أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    عفاف الهمامي: المواظبة على التعلم تمنح كبار السن قدرات إدراكية تحميهم من الزهايمر    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسطين في ذاكرة الأجيال المتعاقبة... والعودة حلم لا يموت
ملفات «الصباح» : 1948 - 2008 ... ستون عاما على النكبة
نشر في الصباح يوم 15 - 05 - 2008

تونس - الصباح:ستون عاما تمضي اليوم على ذكرى النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني بعد اعلان بريطانيا في الرابع عشر من ماي 1948 انهاء الانتداب على فلسطين ليعلن في غضون ساعات المجلس القومي اليهودي اقامة دولة اسرائيل برئاسة بن غوريون وتبدا بذلك مرحلة الصراع العربي الصهيوني ومعها رحلة الشعب الفلسطيني مع المعاناة والتهجير والتشرد
والتشتت واللجوء القسري امام حملات التصفية العرقية المنظمة لعصابات الهاجاناه والشترن... اليوم تستقبل اسرائيل كبار قادة العالم لمشاركتها احتفالاتها بالذكرى الستين لتأسيسها والاشادة بما تحقق للاسرائيليين من نجاحات اقتصادية وعسكرية تحققت لهم على تلك الارض القاحلة حيث يحيط بهم الاعداء والمتربصون بأمن ووجود اسرائيل من كل جانب ويجددوا بذلك دعمهم للدولة اليهودية متجاهلين بذلك وجود اكثر من ستة ملايين فلسطيني ومثلهم في الشتات يواجهون تداعيات احد اسوإ الانظمة الاحتلالية لهذا العصر... والحقيقة انه اذا كان هذا الحضور الدولي المكثف يؤكد التزام اصحاب القرار في العالم بضمان التأييد المطلق لاسرائيل فانه بلا شك يؤكد ايضا انه بدون هذا الدعم لا يمكن ان يكون لاسرائيل وجود...
حكايات كثيرة ومآسي وآلام وجروح رافقت وعلى مدى ستة عقود جيل النكبة الذي عاش على وقع حلم العودة قبل ان يكتشف زيف الوعود الدولية وعجزقراراتها الدولية الامر الذي جعله اكثر تمسكا بالحلم الفلسطيني واكثر اصرار على حفظه ونقله بأمانة الى الاجيال المتعاقبة التي ولدت تحت ظلم الاحتلال وادركت حجم التحديات التي تهدد الهوية الفلسطينية وتستهدف وجودها وقد حرصنا من خلال هذا الملف على استقراء مواقف واراء اجيال مختلفة من بناء الشعب الفلسطيني من داخل اراضي ال48 الى داخل الاراضي المحتلة الى الشتات وبرغم الاختلاف في المواقف والآراء وبرغم التباين في التجارب وفي عمق المعاناة الانسانية ازاء الانقسام القائم على الساحة الفلسطينية فقد اجمعت كل المواقف على ان الحلم الفلسطيني حي لا يموت راسخ في الذاكرة الانسانية والفلسطينية
انتصار الوزير (أم جهاد) عضو المجلس التشريعي ومركزية «فتح»
«أرضعنا الهوية الفلسطينية لأطفالنا مع الحليب»
«كيف ينسى من شاهد أهله يقتلون تحت أنظاره!؟»
* ستون عاما على النكبة ماذا في الذاكرة وانت من عايش العديد من اطوارها؟
- اولا هذه الذكرى التي وقعت على شعبنا بطرده من ارضه بقوة لا تزال في ضمير وعقل كل فلسطيني وقد اثرت تاثيراكبيرا على شعبنا الذي تشتت في المنافي والملاجئ اكثر من خمسة ملايين خارج فلسطين وخمسة مليون داخل فلسطين.
النكبة اثرت على كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والسياسية اللاجئون في المخيمات يعيشون في ظروف صعبة للغايةفي بيوت لا تتوفر بها ادنى الشروط الصحية وهم محرومون من العمل في البلدان التي يعيشون بها ماعدا سوريا والاردن اما في لبنان فهم محرومون من اكثر من خمس وسبعين من المهن وكذلك الشان داخل فلسطين المحتلة ولدت في غزة واذكر في طفولتي اننا استقبلنا اللاجئين القادمين من حيفا ويافا والرملة كان بيتنا مكتظا بالاهل القادمين بحثا عن مكان امن فتحت المدراس والجوامع لاستقبالهم كان الكل يعتقد انه سيعود خلال ايام لكن الايام تحولت الى اسابيع ثم اشهر ثم سنوات هذه الذكرى الاليمة رافقتها الاعتداءات على مدينة غزة عملت في كل المجالات في تنقلاتي في الدول التي ذهبت اليها عشنا في الخمسينات مرحلة الكفاح المسلح المبني على القناعة بان العودة لن تكون الا بالكفاح وبعد انشاء منظمة التحرير الفلسطينية في ال64 ومن خلال مختلف الفصائل الفسطينية كان الهدف دوما التوعية والحفاظ على الهوية...
* في خضم كل هذه الاحداث كيف امكن الحفاظ على الهوية الفلسطينية؟
- بالتاكيد ان المرأة الفلسطينية وكل ام وكل اب لعب دورا اساسيا في الحفاظ على الهوية لتبقى حية في الذاكرة الام الفلسطينية ارضعت وليدهامع الحليب حب الوطن والحفاظ على الهوية الفلسطينية والتمسك بحق العودة وفقا لقرار الشرعية الدولية 194
ولولا الحلم الفلسطيني والهدف القائم امانا من اجل حل الدولتين واستعادة الحق الفلسطيني لدمر هذا الشعب ولكن ارادة شعبنا ثابتة فنحن شعب صابر ومكافح يتطلع الى تحقيق الحلم
فالاسرائيليون يحتفلون اليوم بالحدث ونحن نحيي احزاننا ومعه نحيي موجة الغضب لمواصلة الكفاح من اجل قيام الدولة الفلسطينية شعبنا يتطلع الى السلام العادل والى اليوم الذي يعلن فيه دولته هذه الدولة التي قامت على الورق في 1988 نريد لها ان تقوم على ارض الواقع لتجمع ابناءها وتبني المؤسسات الفلسطينية ولكن مع الاسف نحن نعيش ظروفا صعبة فرضها الانشقاق الدموي في غزة والفتنة ولكن نامل ان نتجاوز المحنة على الارض الجغرافية وتجسيد الوحدة لنواجه العدو الذي لا يعرف معنى للالتزام.
* ام جهاد وانت الام والمربية والمناضلة والناشطة السياسية اين موقع النكبة في ذاكرة الاجيال الجديدة؟
- طالما ان هناك مخيمات مكتظة تحوي في جنباتها ابناء الشعب المطرودين والمحرومين وكل هذه الاجيال التي تحمل في حضنها مفتاح منزلها وتنقل الصورة من جيل الى اخر وتتابع حقها فان فلسطين ستبقى في كل ذاكرة والمفتاح الذي تحتفظ به كل عائلة فلسطينية يبقى الرمز المجسد لحق العودة وستتوارثه الاجيال جيلا بعد جيل ولا يضيع حق وراءه طالب ونحن اصحاب هذا الحق فالاسرائيليون جاؤوا من كل مكان حتى من اثيوبيا واستوطنوا الاراضي في الضفة الغربية وفي محيط غزة المحاصرة بالمستوطنات اليهودية.
* بعد ستين عاما هل استوعب العرب الدرس؟
- قضيتنا تبقى من اصعب القضايا في العالم وهي تؤثر على كل مناحي الحياة عدنا بعد ثلاثين عاما قضيناها في المنافي والشتات على امل السلام ولن نقبل اي سلام نريد سلاما عادلا وشاملا نضال ابني الاصغر (ام جهاد لها اربعة ابناء باسم وايمان وحنان ونضال) كان عمره سنتان عندما قتل والده تحت انظاره...
د.أحمد الطيبي العضو العربي في «الكنيست»
«شعارنا كان وسيبقى أنّنا هنا باقون
ما دام الزعتر والزيتون»
كعادته كان احمد الطيبي مرحبا باسئلتنا في هذه الذكرى الستين للنكبة مؤكدا على ان الجهود لطرد العرب الاسرائيليين من ديارهم لا يمكنها أن تنجح.
* اسرائيل تحتفل بستين عاما على نشاتها والعرب يحيون الذكرى الستين للنكبة كيف يعيش احمد الطيبي هذا الحدث وماذا تعني النكبة بالنسبة لك؟
- نحن نتحدث عن ضياع ارض ونكبة حلت بالانسان والعائلة والشعب ضاعت الارض وتشتت الشعب وانقسمت العائلة ولكن الهوية التي أرادت لها الحركة الصهيونية ان تختفي بقيت وصمدت فبعد نكبة 48 بقي في فلسطين 120 الف فلسطيني واليوم نحن نعد مليونا ومائتي ألف أي عشرة اضعاف العدد اما الشعب الفلسطيني المشتت بين المخيمات والملاجئ والشتات فلم ينس القضية الوطنية ولن ينساها انها قضية شعب يسعى من اجل الحرية والاستقلال شأنه شأن بقية شعوب العالم وعلى المجتمع الدولي في هذا اليوم تحديدا وبدلا من تجاهل مشاعر ورواية الشعب الفلسطيني ان يعوض عن افلاسه واخفاقه الاخلاقي في حماية هذا الشعب ويعمل على حق تقرير المصير باقامة الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال.
* ماذا في ذاكرة الطيبي من احداث النكبة؟
- والدي وجدي وعائلتهما كانوا في يافا وعائلة والدتي في الرملة حدث نزوح كبير شهدته يافا بين طرد وتهجير والهروب والنزوح فرغت يافا من اهلها وتجاوز عدد الراحلين عشرات الالاف وهذه الذاكرة لا يمكن ان تمحى وستظل تنتقل من جيل الى اخر من الجد والاب الى الاحفاد
* كيف تنظرون الى المشاركة الدولية الكبيرة في احتفالات اسرائيل بمرور ستين عاما على نشاتها؟
- على العالم اجمع ان يعلم ان للقضية وجهان فاليهود في اسرائيل يحتفلون بقيام اسرائيل وهم بطبيعة الحال فرحين وهذا امر مفهوم وهناك الوجه الاخر للعملة اولئك الذين اصابتهم النكبة فتشتتوا في كل العالم وهم ليسوا شركاء في هذه الفرحة بل يستذكرون تاريخا اخر وهو تاريخ النكبة وعلى العالم أن يسعى لتفهم ذلك والى تحقيق حق اولئك الذين مازالوا تحت الاحتلال وانتهاكاته.
* بعد كل هذه السنوات والصراعات هل استوعب العرب الدرس؟
- واضح ان الصراع كان بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية وبعد ستين عاما اسرائيل اصبح عمرها ستين عاما وفلسطين لم تولد بعد وهذا جراء الاحتلال وجراء المعيار الاخلاقي المزدوج ولكن ومن باب النقد الذاتي علينا مراجعة انفسنا وهذا امر مطلوب من كل الفصائل الفلسطينية التي عليها اعادة وضع حساباتها عبر حساب الحقل والبندر وتحديد مواقع الخطإ والصواب فهناك محطات من النجاح واخرى من الفشل كما انه على العالم العربي ان يراجع مواقفه ايضا فهل ان تبنيه للقضية كان كافيا وهل تم تسخير كل الطاقات والامكانيات لاحقاق نوع من العدل ام ان جزءا من النضال من اجل قضيتنا كان حقيقيا ام مجرد كلام لا ننكر ان فلسطين في وجدان الامة العربية والاسلامية ولكن الاكيد انها تراجعت وانها بحاجة الى ان تعود الى ماكانت عليه لتكون في القلب والعقل على حد سواء.
* كيف ترون مسؤوليتكم اليوم عرب اسرائيل او عرب الداخل او عرب 48؟
- نحن لنا مكانة خاصة فنحن في نفس الوقت جزء من الشعب الفلسطيني ومواطنون ايضا في اسرائيل توجد طبعا تبعات لهذه وتلك لسنا فصيل من الفصائل الفلسطينية ولا جزء من حركة فتح نحن جزء من الرواية التاريخية الفلسطينية الانسانية والاخلاقية حافظنا على وجودنا ومواقفنا ناضلنا ضد سياسة التمييز العنصري ضدنا الى جانب نضالنا لانهاء الاحتلال عام ال67 واقامة الدولة المستقلة.
معركتنا ونضالنا ليست مهمة سهلة ونحن نعاني الامرين من سياسة التمييز والاقصاء والتهميش ومع ذلك كنا دوما شوكة في حلق الحكومات الاسرائيلية يريدون الكنيست خال من العرب بمعنى انهم يريدون البلد ايضا خال من العرب ولكن شعارنا كان ولايزال وسيبقى دوما اننا هنا باقون مادام الزعتر والزيتون.
* شعار جميل جدا فاين تقفون من حل الدولتين وهل مازال بالامكان تحقيق هذا الهدف اليوم؟
- حل الدولتين هوالحل الامثل للمجتمع الدولي وهو ليس فقط حق فلسطيني بل مصلحة اسرائيلية ولكن مازال بعيدا عن تطبيق هذا الحل، اسرائيل ليست جدية لم يحدث حتى الان أي تقدم ميداني على عكس ما يشاع والتقدم الوحيد والمستمر هو بناء المستوطنات في حين يواصل جدار الفصل العنصري قضم الاراضي ومصادرتها.
هناك فعلا من يسعى لتقليص حظوظ تجسيد حل الدولتين وهناك من يعمل على افشال هذا الحل ولا يعرف انه يقود المجتمع الدولي للمطالبة بحل الدولة الديموقراطية الواحدة ولذلك على الاسرائيليين ان يسارعوا بحل الدولتين.
بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني
«كذب الذين ادعوا أن الكبار سيموتون والصغار سينسون»
«ما بقي من فلسطين أكبر من أن تنساه الذاكرة»
* ماذا بقي من فلسطين في هذه الذكرى الستين للنكبة؟
- بقي من فلسطين الامل في استعادة بلادنا وعودة الاجئين بقي تمسك شعبنا بالاستقلال والسيادة والحق في تقرير المصير بقي الحلم الفلسطيني الذي لا يموت بقي ايضا تضامن شعوب العالم ومعها الشعوب العربية معنا بقي ابناؤنا المتمسكون بهذا الهدف رغم رهان اسرائيل على انهاء الحلم بالحرية والعودة كما سبق وعول على ذلك قادة الحركة الصهيونية يوم ادعوا ان الكبار سيموتون والصغار سينسون والعكس هو الصحيح الاجيال الجديدة اكثر تمسكا اليوم بحقوقهم وبرؤية البلد والارض وهم اكثر رغبة في تحقيق الهدف من الذين عاشوا اطوار النكبة وذلك لسبب بسيط مرتبط بالظلم الذي عايشوه منذ ولادتهم... لذلك فان مابقي اكبر من ان تنساه الذاكرة وستحفظه الاجيال جيلا بعد جيل...
* هل من مجال اليوم للحديث عن حل الدولتين؟
- نحن نناضل من اجل دولة فلسطينية ومن اجل ما اقره القرار 181 حول حق تقرير المصير ولكن اسرائيل وبدعم من امريكا لا تزال تتعنت وتختلق الصعاب لعرقلة المفاوضات وفرض واقع جديد حيث تضع شروطا تعجيزية حول حدود الدولة ولكن هذا امر مرفوض وسنواصل نضالنا من اجل حل الدولتين واذا لم ينجح الخيار فان ذلك لا يعني اننا نتنازل عن حق تقرير المصير وسيستمر نضالنا من اجل اقامة دولة واحدة ثنائية ديموقراطية.
* ولكن ماذا عن المشهد الفلسطيني في هذه الذكرى وهو يتابع مايجري غير بعيد في اسرائيل؟
- الشعب الفلسطيي يدفع ثمن الانقسام بشكل كبير وهو اضعف بكثير من أي وقت مضى وباعتقادي فان المقاس الاخلاقي النضالي يتطلب وحدة نحن بامس الحاجة اليها اما التعويل على الادارة الامريكية الراهنة لتحقيق أي تقدم فهو اشبه بالسراب فكل ما تفعله هذه الادارة انها توفر الغطاء لاسرائيل ولانتهاكاتها وهي غير جادة في العملية السلمية والولايات المتحدة انما تبحث عن ذرائع للتغطية على الموقف الاسرائيلي والتبريرات للاستيطان وتمنع التقدم للحل النهائي ومن جانبنا لا نعتقد ان هناك أي اساس لتحقيق نتيجة قبل نهاية العام، اسرائيل تريد الاستمرار في بحث صيغة لبقاء الاحتلال ولا نشارك أي متفائل بالتوصل الى حل قبل نهاية العام ولا نية لامريكا ولااسرائيل لكسر الجمود.
* وماذا عن الفضيحة الراهنة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الا تصب في نهاية المطاف في خانة البحث عن أي سبب للتنصل من أي التزامات؟
- لا الامر يتعلق بفضيحة حقيقية فرئيس الوزراء متورط في كم كبير من الفضائح المالية والسياسية وكذلك حدث مع الرئيس الاسرائيلي السابق وعدد من الوزراء والمسؤولين الاسرائيليين وهم معتادون على هذه الفضائح التي تبقى احد الذرائع والاسباب التي تساعد على استمرار التهرب من أي تقدم.
مصطفى البرغوثي أمين عام حزب «المبادرة العربية»
«سنواصل حملة التضامن الدولي التي بدأناها»
«كنت أتمنّى لو أنّ تظاهرة لندن كانت من عاصمة عربية»
* ماذا بقي اليوم في الذاكرة من فلسطين؟
- الذي بقي اصرار عميق من شعبنا على عدم التنازل عن حقه وما جرى حتى الان ان اسرائيل كرست التطهير العرقي الاسرع والاسوإ في تاريخ البشرية ونحن اليوم في مواجهة اطول احتلال ونظام الفصل العنصري الاسوإ ولكن نقول ان اسرائيل تسير اليوم الى الوراء حيث لم تنجح على مدار ستين عاما في كسر شوكة ارادة الشعب الفلسطيني وخصوصا في تحول منظومة الدولة العنصرية ونظام الابرتييد نحن نراهن وبعد استعادة وحدتنا على ان ننظم اوسع حملة تضامنية في العالم عربيا ودوليا فاسرائيل لا تبدو باي حال من الاحوال مستعدة للسلام.
* هل استوعب الفلسطينيون والعرب الدرس بعد كل هذه السنوات؟
- لا اتحدث باسم العرب ولااحسدهم على اوضاعهم العبرة الكبرى فيما حدث في ال67 حينما رفض شعبنا التخلي عن ارضه وتمسك بجذوره رغم كل الضغوطات ورغم كل المخططات ضده نحن اليوم نواجه امراض وعلل كثيرة ولا بد من معالجة الانقسام الفئوي الذي نعيشه وفي هذا المجال اعتقد ان الشعب متقدم على قيادته نحن لا نشعر بالرضا ازاء ما يحدث على الساحة الفلسطينية ونامل ان ترتقي السلطة الراهنة الى طموحات ومرتبة الشعب الفلسطيني نريد استراتيجية واحدة وحركة تضامن دولي وقيادة موحدة ولن نتوقف حتى نحقق هذا الامر.
* وهل لديكم استراتيجية واضحة لتحقيق هذا الهدف؟
- نعم لدينا استراتيجية وقد راى العالم كيف بدات الكثير من القيادات العالمية واذكر الرئيس الاسبق جيمي كارتر تتبنى نظرتنا وقد كانت تلك التظاهرة الكبرى في العاصمة البريطانية لندن بمشاركة الالاف من مؤيدي الحق الفلسطيني وحق العودة وحق تقريرالمصير في ذكرى النكبة بداية هذه التحركات وتظافر الجهود من اجل ذلك والحقيقة أني كم كنت اتمنى ان تكون انطلاقة تلك المظاهرة من احدى العواصم العربية وهذه الحملة التي بدانا القيام بها ستستمر في فنلندا وبلجيكا وعديد الدول الاوروبية وهي تاتي بعد الحملة التي اطلقها فلسطينيون يعيشون في اوروبا وسنواصل العمل مع عديد المؤسسات والحركات الانسانية والحقوقية الدولية في كل العالم من اجل استمرار هذا التظاهرة.
بلال الشخشير (أسير سابق ومدير المجلس الوطني الفلسطيني)
«شعبنا ينبض بالحياة... وهذا يخيف إسرائيل»
* ماذا يعني ذكرى النكبة بالنسبة لمن خبر سجون الاحتلال والابعاد؟
-اليوم نتذكر الجرائم التي ارتكبت في حق شعبنا وبرغم انقضاء ستين عاما على تشرد هذا الشعب وتشتته بين المخيمات والملاجئ فان كل ذلك لم يلغ حق العودة الى ديارنا ووطننا وهذا الحق كفلته واكدته القوانين الدولية التي ظلت عاجزة عن تثبيته ولكن وفي نفس الوقت فان هذا الحق محفور في ذهن كل فلسطيني وفي ذاكرة كل الاجيال الفلسطينية ورغم ان جيل النكبة ولد قبل ستين عاما ومعظمهم بارحوا الحياة فان كل الاجيال تحمل في ذاكرتها وفي داخلها ايمانها بان هذا الحق لن يستطيع احد ان يلغيه ولن يستطيع احد ان يدفع الفلسطينيين للتنازل عنه واسرائيل رغم كل ما ترتكب من جرائم تصفية عرقية ورغم كل محاولات القهر الا انها تدرك الان ان هذا الشعب حي ينبض بالحياة ومتمسك بحقه مهما طال الزمن ونحن واثقون بان هذا الحق سننتزعه نحققه والزمن سيكون لمن يمتلك الحق والعدل والقانون ونحن شعب نمتلك فوق كل ذلك الارادة والتصميم على انتزاع حقنا واستقلالنا ولن تمنعنا من ذلك قوة.
* خمس عشرة سنة في السجون والمعتقلات الاسرائيلية وسبع سنوات في المنفى هل اثر ذلك على قناعتك وخياراتك في الدفاع عن القضية الام؟
- اعتقلت اول مرة سنة 1970 وكان عمري خمسة عشر عاما والتهمة كانت المقاومة وتم ابعادي بعد ذلك سبع سنوات عن الوطن ومع ذلك فان ما حدث وما يمكن ان يحدث زاد من ايماني وعزمي واصراري بان هذا الحق يجب ان نتمسك به ونناضل من اجله واليوم وانا في الخامسة والخمسين اكثر صلابة من أي وقت مضى واكثر استعدادا للتضحية بالغالي والنفيس فاليوم وفيما تتجه انظار العالم الى الاحتفالات الاسرائيلية الكبرى بمرور ستين عاما على تاسيس اسرائيل على ارضنا فان هناك خلف القضبان آلاف الاسرى من ابناء فلسطين ممن رفعوا راية النضال ونحن اليوم لا يسعنا الا ان نذكر العالم بان ربع مليون فلسطيني تناوبوا على السجون والمعتقلات الاسرائيلية من مختلف الاجيال المتعاقبة الذين نقشت في ذاكرتهم فلسطين ولا شك ايضا ان كل الذين ولدوا تحت ظلم الاحتلال ودخلوا سجون الاحتلال لن يزيدهم كل ذلك الا إيمانا وقناعة بشرعية القضية وعدالتها.
* ماذا اعددتم اذن لهذه الذكرى؟
- سنقيم العديد من التظاهرات والفعاليات بأشكال متعددة للاطفال والشباب ستكون فعاليات وطنية وثقافية تكرس ما حدث من مجازر وتحفظ الذاكرة وسنواصل الى جانب كل ذلك نضالنا بكل الاشكال المتاحة لنا حتى وان قادنا ذلك مجددا الى السجن...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.