المدرب الأسعد الدريدي من المدربين الذين لمعت أسماؤهم في سماء كرة القدم التونسية في المواسم الأخيرة، وتألق بصفة خاصة في أعقاب الموسم المنقضي بعدما حقق إنجازا شبيها بالمعجزة بإنقاذ النادي البنزرتي من النزول إلى الرابطة 2، وتردد اسمه ضمن المرشحين لتعزيز الإطار الفني للمنتخب مع المدرب نبيل معلول .»الصباح الأسبوعي» التقت هذا المدرب قبل مباراة فريقه مع الملعب القابسي فكان الحوار التالي: ● بعدما صارع في الموسم الماضي من أجل البقاء حقق النادي البنزرتي نتائج جيدة في بداية هذا الموسم، بم تفسر ذلك؟ لا يوجد في الأمر سر، فما تحقق الآن ليس سوى امتداد للنتائج الإيجابية التي حققها الفريق منذ توليت قيادته في أعقاب الموسم الماضي. تلك النتائج هي ثمرة عمل منهجي ومدروس بدأناه في الموسم المنقضي ونحن بصدد مواصلته. لا وجود لوصفة سحرية وإنما العمل ثم العمل ثم العمل، نحن نعمل ونقدم أقصى ما عندنا، والنتائج تتبع، وحتى انهزامنا أمام النجم والترجي لا يشعرنا بالخجل.. ● اشتكيت في بداية الموسم من محدودية الرصيد البشري. هل تعتقد أن الإضافة ستكون مؤكدة عند تأهيل الحباسي وبوسنينة؟ دون أدنى شك، فهذان اللاعبان قيمة ثابتة، وقادران على تقديم الإضافة مثلما رأينا مع واتارا وأليو سيسي. عندما يتأهل الحباسي وبوسنينة قريبا أو في المركاتو القادم ستتوفر لنا حلول واختيارات إضافية. فاليوم مثلا نحتاج إلى لاعب رواق في مباراتنا مع الملعب القابسي نظرا لإصابة الحمدوني . ● يدور الحديث بالشارع الرياضي حول إمكانية مغادرة بعض الأساسيين الذين ترغب أندية أخرى في انتدابهم، ألا يقلقك خروجهم إن حصل؟ لا يوجد مدرب في الدنيا يرتاح لخروج لاعبيه الأساسيين، وأنا أتمنى أن تبقى هذه المجموعة إلى نهاية الموسم ولكن كل شيء مرتبط بالإمكانيات المادية التي أرجو أن تتوفر، وأن يعود ذلك الالتفاف الذي رأيناه في أعقاب الموسم الماضي، وكان عاملا أساسيا من عوامل النجاح. ● رأينا الحارس حمدي القصراوي على دكة البدلاء ضد الشبيبة. فهل زالت أسباب عدم ظهوره أساسيا أو احتياطيا؟ القصراوي حارس له وزنه في الفريق كرويا وأخلاقيا، فهو قيمة ثابتة من جهة ومؤطر لزملائه بحكم خبرته واتزانه ورفعة أخلاقه من جهة أخرى، لكنه أخطأ لما رد الفعل نحو الجمهور، لذلك خيرت وهو قراري الشخصي ألا يكون ضمن التشكيلة الأساسية أو الاحتياطية، لأنه يجب أن يعرف أن الجمهور الذي يغضب عليه اليوم هو الذي يحمله على الأعناق غدا. ومع ذلك يبقى القصراوي حارسا كبيرا وقيمة ثابتة. ● بعض اللاعبين لم يشاركوا إلى حد الآن في مباريات الفريق على غرار نور حضرية وأحمد ساسي والشاذلي غراب. فما سبب ذلك؟ نور حضرية في حاجة إلى المزيد من العمل وأحمد ساسي طال غيابه في البداية وعاد إلى التغيب هذه الأيام، وأما الشاذلي غراب فقد كنت أعتزم التعويل عليه ضد الملعب القابسي لكنه تغيب عن التمارين بصورة فجئية. ● تنتظر المنتخب الوطني مباراة مصيرية ضد المنتخب الليبي للترشح إلى نهائيات كاس العالم. فكيف تنظر إليها؟ لقد حقق المنتخب نتيجتين ايجابيتين خارج القواعد بالتعادل مع الكونغو الديمقراطية والانتصار على غينيا لترتفع نسبة حظوظه في التأهل إلى موسكو إلى 95 % . وسيكون التوقيع على ذلك رسميا في المباراة الختامية للمجموعة مع المنتخب الليبي الذي يجب الاستعداد له وايلاؤه الاهتمام اللازم، وطبعا فإن منتخبنا لن يساوم على بطاقة التأهل إلى روسيا التي ستكون لنا إن شاء الله . ● يرى بعض المحللين أن النتائج الإيجابية للمنتخب لا يجب أن تحجب النقائص. فما تعليقك؟ لقد تحسن أداء المنتخب كثيرا على عدة مستويات كالتحكم في الكرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم، وأصبحت له ثوابت ولاعبون قادرون على إحداث الفارق وهم حاليا في أوج عطائهم على غرار المساكني وبن عمر والخنيسي... ● ألا ترى أنه بإمكان لاعبين آخرين تعزيز صفوف المنتخب لم يوجه إليهم معلول الدعوة؟ في الحقيقة أنا في تواصل دائم مع مدرب المنتخب نبيل معلول الذي يؤكد أن أبواب المنتخب مفتوحة للاعبين المتألقين، وقد رأيناه يوجه الدعوة في آخر لحظة إلى حمزة الجلاصي ثم إلى وليد الهيشري وأيمن الطرابلسي الذي يملك مهارات كروية هائلة. وشخصيا أعتقد أنه بإمكان بلال السعيداني وفراس بالعربي أن يكونا إلى جانب الجلاصي بالمنتخب. ● يشاع أنك تلقيت عروضا من أندية بالداخل والخارج. فما مدى صحة هذا الخبر؟ صحيح تلقيت عددا من العروض منذ بداية الموسم، ولكنني حاليا مدرب بالنادي البنزرتي وملتزم بتعهداتي وأحترم تعاقدي معه، وأنا مرتاح ببنزرت. ● ألا يقلقك تواتر الأخبار عن الأحكام الصادرة من الفيفا والتي تهدد بخصم نقاط من رصيد الفريق؟ طبعا يقلقني ذلك كثيرا، وبودنا أن تحل هذه المشاكل حتى نتحرر جميعا من ضغطها. وبالمناسبة أتوجه بنداء إلى الأحباء للوقوف إلى جانب جمعيتهم بعيدا عن الأسماء، لأن النادي هو ملك لجماهيره التي يهمها كثيرا أن يكون مستقبل فريقها مشرقا . ● ما تقييمك للبطولة حسب ما أفرزته الجولات الماضية؟ ومن ترشح للقب؟ لقد شاهدنا مباريات ذات جودة عالية، ولكن تقطع البطولة جعل النسق ينخفض أحيانا. وفي الحقيقة فأنني أتوقع تنافسا كبيرا هذا الموسم، ففضلا عن المرشحين البارزين كالترجي والنجم وبدرجة أقل النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي فإن أندية أخرى ظهرت بوجه ممتاز على غرار الملعب التونسي والاتحاد المنستيري ونجم المتلوي والنادي البنزرتي. ولكن الظفر باللقب يتطلب إمكانيات مادية وطول النفس، والفريق الذي سيتوفر له ذلك سيكون الأقرب لنيل اللقب.