تقدم المتضرر بشكاية إلى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس مفادها أنه تم الاعتداء عليه من قبل بعض الاشخاص كما تم حجزه وسلبه فانطلقت التحريات لتكشف أن المتضرر يعمل عرافا وقد تولى التوجه يوم الواقعة صحبة شخص ثان إلى منزل فتاة بجهة دوار هيشر قصد مداواتها من مرض الصرع وبوصولهما إلى هناك تولى ذلك العراف تلاوة آيات قرآنية وقد أخبر عائلتها بكون ابنتهم متزوجة (برهبان) وأن المنزل مسكون بالجان وقد تعددت الزيارات العلاجية لذلك العراف إلى منزل الفتاة، وفي الاثناء صرحت له الفتاة بأنه يوجد كنز بمنزل والديها وأنها لن تشفى إلا باستخراجه فوافقها العراف (وهو المتهم الاول) على ذلك وأخبر والدتها وجارهم على المساهمة بمبالغ مالية قصد شراء البخور وجلبه من الصين لاخراج الكنز المزعوم. وقد تولت الفتاة ووالدتها وجارها تقديم جملة من المبالغ المالية والتي تناهز قيمتها ال12 ألف دينار للمتهم الاول وبتعليمات من المتهم الاول (أي العراف) تولى أحدهم وضع تلك المبالغ المالية في أماكن متفرقة منها أمام مسجد القصر وبرج زوارة بدوار هيشر وقد تكررت تلك العمليات في 20 مناسبة من سنة 2000 إلى سنة 2005. وفي أوائل سنة 2005 طلب المتهم الاول من بقية المتهمين التوجه بالقرب من برج زوارة وطلب منهم الحفر هناك بعد أن أكد لهم تواجد جزء من الكنز بتلك المنطقة وبعد حفر 60 صم تم العثور على أربعة تماثيل ذهبية في شكل عرائس يبلغ طول الواحدة حوالي ال50صم وقد تعهد أحدهم بإيصالها إلى المتهم الاول وقد اتفق على اللقاء معه، ولكن اتضح فيما بعد أنه وقع اختطافه من قبل عائلة الفتاة. وقد أكد أحد المتهمين وهو شقيق الفتاة أنه يقيم بالسويد وأنه في احدى المناسبات اتصلت به شقيقته وطلبت منه ارسال مبلغ 6 آلاف دينار وأضاف أنه أرسل لها العديد من المبالغ المالية والتي وصلت إلى 61 ألف دينار وأضاف أن المتهم الاول كان يتسلم من والدته وجارهم وشخص آخر مبالغ مالية وصلت ال100 ألف دينار وذلك لاستخراج الكنز. وقد أكد المتهم الاول أنه تم اختطافه من قبل شقيق الفتاة وجارهم وابن هذا الأخير عندما توجه لأداء صلاة الجمعة بالمروج الثاني وأضاف أنه تم اختطافه على متن سيارة وعندما حاول المقاومة وعدم الصعود إلى تلك السيارة تعمد أحدهم لكمه على فمه ولكمه آخر على انحاء مختلفة من جسده وأضاف أنهم تولوا ادخاله عنوة إلى منزل أحدهم واعتدوا عليه بالضرب على جنبيه ورأسه ورجله وطلبوا منه تمكينهم من المال المتأتي من الكنز كما تم تقييده. وعند إيقاف كافة المتهمين من بينهم المتضرر أي (العراف) بالنسبة للأول من أجل تهمة التحيل والبقية من أجل حجز شخص والاعتداء بالعنف الشديد أحيلوا جميعهم على أنظار المحكمة لمحاكمتهم وقد تم حجز الأربعة تماثيل الذهبية المذكورة كما تم إيقاف المتهم الاول وأحيل البقية وعددهم 5 بحالة سراح.