ماذا عن ملامح برنامج التوعية والتحسيس لجمعية الوقاية من حوادث الطرقات؟ تونس-الصباح - ترتفع بشكل لافت حوادث المرور خلال فصل الصيف وتخلف سنويا أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى إضافة إلى الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها فواجع الطريق لدى عائلات الضحايا قد تلازمهم مدى الحياة.ويكفى فقط أن نشير في هذا السياق إلى أن عدد الحوادث بلغ في صيف 2005 وتحديدا خلال شهري جويلية وأوت أكثر من 2040 حادث مرور خلف 337 قتيلا و3047 جريحا بمعدل قتلى يومي يصل إلى 5 أشخاص. وعلى أهمية لغة الأرقام التى تبين دون شك الخسائر البشرية التى تسببها حوادث المرور إلا أن حجم المٍٍأساة يتأكد أكثر في مخلفات هذه الحوادث على المستوى الاجتماعي عندما تفقد العائلة عائلها الوحيد في حادث مرور وعندما تفقد الأم أبناءها أو عندما يتحول فرد من العائلة إلى عاجز أو معوق وما يتطلبه ذلك من عناية مادية ونفسية قد لا تستطيع العائلة توفيرها... هذه الأعباء الاجتماعية والنفسية والمادية تجعل من ظاهرة حوادث المرور في بلادنا مشكلا حقيقيا يتطلب الكثير من الجهد والتوعية والتحسيس من جميع الأطراف للحد من تفاقمه. فصل الصيف والحوادث بالاضافة إلى الاسباب المتعارف عليها لحوادث المرور على غرار السرعة المفرطة وعدم احترام قانون الطرقات(حوالي مليون و200 مخالفة مرورية السنة الفارطة) فإن عديد العوامل الأخرى تساهم في تزايد حوادث المرور خلال فصل الصيف من ذلك تزايد حركة الجولان خلال هذه الفترة من السنة نظرا لحلول موسم الأفراح والمهرجانات والعطل والخروج إلى النزهة خلال الفترة المسائية والليل.نجد كذلك أن العوامل المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة من شأنها التأثير على القدرات الذهنية للسائق. يساهم كذلك الاكتظاظ المروري نظرا لتوافد السياح على بلادنا في هذه الفترة من السنة وتزامنها مع عودة التونسيين بالخارج في تزايد نسب الحوادث هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى على غرار الارهاق وقلة النوم الناتجة عن السهر إلى أوقات متأخرة وتزايد تناول المشروبات الكحولية... العطلة الآمنة وبالنظر إلى هذه المعطيات وفي إطار المساهمة في البرنامج الوطني عطلة آمنة الذي تنظمه وزارة الداخلية والتنمية المحلية خلال شهري جويلية وأوت في محاولة للحد من حوادث المرور انتهت مؤخرا الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات من ضبط برنامجها الإعلامي والتحسيسي للمساهمة في تظاهرة العطلة الآمنة. يتضمن برنامج الجمعية لهذا الموسم فقرات توعوية تحسيسية ميدانية تتمثل في حملة تحت عنوان صيف بلا حوادث ستشمل مختلف محاور الطرقات بالجمهورية وأماكن الاصطياف والمهرجانات سيتم التركيز خلالها على جملة من المحاور على غرار أخطار السرعة وحزام الأمان والدراجات النارية ...الخ. ينتظر كذلك استهداف الجالية بالخارج والأشقاء من ليبيا والجزائر خلال عودتهم وتوافدهم على تونس سيما وأننا نسجل سنويا دخول أكثر من 250 ألف عربة إلى بلادنا، وسيتم في هذا السياق تنظيم حملة تحسيسية "عطلة آمنة في تونس الياسمين" على الطرقات وعلى متن البواخر وتنفيذ حملة بميناء مرسيليا في إطار شراكة مع الجمعية الفرنسية للوقاية من حوادث الطرقات إضافة إلى حملات توعية بالموانئ البحرية ونقاط العبور (ببوش وراس الجدير)... واعتبارا لتزايد ظاهرة السياقة تحت تأثير الكحول لدى الشباب برمجت الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات تظاهرات تحسيسية بالملاهي والعلب الليلية وعدد من المطاعم السياحية تتولى من خلالها تحسيس رواد هذه الفضاءات بوجوب اختيار فرد عن كل مجموعة يلتزم بعدم تناول المشروبات الكحولية على امتداد السهرة ويتولى مهمة قيادة السيارة عند نهاية السهرة. كما تتولى الجمعية اعتماد الشاشات العملاقة الموجودة ببعض اللعب الليلية لتمرير عدد من الومضات المتعلقة بمخاطر السياقة تحت تأثير الكحول ... ستنظم الجمعية كذلك دورات تكوينية لفائدة شباب المنظمات مع القيام بإعداد ملفات صحفية والمشاركة في برامج تلفزية لمزيد نشر الوعي المروري انجاز دراسة ميدانية ستقوم الجمعية كذلك بانجاز دراسة علمية حول سلوكيات السواق وهي دراسة علمية نفسية -اجتماعية للسلوك المروري استنادا إلى استيبان ميداني يقوم بانجازه نخبة من طلبة المرحلة الثالثة في علم النفس وعلم الاجتماع بالتنسيق مع وحدة البحوث والدراسات في الجمعية. وحرصا على مزيد تحسيس المواطن بخطورة ظاهرة حوادث المرور واعتبارا لنجاح هذه التجربة في عديد البلدان على غرار فرنسا وكندا اقترحت الجمعية خلال هذه الصائفة استغلال حطام بعض السيارات التي تعرضت لحوادث لتركيزها بطريقة بارزة للعيان في عدد من محاور الطرقات والأماكن العامة وذلك بالتنسيق مع الهياكل المرورية لتذكير السواق بالحوادث ومخلفاتها والسعي إلى التأثير على سلوكياتهم ...