القاهرة وكالات - أكدت ثلاثة مصادر أمنية أمس إن ما لا يقل عن 58 عسكريا (23 ضابطًا و35 مجنداً) لقوا حتفهم في هجوم شنه فيما يبدو إسلاميون متشددون بصحراء الواحات في محافظة الجيزة بمصر. هجوم سارعت «حسم» التابعة لجماعة «الاخوان المسلمين» – والتي صنفتها الحكومة المصرية على أنها جماعة إرهابية – إلى إعلان مسؤوليتها عنه قائلة في بيان لها على تويتر أمس أنها استدرجت القوة الأمنية وقامت بتصفية 60 منهم وادعت هروب الباقين. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة هذا البيان. وشددت الحركة في بيانها إنها مستمرة في عملياتها ضد قوات الامن والقوات المسلحة. وبحسب ذات المصادر الأمنية، فقد وقعت قوات الأمن حال توجهها إلى المنطقة لإلقاء القبض على متشددين في كمين نصبه المسلحون. وكانت مصادر أمنية وطبية افادت أول أمس بمقتل 35 عنصرا على الاقل من الشرطة والجيش في منطقة الواحات التي تبعد 135 كيلومترا جنوب غربي القاهرة. وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان حصول هذه الاشتباكات لكنها لم تعلن حصيلة بالقتلى من عناصر قوات الامن، مشيرة في المقابل إلى أن الاشتباكات أسفرت ايضا عن مقتل العديد من المهاجمين «الارهابيين» دون أن تُحدّد عددهم. وجاء في بيان الوزارة «وردت معلومات لقطاع الامن الوطني تفيد باتخاذ بعض العناصر الارهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكانا لاختبائها». وأضاف البيان «مساء اليوم 20 الجاري (أول أمس) تم اعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة ومصرع عدد من هذه العناصر». وذكر مصدر قريب من اجهزة الامن أن الموكب الأمني استُهدف بقذائف صاروخية. كما استخدم المهاجمون متفجرات ايضا. استنفار وتحقيق وقد علم أمس أن النائب العام المصري كلف وزارة الداخلية بسرعة عمل التحريات حول الحادث لكشف ملابساته وتحديد الجناة، وأن فريق من محققي النيابة انتقل أمس إلى مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والشروق، لمناظرة جثامين القتلى جراء الحادث الإرهابي، مع التصريح بتسليم الجثامين إلى ذويها والدفن فور انتهاء الأطباء الشرعيين من توقيع الكشف الطبي عليها وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة لكل منها على حدة، والاستماع إلى أقوال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم في شأن ملابسات الحادث، للوقوف على كيفية وقوعه. يأتي ذلك فيما أورد الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي صباح أمس أن الكيلو 135 من طريق الواحات الذي شهد مواجهات مسلحة أمس «يشهد استنفارا أمنيا لضبط العناصر الإرهابية». وأوضح الموقع أن «ساعات التمشيط الأمني ستطول خلال الفترة القادمة في عمق صحراء الواحات بالإضافة إلى وصول عدد من سيارات الإسعاف وسط إجراءات أمنية مكثفة». وكانت تقارير رسمية أعلنت أمس إغلاق أكثر من طريق بمحيط الواقعة، وتعزيز القوات وبدء تمشيط واسع لمسرح المواجهات. الأزهر ينعى ويدين ونعى الازهر أمس عناصر الشرطة الذين قُتلوا، مؤكدا في بيان «ضرورة ملاحقة العناصر الارهابية والتصدي بقوة وحسم لهذه الفئة المارقة التي لا تريد الخير للبلاد والعباد». كما عبرت مؤسسات عدة في الدولة عن ادانتها لما حصل، فيما لم يصدر على الفور أي موقف عن الرئاسة المصرية حول الحادث. لكن تقارير صحفية محلية تحدثت عن اتجاه لإلغاء مشاركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المقررة أمس في احتفال ضخم غربي البلاد، كان يتعلق بتدشين مدينة ساحلية جديدة، والاحتفال بمرور 75 عاما على معركة العلمين الشهيرة. وتحدثت التقارير عن تأجيل الزيارة، فيما لم تعلق الرئاسة المصرية عن صحة ذلك من عدمه أيضا. ومنذ اطاحة الرئيس الاسلامي المنتمي الى جماعة الاخوان محمد مرسي في جويلية 2013، تدور مواجهات ضارية بين قوات الامن وبعض المجموعات الاسلامية المتطرفة في انحاء البلاد وغالبيتها في محافظة شمال سيناء. ومذاك، قتل في هذه المواجهات مئات من الجنود والشرطيين. ويوم الجمعة الماضي، قتل ستة جنود مصريين في هجوم شنته «عناصر ارهابية» على مواقع للجيش في شمال سيناء، وفي اليوم نفسه، تبنى الفرع المصري لتنظيم «داعش» الذي يطلق على نفسه تسمية «ولاية سيناء» هجومين على «مواقع الجيش المصري في جنوبالعريش» و»الكتيبة 101 في شرق العريش». وفي 11 سبتمبر الفائت، قتل 18 شرطيا اثر مهاجمة التنظيم المتطرف الشرطة في شمال سيناء. وطوال الاشهر الماضية اعلنت جماعة «حسم» مسؤوليتها عن اغتيال كثير من عناصر الشرطة. واكدت الشرطة في الآونة الاخيرة مقتل عدد من قادة الجماعة وعناصرها خلال عمليات دهم في مختلف انحاء مصر.