تونس الصباح انطلقت أمس العطلة الامنة التي تخص السلامة المرورية ومحاولة الحّد أقصى مايمكن من فواجع المرور،وذلك بالتعاون بين وزارة الداخلية والتنمية المحلية وبقية الاطراف المتدخلة كالمرصد الوطني للوقاية من حوادث الطرقات والجمعية التونسية للوقاية من حوادث المرور ووزارة النقل.. ويهدف برنامج العطلة الامنة إلى ضمان سلامة المواطنين والسيطرة على فواجع الطريق وفرض احترام قانون المرور.والوقاية من حوادث الطرقات، وما يستوجبه من تضافر جهود كل الاطراف ضمانا لسلامة المواطنين، مع تكثيف حملات التوعية والتحسيس بوجوب احترام قانون الطرقات والتحلي بالسلوك المدني والحضاري حفاظا على حياة مستعملي الطريق وعلى مكاسب البلاد الاقتصادية. وقد حمل برنامج العطلة الامنة هذا العام شعار "العطلة الامنة من اجل خدمة المواطن وتأمين سلامته" اختارت فيه الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات الشراكة مع "تونيزيانا" في برنامج كامل أطلق عليه شعار "عيش.." وهو عبارة عن شعارات موجهّة أساسا لفئة الشباب تكون فوق بطاقات شحن الهاتف الجوال وفي معلقات اشهارية الى جانب تزويق على الحافلات. ومن بين الشعارات يمكن ذكر "عيش وما تحرقش الضوء"، "عيش وما تسوقش وانت شارب".. كذلك برمجت الجمعية حملة توعوية مع "طوطال" ستتابعها الاذاعات وهي عبارة عن رصد للسواق المثاليين في الطريق وستكون الحملة في مختلف ولايات الجمهورية.كما ستتم برمجة قافلة سلامة المرور الى جانب برمجة دورات تكوينية لسواق اللواجات باعتبار نسبة الحوادث المتسببين فيها. كما برمجت الجمعية مع "تونيزيانا" حملة "سائق السهرة"خاصة في الملاهي والعلب الليلية بحيث يتم اختيار أحد افراد مجموعة معينة ليكون قائدا للسهرة وبالتالي يمنع عليه تناول المشروبات الكحولية. ويتضمّن برنامج العطلة الامنة هذا العام كذلك تنظيم حملات تحسيسية ميدانية تتوزع على مختلف جهات الجمهورية وبرامج اخرى ستركز على محطات الاستخلاص في الطرقات السيارة الجنوبية والشمالية.وبرامج اخرى ستركز على الفضاءات التجارية الكبرى والمهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية. وستركز هذه الحملات على الافراط في السرعة والسياقة تحت تاثير المشروبات الكحولية وتحت تاثير التعب.. الى جانب ذلك، خصّص البرنامج حملة تحسيسية موجهّة للتونسيين المقيمين بالخارج وكذلك للسياح القادمين إلى بلادنا وخاصة منهم الوافدين من الدول المغاربية المجاورة حملت شعار "عطلة آمنة في تونس الياسمين". وقد انطلقت هذه الحملة من البواخر التي تؤمن عودة أبناء تونس بالخارج لتتواصل في الموانئ البحرية وكذلك من المراكز الحدودية البرية (ببوش ورأس جدير). ويتم في هذه الرحلات والمراكز الحدودية تحسيس الوافدين عبر الومضات التحسيسية والمعلقات وأقراص ليزرية واشرطة كاسات تتضمن لقطات توعوية صادرة عن نجوم الفن والرياضة إلى جانب توزيع مطوية خريطة الطريق مجانا وتحتوي هذه الخريطة على نصائح للسواق. وحرصا على مزيد تحسيس المواطن بخطورة ظاهرة حوادث المرور واعتبارا لنجاح هذه التجربة في عديد البلدان الاخرى على غرار فرنسا وكندا من المنتظر استغلال حطام بعض السيارات التي تعرضت لحوادث مرور لتركيزها على الطرقات وفي بعض الاماكن الحساسة في عدد من محاور الطرقات لتحسيس السواق بالحوادث ومخلفاتها والسعي إلى التأثير على سلوكياتهم باحداث الرجة النفسية لديهم.. مآسي فصل الصيف ويذكر أن حوادث المرور يتزايد عددها بشكل واضح خلال فصل الصيف وذلك لعدة أسباب أهمها السرعة المفرطة والسهر والسياقة تحت تاثير المشروبات الكحولية وتزايد حركة الجولان وخاصة ليلا خلال شهري جويلية وأوت، خاصة أن فصل الصيف يتزامن كذلك مع تضاعف اسطول السيارات بعودة عمالنا بالخارج وتوافد مئات الالاف من الاشقّاء الجزائريين والليبيين على بلادنا خاصة أننا نسجّل خلال الصيف دخول ما لا يقل عن 250 ألف عربة ذات لوحات منجمية أجنبية الى بلادنا لتنضاف الى الاسطول الكبير من السيارات على طرقاتنا.. خسائر بشرية.. اجتماعية واقتصادية وتحتل تونس المراتب الاولى دوليا في عدد حوادث المرور وضحاياها. ويتأكد حجم مآسي حوادث المرور على المستوى الاجتماعي بالنظر الى مخلفات هذه الحوادث اجتماعيا. فالكارثة تكون عظيمة بفقدان العائلة لعائلها أو لفقدان أم لابنها أو بتحول رب العائلة أو أحد أفرادها إلى شخص مقعد في حاجة الى الرعاية والعلاج الذي سيثقل كاهل العائلة.. الى جانب ما تمثله حوادث الطريق من أعباء اجتماعية تثقل كاهل الدولة. فنزيف حوادث المرور يكلف المجموعة الوطنية الكثير (700 مليون دينار سنويا) سواء على مستوى الخسائر البشرية في الارواح أو الاضرار الجسدية التي تلحق بالبعض أوالاضرار الاقتصادية المتمثلة في الكلفة الجملية للحوادث سواء على مستوى التعويضات والتامين وضياع ساعات العمل والانتاج وبالتاكيد كلفة العلاج وغيرها...