بعد انسحاب فيلمين تونسيين من الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية قبل حسم اللجنة الخاصة باختيار العروض المرشحة للمسابقات الرسمية بمختلف أقسامها وهما «تونس الليل» للمخرج إلياس بكار والمنتج الشاب محمد علي بن حمرا وفيلم «بنزين» للمخرجة سارة العبيدي والمنتج الراحل علي بن عبد الله، أعلن المخرج السينمائي السوري سامر عجوري مؤخرا عن انسحابه من نفس المهرجان وذلك بعد أن أعلنت إدارة المهرجان عن اختيار فيلمه «الولد والبحر» وبرمجته في نفس الدورة في قسم سينما التحريك ليكون ضمن العروض الرسمية للأفلام القصيرة التي ستعرض خارج إطار المسابقة إلى جانب أربعة أفلام عربية أخرى. وهذا المخرج يشارك في هذه الدورة بفيلم لبناني من إنتاج مؤسسة «بدايات» التي سبق أن شاركت في دورات سابقة لأيام قرطاج السينمائية وآخرها فيلم «بلدنا الرهيب» لزياد حمصي ومحمد علي عطاسي في دورة 2014 و»منازل بلا أبواب» للمخرج السوري الأرمني أفو كابريليان في دورة العام الماضي. كما قررت نفس الجهة المنتجة والمخرج وضع هذا الفيلم على ذمة الجمهور التونسي لمشاهدته على «الأنترنات» عبر رابط تم إعلانه في بيان صدر في الغرض. ولئن علل المخرج السوري سبب سحب فيلمه من المهرجان في إطار الاحتجاج على مشاركة فيلم «مطر حمص» للمخرج جود سعيد في المسابقة الرسميّة للأفلام الروائية الطويلة، على اعتبار أنه يسوق لنظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما يقف هو في صف المعارضة، فإن هذا الانسحاب وبقطع النظر عن دواعيه، يؤكد أن مهرجان قرطاج السينمائي لم يعد يحظ بالقيمة و»الهيبة» التي تجعل صناع السينما تونسيين كانوا أم عرب وأفارقة يضعونه ضمن أولويات مشاركاتهم للتسويق والترويج لأعمالهم. الأمر الذي يستدعي ضرورة تحرك القائمين على هذا المهرجان ومراجعة آليات التعاطي مع المهرجان خاصة بالنظر إلى تبرير صانعي الفيلمين التونسيين لسبب الانسحاب من المهرجان. فإلياس بكار يعتبر أن أيام قرطاج السينمائية لم تعد تحظى بالقيمة التي ترغّب في اختياره لعرض فيلمه للمرة الأولى في المقابل فضل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليكون فيلمه «تونس الليل» ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بعد أن سبق أن عرض و»مضة» في الدورة الماضية لنفس المهرجان ضمن قسم مشاريع الأفلام غير المكتملة. من جهتها فسرت سارة العبيدي سبب سحب فيلمها وعدم قبول عرضه للمرة الاولى في تونس ضمن برمجة الدورة القادمة للمهرجان في أي سياق كان لأسباب مشابهة بما يؤكد أن هذا المهرجان العريق لم يعد يستهوي صناع السينما للتسويق والترويج لأعمالهم بعد أن كانت المشاركة فيه فقط بمثابة مقياس يؤكد القيمة الفنية والنوعية للفيلم. في المقابل افتكت مهرجانات أخرى إقليمية عربية وإفريقية، بعثت من رحم أيام قرطاج السينمائية مكانتها. ويجدر التذكير أن فيلم «ولد البحر» مبرمج في العروض الرسمية الخاصة بالأفلام القصيرة خارج المسابقة إلى جانب أربعة أفلام عربية أخرى وهي الفيلم الجزائري الكويتي «قنديل البحر» للمخرج داميان أونوري و»ولادة صورة» للفلسطيني فراس خوري و»أسبوع ويمين» للسودانية مروى زين إضافة إلى الفيلم السوري الفرنسي «مارونوستريوم» لرنا قزقاز وأنس خلف والذي يتناول هجرة السوريين هروبا من الحرب.