جرت مساء أمس مفاوضات بين الاتحاد التونسي للتاكسي الفردي وممثلين عن سلطة الإشراف توجت باتفاق على رفع الإضراب الذي تواصل طيلة ثلاثة أيام، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم الاتحاد التونسي للتاكسي الفردي محمد نجيب الهمامي في تصريح إذاعي. وكان الإضراب المفتوح قد انطلق يوم الاثنين الماضي في ظل تعطل لغة التفاوض بين الهياكل المعنية وعدم التوصل للجلوس إلى طاولة الحوار، فيما دفع المواطن وحده ضريبته رغم أن بعض السواق لم يمتثلوا لهذا الإضراب واختاروا مواصلة العمل دون وضع لوحة التاكسي من خلال اعتماد تسعيرة «خيالية» تتجاوز في غالب الاحيان ال10 د على حد تأكيد البعض. وقد شهد نهار أمس تصعيدا في الإضراب، حيث عمد البعض من سواق التاكسي الى غلق الطريق المؤدية الى باب سعدون وتحديدا الى المستشفيات مما انجر عنه استياء كبير في صفوف المواطننين. كما عمدت مجموعة من سواق التاكسي مساء أول امس الى غلق الطريق المؤدية إلى مطار تونسقرطاج الدولي بجهة الشرقية وهو ما تسبب في شلل تام في حركة المرور اضافة الى عجز متساكني مناطق اريانة وسكرة ورواد وحي الغزالة وكل المتجهين الى بنزرت عن الوصول إلى منازلهم خاصة وان عملية قطع الطريق كانت وقت الذروة حيث تزامنت مع مغادرة مراكز العمل مما انجر عنه اختناق مروري حاد تواصل إلى غاية الساعة السابعة من مساء أول أمس.. وعلل سواق التاكسي تصرفهم وفقا لما أكده البعض بأنهم يريدون الضغط على وزارة النقل لتنفيذ مطالبهم المتثلة في الزيادة في التعريفة والتقليص من الضرائب الصادرة في حقهم وهو ما انجر عنه حالة من استياء والسخط في صفوف المواطنين الذين تعطلت مصالحهم. وبالتوازي مع عمليات قطع الطريق، أقدم أمس أحد سواق التاكسي الفردي على محاولة الانتحار شنقا في ساحة باب عليوة بالعاصمة حيث عمد إلى ربط علم تونس في أعلى شجرة وحاول لفّه حول عنقه لكن تدخل عدد من زملائه في الوقت المناسب حال دون ذلك. وفي تعليقه عن هذه الحادثة أورد رئيس الإتحاد التونسي للتاكسي الفردي أن الاحتقان في صفوف سواق التاكسي والأوضاع الصعبة التي يعيشونها، بالإضافة إلى عدم تجاوب السلط مع مطالبهم وهي من ابرز الأسباب التي تقف وراء محاولة أحد زملائهم الانتحار.. في المقابل فان حالة الاستياء هذه لم تقف لدى المواطنين وإنما طالت أيضا بعض سواق التاكسي وفقا لما نقلته (وات) أمس حيث عبّر البعض منهم عن انزعاجهم من هذا الإضراب الذي الحق بهم أضرارا مادية، فقد امتنع احد سواق التاكسي عن نقل حريفة متعللا بخوفه من أن تتعرض سيارته إلى التهشيم من بعض الأطراف المنظمة لهذا الإضراب خاصة وأنهم تلقوا تهديدا بذلك إذا لم يلتزموا بالإضراب وهو الأمر الذى أكدته وزارة النقل من خلال تسجيل محاضر معاينة حول تهشيم بعض سيارات التاكسي وفقا لما نقلته (وات). تجدر الإشارة الى أن فوزي الخبوشي رئيس الاتحاد التونسي للتاكسي الفردي قد وصف في معرض تصريحاته الاعلامية الاشخاص الرافضين للإضراب «بالشرذمة التى تخدم مصالح منظمة نقابية أخرى»، مشيرا إلى أن نقابته لديها تمثيلية اكبر من الغرف النقابية الجهوية لتونس الكبرى لاصحاب سيارات التاكسي الفردي التابعة لمنظمة الاعراف. يذكر أن الإتحاد التونسي للتاكسي الفردي قد قررالدخول في إضراب مفتوح بداية من الاثنين الماضي اعتبارا لعدم استجابة السلط لمطالب منخرطيه.. وتتمثل أهم مطالب منظوريه من أصحاب التاكسي الفردي في إقرار الزيادة في التعريفة ومراجعة منظومة التأمين واقرار الإعفاء الجبائي، إضافة إلى المطالبة بتنقيح القانون عدد 33 المؤرخ في 19 أفريل 2004 وخاصة الفصلين 40 و41 المتعلقين بالمحاضر ومراجعة منطومة الفحص الفني. لكن هذا الإضراب يراه رئيس الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب سيارات التاكسي معز السلامي «غير مجدي» معتبرا أن المنظمة لاتتبنى هذا الإضراب، وأوضح في تصريح ل(وات) أن المنظمة دعت منظوريها إلى ضرورة الخروج للعمل غير أن بعض سيارات التاكسي تعرضت الى عمليات عنف وتهشيم وهو ما دفعه إلى إعطاء تعليمات للخروج الى العمل دون وضع اللوحة، مع تحديد المناطق السوداء التى يتعين عليهم الابتعاد عنها على غرار الطريق الشعاعية اكس 3 حيث تم تهشيم سيارة وكذلك على مستوى باب عليوة التى سجلت فيها عمليات اعتداء مادي وجسدي»..