ماذا عن جاهزيّة كرّاس الشّروط المنظّم له؟ اوشكت السنة التربوية لمؤسسات ما قبل سن الدراسة على الاختتام لتدخل رياض الاطفال سيما منها البلدية في عطلة صيفية مطولة مباشرة بعد تنظيم الحفل السنوي.. ولان مثل هذه الرياض تمثل بالنسبة للاولياء الفضاء الافضل لايداع اطفالهم بكل ارتياح وطمأنينة داخلها عند التواجد بمقرات عملهم.. ولانها ايضا تشكل اطارا تساعد برامجه وبيداغوجية على التعاطي مع الطفل داخله على دعم نموه وتطوير ملكاته ومزيد صقلها وتهذيبها فان اقبال الامهات العاملات وحتى القابعات بالبيوت عليها ما انفك يتزايد لان الراحة الصيفية الطويلة تجعل الاولياء في حيرة من امرهم خاصة اذا افتقدت الام العاملة السند العائلي القادر على رعاية الاطفال اثناء غيابها عن البيت ليبقى الحل الوحيد المتاح امامها اللجوء الى خدمات الحاضنات العائلية المنتصبات بالاحياء السكنية لاحتضان اطفالهم كحل وقتي بالنسبة لمن يفضل مؤسسات الطفولة المنظمة والمنتصبة بصفة قانونية.. فيما يمثل هذا النوع من «حضانة القرب» الفضاء الانسب لايداع الصغار بالنسبة لعدد لا يستهان من العائلات اولا لقربها ثم اعتدال المعاليم المعمول بها مقارنة بالرياض او الحضانة الناشطة في اطار مؤسساتي واضح ولانها ايضا تعمل باستمار ولا تغلق ابوابها اثناء العطل المدرسية ولا تلتزم توقيتا اداريا معينا علاوة على عامل العدد حيث انها لا تستوعب اعدادا كبيرة من المحضونين مما ييسر الاقبال عليها. لكن في المقابل تبقى الاسئلة مطروحة والاستفهامات مرفوعة حول نوعية الاحاطة ومدى توفر ضمانات السلامة داخل هذه الفضاءات وكيفية تعاطي الحاضنات مما يفتقدن للتجربة والتكوين والالمام بمقومات تربية الرضع والاطفال والاحاطة الخصوصية التي يتطلبونها.. في هذا الاطار تم التفكير منذ سنوات في تنظيم هذا الصنف من الحضانة وانتشاله من صبغته الفوضوية بعيدا عن كل اقصاء او الغاء حيث كان التوجه يفترض السعي الى حمل متعاطي هذا النشاط على احترام بعض الشروط الرامية اساسا الى مراعاة مصلحة الطفل قبل اي شيء اخر وسلامته الصحية بما يكفل له نموا سليما في محيط ملائم يستجيب لقواعد حفظ الصحة. تنظيم هذا النشاط الذي يفتقد الى اي معطى كمي لغياب احصاء دقيق حول عدد متعاطيه سيستند الى كراس شروط تهدف من ورائه سلطة الاشراف الى فرض احترام بعض القواعد او تراتيب العمل من ذلك مواصفات الفضاء وشروط تأمين سلامة الاطفال وسن المرأة الحاضنة.. كما راجت بعض الاخبار اثناء الانكباب على اعداد مشروع الكراس حول امكانية تلقين متعاطي هذا النشاط تكوينا اساسيا في تأطير الاطفال.. .. هذه التوجهات وهذا المشروع على اهميته يعود الحديث عنه الى بضع سنوات ولم ير النور بعد رغم الاشارة في عديد المناسبات السابقة الى اكتمال بلورته فهل سيطول انتظار صدور الكراس؟