تؤكد جل التقاريرالاعلامية الامريكية والفلسطينية والاسرائيلية أن السقف الذي يمكن ان تصل اليه المحادثات المراطونية بين الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس حكومة اسرائيل اولمرت باشراف ممثلين عن ادارة بوش الابن، هو اتفاق محدود حول التهدئة في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.. تلتزم به قيادات المقاومة الفلسطينية والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية.. بوش الابن قدم أكثر التصريحات سخاء للجانبين الفلسطيني والعربي في الصراع العربي الاسرائيلي.. فهو أول رئيس أمريكي يقر بوجوب قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.. وهو اول رئيس امريكي اعلن (في ديسمبر الماضي) عن عزمه تحقيق شعار بناء الدولة الفلسطينية في ظرف عام..؟؟ لكن عهد ادراة بوش الابن سيبقى الاسوأ في تاريخ البيت الابيض الامريكي من حيث علاقته بمظلمة الشعب الفلسطيني وبقية قضايا العرب والمسلمين.. وكانت حصيلة 8 أعوام من حكم بوش الابن دعما سياسيا وعسكريا وماليا غير مسبوق لسلطات الاحتلال الاسرئيلي وحلفائها.. وانتهاكات غير مسبوقة لمقررات الشرعية الدولية ومواثيق الاممالمتحدة.. بدءا من دعم حكومة شارون في قمعها لمؤسسات السلطة ومنظمة التحرير ثم لمناضلي المقاومة الوطنية بمختلف تياراتها.. مع تدمير البينة الاساسية الفلسطينية التي شيدت باموال الاتحاد الاوروبي واليابان وكندا وحكومات عربية وجمعيات غير حكومية فلسطينية ودولية.. وتأتي تصريحات أولمرت وزيارته الجديدة الى واشنطن بعد لقاء اعلامي جديد مع الرئيس عباس لتؤكد الهوة الواسعة بين التصريحات والواقع.. فقد استبق رئيس حكومة اسرائيل زيارته الى واشنطن باعلان اسرئيل عن توسيع جديد للمستوطنات حول القدسالمحتلة.. بما يكشف مرة اخرى استهتار قيادات الاحتلال بتصريحات الديبلوماسيين الامريكيين والاوروبيين والروس المعارضة للاستيطان.. ان التهدئة في قطاع غزة وفي الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة يمكن ان تفيد كل الاطراف خاصة اذا اقترنت بهدنة فعلية.. وبإلغاء مئات الحواجز بين قرى الضفة الغربية ومدنها.. ورفع التضييقات على ملايين الفلسطينيين.. ومنها حرمان اغلبهم من العمل والسفر للدراسة والعلاج وابرام عقود شغل وصفقات اقتصادية.. وفي كل الحالات لا أمن ولا سلام لاسرائيل وحلفائها دون الاقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفسطيني.. وكل شعوب المنطقة.