اسطنبول الصباح: احتضنت مدينة اسطنبول على امتداد خمسة ايام (من 12 الى 16 ماي الجاري) الملتقى الثالث لرجال الاعمال الاتراك مع رجال الاعمال الافارقة وعدد من اصحاب القرار في الدول الافريقية وهو ملتقى نظمته «تيسكون» وهي منظمة مستقلة تنضوي تحت لوائها نسبة هامة من رجال الاعمال الاتراك. ويهدف هذا الملتقى (كسابقيه) الى تعريف رجال الاعمال والساسة الافارقة بالانشطة الصناعية في تركيا التي بلغت شوطا متقدما جدا في الجودة والاتقان ابتداء من صناعات النسيج مرورا بالصناعات الميكانيكية وصولا الى الصناعات الالكترونية التي تتطلب دقة وخبرة كبيرتين (un savoir faire) كصناعات الآلات الطبية الدقيقة التي تستعمل في الجراحة والكشف عن الامراض. فضاء تعارف.. وتعامل تجاري كما يهدف هذا الملتقى الى توفير فضاء للقاء والتعارف بين رجال الاعمال بهدف سبر امكانيات التعامل التجاري والصناعي بين تركيا وافريقيا. اذ ان نسبة حجم التبادل التجاري مع دول اوروبا (ايراد وتصدير) تبلغ 60% من حجم المعاملات التجارية التركية وحرص المسؤولين ورجال الاعمال في تركيا على الانفتاح اكثر على الدول الافريقية وتعزيز افق التعامل التجاري معها تقف وراءه اسباب عديدة من بينها انهم يرون ان نسبة التعامل المرتفعة مع اوروبا تخلق نوعا من التبعية وان هذا الوضع يتطلب الاسراع في تنويع مصادر التعاون. اقتصاد في حاجة الى أسواق جديدة كما ان التطور المطرد للنسيج الصناعي في تركيا واكتساحه كل يوم ميادين جديدة كميدان les industries de précision من صنع للآلات الطبية وقطع غيار (وحتى اجهزة) كأجهزة المعلوماتية وغيرها يتطلب فتح اسواق جديدة خصوصا ان جودة المنتوجات التركية تتفوق بكثير بشهادة اهل الاختصاص على مثيلاتها القادمة من الدول الآسيوية الصاعدة. المرتبة 17 عالميا واذا علمنا ان الاقتصاد التركي يحتل المرتبة السابعة عشرة في اقتصاديات دول العالم فاننا نفهم حرص القادة السياسيين ورجال الاعمال في تركيا على محاولة فتح اسواق جديدة والانفتاح اكثر على دول القارة الافريقية لتأمين اسواق متنوعة لمنتوجات بلادهم. بين تركيا ودول افريقيا الشمالية ويرى الجميع هناك ان حجم التبادل التجاري حاليا مع دول افريقيا هو متواضع ويطمحون الى ان يبلغ مع نهاية السنة الحالية حجم 4 مليار دولار علما انه قدر خلال السنة الماضية بمليارين من الدولارات. وقد كان هذا التعامل في السابق اضعف من الآن الا ان الملتقيين السابقين ل«تيسكوم» مع رجال الاعمال في افريقيا هما اللذان مكنا من تطويره شيئا ما ليبلغ الحجم المذكور آنفا. والهدف الذي تسعى اليه منظمة الاعراف «تيسكوم» من خلال هذا الملتقى هو توقيع اتفاقيات شراكة وتجارة بحجم 4 مليارات من الدولارات علما ان الهدف الذي وقع تحديده والذي تسخر كل الجهود من اجله حاليا هو البلوغ بهذا التعامل رقم 20 مليار دولار في حدود سنة 2012. ويرى المسؤولون الأتراك ان حجم التعامل الحالي مع دول افريقيا الشمالية ومن بينها تونس هو دون المطلوب والمأمول وقد عبروا عن رغبتهم الشديدة لتطويره لما فيه مصلحة الطرفين مشيرين الى ان روابط هذه البلدان مع تركيا هي روابط تاريخية عريقة لا بد من تدعيمها بالتبادل التجاري. وهم يعتقدون انهم قاموا بخطوات عديدة في هذا الاتجاه وينتظرون ان يقوم الطرف المقابل بمثلها حتى يبلغ هذا التعاون المستوى المطلوب والمرغوب ملحين على ان فرص التعامل بين رجال الاعمال التونسيين والأتراك ومجالاته عديدة ومتنوعة وان الصناعة التركية تتميز بقيمة مضافة وجودة عاليتين جدا وان مثل هذه الملتقيات هي فرصة ذهبية لتعريف التونسيين بالفرص المتاحة للتجارة والاستثمار من ذلك مثلا ان التعامل مع رجال الاعمال في المغرب الاقصى قد عرف بفضل الملتقيين السابقين دفعا كبيرا وتطورا ملحوظا وهذا التعامل ما فتئ يرتفع من سنة لأخرى وتتضاعف ارقامه باستمرار. شراكة واعدة وقد اختتم الرئيس التركي عبد الله غول اشغال هذا الملتقى متجولا في ارجاء المعرض الذي اقامته المؤسسات التركية لعرض منتوجاتها والتعريف بنشاطها واثر ذلك تم تنظيم زيارة الى منطقة الاناضول التي تتركز فيها نسبة كبيرة من الوحدات الصناعية التركية وقد شدد رجال الاعمال على حرصهم على تعزيز التعاون مع بلدان افريقيا مؤكدين ان الفرص المتاحة لرجال الاعمال الافارقة لتدعيم نشاطهم الاقتصادي والتجاري عبر شراكة معهم لا حدود لها وتخدم الطرفين. من مبعوثنا الخاص الى تركيا: