعليم والشروع في مفاوضات عاجلة وجدية بين كل الاطراف المعنية حتى تنطفئ نار الغضب التي ذكاها وزير التربية والتعليم قالت «نريمان» تلميذة بالباكالوريا مهني «ان الضغط على الحكومة لن يكون الا بلغة الحوار والمفاوضات والاستماع الى مقترحاتنا» واضاف زميلها «نيكولا» بان المظاهرات لن تتوقف ما لم تتراجع الحكومة عن اصلاحاتها المخربة والمدمرة لابسط مبادئ التعلّم التي اعلن عنها منذ قيام الجمهورية.
فهل ستوافق الحكومة على مطالبهم خاصة وان امتحانات الباكالوريا على الابواب هذا ما ستثبته الايام القادمة وما ستنم عنه المفاوضات الرسمية بين نقابة التعليم ووزارة التربية والحكومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.