كان محبو العروض الموسيقية المغاربية الهادئة والموسيقى الكلاسيكية خاصة، على موعد مساء السبت بالمسرح البلدي بالعاصمة مع عرض "موغادور".. وهو عرض موسيقي سمفونى حضره عدد من المسؤولين والمثقفين التونسيين والمغاربيين.. قدم هذا العرض بقيادة الموسيقار احمد عاشور.. بمشاركة مجموعة من العازفين من الاوركستر الفيلارمونى المغربي وعازف البيانو التركماني بيغانت غيلديفاف و"موغادور".. تابع الجمهور سمفونية تعتمد على آلة البيانو والاوركستر ألفها الفنان جلول عياد التونسي الاصل والعاشق للمغرب.. الذي اكد من خلال عمله حبه للمنطقة المغاربية.. وللتواصل بين أبناء المغرب الكبير.. من موريتانيا الى ليبيا.. من نواق الشط الى بنغازي والسلوم والبيضاء.. مثل هذه العروض الثقافية تؤكد وفاء جيل من الفنانين والمثقفين والمسؤولين للمشروع الوحدوي المغاربي الذي تغنت به اجيال خلال مرحلتي الاحتلال وبناء الدول المستقلة.. من شرق ليبيا الى صحاري موريتانيا.. واذ تتعثر مشاريع السياسيين منذ طنجة 1958 فان أحلام الفنانين والمثقفين في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا لا تزال وردية.. جميلة.. وطموحة.. ومتفائلة بغد مشرق.. تفاؤل تعكسه معزوفات المالوف الاندلسي الجزائري والمغربي والموشحات الليبية التونسية.. وآلات الرقن الجميلة المراكشية والقبائلية والبدوية التونسية الليبية.. لقد زرت شخصيا البلدان المغاربية مرارا.. ولم أشعر أبدا بأن أبناء سرت وبنغازي ومسراطة والزاوية في ليبيا يختلفون عن الاشقاء في مراكش وفاس ومكناس.. أو في وجدة وتلمسان ووهران.. أو في قسنطينة وسوق هراس ومختلف المدن التونسية.. الشعب واحد والفن واحد.. وان اختلفت المدارس الموسيقية والثقافية.. مهما تلونت الواجهات السياسية الظرفية..