«أدعو رجال الأعمال التونسيين إلى الاطلاع على الامكانات الهائلة المتاحة للتعامل معنا» اسطنبول - الصّباح: خلال الملتقى الثالث لرجال الأعمال الأفارقة والأتراك الذي نظمته منظمة الأعراف التركية «تيسكون» باسطنبول مؤخرا (أنظر الصباح ليوم الاربعاء الماضي) كان لنا لقاء مع السيد تيمور تيكد أمير منسق الشؤون الافريقية في «تيسكون» حول أهداف مثل هذه الملتقيات وآفاق التعاون التجاري والاقتصادي بين تونس وتركيا. * هذا هو الملتقى الثالث مع أصحاب القرار ورجال الأعمال الأفارقة في اسطنبول، وقد لاحظنا نقصا في الحضور التونسي، ما هو أسبابه حسب رأيكم، هل هو نقص في الدعاية أم أمر آخر؟ - نحن من جانبنا نحاول تطوير تعاوننا وتعاملنا مع دول شمال افريقيا وقمنا بخطوات عديدة في اتجاه بلادكم وقد أثمرت هذه الخطوات بعض النتائج الايجابية من حيث تكثيف التعاون والتعامل الاقتصادي بين البلدين وربط الصلة بين رجال الأعمال في البلدين إلا أننا نرى أن ما تحقق قليل وأن آفاق التعاون واسعة ومتعددة ومن الممكن تطوير تعاوننا وتكثيفه لمصلحة الطرفين وجهودنا في هذا المجال متواصلة وندعو رجال الأعمال في تونس إلى الاطلاع عن قرب على الأنشطة الصناعية والاقتصادية في تركيا لسبر الامكانات الهائلة المتاحة لهم لتطوير أنشطتهم وتنويعها فحسب تقديري واعتمادا على الأرقام التي بحوزتنا فإن التعامل بين الجانبين هو دون المستوى الممكن والمؤمل. فالاقتصاد التركي قوي ومتنوع ومناعتنا تحظى بثقة كبيرة (من حيث مستوى الجودة والأسعار) والعلاقات التي تربط بين شعبينا قوية جدا ونتمنى أن نقترب - اقتصاديا - من بعضنا أكثر على المدى القريب. * هل هناك نتائج ملموسة للملتقيات الثلاث مع رجال الأعمال في افريقيا وبالأخص بالنسبة للتعامل مع تونس؟ - إن منظمة «تيسكون» ضبطت استراتيجية واضحة ومدروسة في مجال انفتاح اقتصادنا على دول افريقيا ومن بينها دول شمال افريقيا وتونس واستراتيجيتنا مرحلية ويتم ضبطها وتعديلها كل سنة وهدفنا حاليا هو تنظيم لقاءات عبر الغرف التجارية في البلدين (على النطاق الوطني والجهوي) بين رجال الأعمال في البلدين حتى يسير الطرفان المجالات التي يمكن للطرفين الاستفادة منها بصفة مشتركة. فالمبادلات التجارية لبلدنا حاليا تستأثر أوروبا حاليا بنصيب الأسد منها (حوالي 60%) ولذلك فإن هدفنا في المرحلة الحالية هو الامتداد الي افريقيا وقد بدأنا بعد نقطف بعض نتائج هذه الاستراتيجية فتعاوننا مع افريقيا ارتفع بنسبة 100% في سنة واحدة (علما وأن المبادلات التجارية التركية مع دول العالم ارتفعت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بنسبة 30%). ومنذ أول ملتقى مع رجال الأعمال الأفارقة منذ سنوات قليلة جدا تضاعف حجم مبادلاتنا مع افريقيا 7 مرات. * إن هذه الأرقام يفهم منها أن الصادرات التركية نحو الدول الافريقية هي التي ارتفعت فما هي في المقابل «المنافع» التي تعرضونها على الدول الافريقية؟ - التعاون ليس أرقاما فقط بل نحن نحاول أيضا إفادة الطرف المقابل فمبدؤنا هو الأخذ والعطاء المتبادلان وذلك حتى نضمن لتعاملنا أسس التواصل والدوام. فنحن نسعى أيضا إلى تطوير الاستثمار في الدول الافريقية وتظاهرات «تيسكون» مكنت ثلاثين من رجال الأعمال الأتراك من الاستثمار في بلدان افريقيا، مما يوفر فرص عمل كبيرة لليد العاملة هناك وحركية اقتصادية إضافية. كما أننا لا نهمل أيضا الجانب الاجتماعي الذي يتوزع على محاور عديدة من بينها على سبيل الذكر لا الحصر أننا نوفر منحا جامعية كثيرة للطلبة الأفارقة. فحجم المبادلات التجارية السنوية لتركيا مع دول العالم تبلغ 300 مليار دولار منها 180 مليار دولار استيرادا و120 مليار دولار تصديرا. * ذكرتم في بداية حديثنا أن مستوى التبادل التجاري مع تونس هو دون المستوى المأمول، ما هي في تقديركم الأسباب؟ - أول سبب هو حسب رأيي مستوى الاتصالات بين رجال الأعمال في بلدينا الذي بقي ضعيفا والستراتيجيتنا تقوم كما ذكرت سابقا على تطويره عبر تنظيم لقاءات بين رجال الأعمال في البلدين. كما أن الصحافة في البلدين يمكنها أن تلعب دورا إيجابيا في تعريف الطرفين بالامكانات المتاحة للتعاون والتعاون، فتركيا لها امكانات اقتصادية كبيرة ولكن لا يعرفها رجال الأعمال التونسيون فلا بد من حملات تعريف على أكثر من صعيد. أجرى الحوار: جمال الدين بوريقة برنامج لتكثيف لقاءات رجال الأعمال في البلدين الوفد التونسي إلى ملتقى رجال الأعمال الافارقة والأتراك اقتصر على عدد قليل من رجال الأعمال من بينهم السيد لطفي بن عيسى نائب رئيس الغرفة النقابية للنقل البري وقد كان له لقاء مع المنسق العام للشؤون الافريقية في منظمة الاعراف التركية علمنا أنه تم خلاله وضع اللمسات الأولية لبرنامج عمل يتمثل في تحسيس الغرف التجارية الجهوية بتونس لتنظيم سلسلة من اللقاءات بين رجال الأعمال في ميادين شتى في تونس مع رجال الأعمال الأتراك تحت لواء تسكون.. لسير مجالات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.