نفت المخرجة السينمائية سارة العبيدي ما أفاد به نجيب عياد مدير الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية ومفاده أنه وبعد أن قررت لجنة المشاهدة بالإجماع عدم ترشيح فيلمها الأخير «بنزين» للمسابقة الرسمية للمهرجان، اقترح أن يعرض الفيلم في إطار تكريم فقيد السينما التونسية المصور والمنتج علي بن عبد الله باعتباره زوج هذه المخرجة والمنتجة وبين أنها رفضت أيضا هذا المقترح وقررت سحب فيلمها من المهرجان. وأوضحت في نفس السياق قائلة: «في الحقيقة لقد سحبت فيلم «بنزين» قبل الحسم في اختيار الأفلام المرشحة للمسابقات الرسمية للمهرجان، وذلك لعدة اعتبارات، ولم يكن الأمر مثلما يروج له مدير المهرجان أو أي طرف آخر». وعبرت عن أسفها الشديد لعدم برمجة فيلمها في مهرجان السينما التونسية تحديدا خاصة أنها كانت قد رفضت العرض الذي وصلها من مهرجان أبو ظبي الدولي للسينما برغبة المشاركة في أيام قرطاج السينمائية. وعللت محدثتنا ذلك بأن مدير الدورة الحالية لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، ومنذ بداية التحضير للمهرجان والتعاطي مع فيلمها، كان متجها لبرمجة هذا الفيلم في إطار عرض خاص بتكريم الراحل علي بن عبد الله. ولكنها رفضت هذا المقترح لأنها تعتبر فيلمها أولى بالمشاركة في المسابقة الرسمية وليس في أي سياق آخر من المهرجان. أما فيما يتعلق بتكريم زوجها الراحل المصور والمنتج السينمائي علي بن عبد الله فتعتبرها مسألة أخرى يفترض أن تكون من مشمولات هيئة المهرجان والسينمائيين التونسيين وذلك اعترافا بالجميل نظير ما قدمه للسينما التونسية خلال مسيرته المطولة وذلك بوضع برنامج تكريمي يليق بالراحل. من جهة أخرى أكدت سارة العبيدي أن فيلم «بنزين» شارك مؤخرا في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني مالمو ببلجيكا. وتجدر الإشارة إلى أن فيلم «بنزين» هو الفيلم الروائي الطويل الأول في تجربة ومسيرة سارة العبيدي، بعد أربعة أفلام قصيرة كانت أخرجتها، ويتناول قضية الهجرة غير الشرعية وظاهرة إقبال الشباب على «الحرقة» إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط وتحديد إيطاليا التي أصبحت قبلة أبناء مختلف الأوساط خاصة بعد ثورة 14 جانفي فضلا عن معالجة قضايا الاقتصاد الموازي والتهريب وحياة الناس على الحدود التونسية الليبية. وذلك انطلاقا من قصة شاب من الجنوب التونسي أقدم على «الحرقة» بعد أيام قليلة من سقوط النظام مستغلا الانفلات الأمني وغياب الرقابة. وشارك في تجسيد شخوص الفيلم كل من سندس بلحسن والمخرج المسرحي علي اليحياوي في أول تجربة له في السينما إضافة إلى الممثلة القديرة فاطمة بن سعيدان ونعمان حمدة وجمال شندول ومحمد حسين قريع ومكرم السنهوري وخالد لملوم وغيرهم. وهو من إنتاج نفس المصور الراحل زوج المخرجة علي بن عبد الله. وتم تصويره بعدد من جهات الجنوب التونسي خاصة بمارث التابعة لولاية قابسمسقط رأس المخرجة. وأكدت محدثتنا أن فيلمها سيكون حاضرا في عديد الفعاليات السينمائية الدولية لأن الأمر بالنسبة لها لا يتوقف على مهرجان أيام قرطاج السينمائية.