اوردت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله: «إن رئيس الحكومة الاسرائيلي إيهود أولمرت قال إنه مستعد لبحث «القضايا الجوهرية» التي يمكن أن تقود إلى خلق دولة فلسطينية. واعتبرت رايس أن المؤتمر الدولي للسلام الذي تسعى الإدارة الأمريكية لعقده «ليس شكليا».. بل يهدف إلى «التقدم فعليا نحو دولة فلسطينية» هذه التصريحات الجديدة ايجابية خاصة انها تتزامن مع جولة تقوم بها مع وزير الدفاع الامريكي غيتس في المنطقة لمحاولة اعادة ترتيب الاوضاع في الخليج وفي منطقة الصراع العربي الاسرائيلي.. لكن شعوب المنطقة عموما وشعوب فلسطين وسوريا ولبنان خاصة لا تنتظر من واشنطن مزيدا من التصريحات الواعدة بل اجراءات عملية وملموسة تجبر سلطات الاحتلال الاسرائيلي على احترام حد أدنى من حقوق الانسان الفلسطيني والعربي وتطبيق القرارات الاممية التي تطالب اسرائيل بغلق المستوطنات في الضفة الغربية والقدس وبانهاء حالة الحصار المفزعة التي يعاني منها ملايين الفلسطينيين في بلدهم المحتل وفي الشتات.. خاصة في لبنان وسوريا والاردن.. حيث الغالبية الساحقة من اللاجئين والنازحين.. لقد سبق للرئيس بوش الابن ان تعهد بتسوية الصراع العربي الاسرائيلي على اساس دولتين مستقلتين.. ورحب العالم والعرب والفسطينيون بتصريحاته.. لكن الحصيلة على الارض كانت انحيازا امريكيا-اوروبيا فاضحا لتل ابيب.. ودعما غريبا لسلطات الاحتلال الاسرائيلي بزعامة شارون واولمرت.. بالسلاح والمال والمواقف السياسية.. مقابل فرض حصار لا مثيل له في التاريخ على الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.. بتعلات مختلفة.. كان ثمنها تجويع غالبية ابناء هذا الشعب وكوادره في الداخل والخارج.. رغم االتصريحات التي يعلن عنها هنا وهناك عن نوايا بتقديم مبالغ مالية للسلطة الفلسطينية.. وقوات الامن التابعة للرئيس محمود عباس.. وهي تصريحات تؤكد كل المعطيات ان هدفها اعلامي وتعميق الفجوة الداخلية الفلسطينية الفلسطينية.. واستبعاد سيناريو العودة الى اتفاق مكة.. الذي كان بحق نموذجا للوفاق الوطني الفلسطيني.. في هذا السياق لا مفر بالنسبة للقيادات الفلسطينية والعربية الا التعويل على انفسهم.. وتسوية خلافاتهم الداخلية عبر الاحتكام مجددا الى اتفاق مكة.. مع الوعي بان الصراعات الداخلية الحالية لا معنى لها في ظل خضوع الجميع لهيمنة قوات الاحتلال.. على الارض والثروات والمقدسات وعلى القوت اليومي وحق الدخول المدن والخروج منها بالنسبة لملايين البشر..