لئن تغنى شاعر تونس الأول أبو القاسم في أوائل القرن الماضي بحياة الرعاة وعدد مظاهر جمال الطبيعة التي ينعمون بها وذلك في قصيدته الشهيرة: «من أغاني الرعاة» فإن دار الثقافة بسجنان، بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت تعتزم القيام ببادرة إيجابية وطريفة وفريدة من نوعها خلال الأسبوع القادم، تحت عنوان»لكل راع كتاب»، وتتمثل في تحول المكتبة المتجولة إلى مقاسم الرعي المتعددة بأرياف الجهة، لتوزيع كتب المطالعة على الرعاة تشجيعا لهم على القراءة، وتبادل تلك الكتب فيما بينهم. فلقد لاحظ المشرفون على الشأن الثقافي بالجهة ارتفاع عدد الرعاة بمقاسم الرعي هناك، وأن جلهم من الأطفال او اليافعين المنقطعين عن الدراسة نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تعيشه عائلاتهم، وأن بعضهم ما زال يتحسر على مغادرته مقاعد الدراسة مبكرا، وأنه سيكون من المفيد لهم تزويدهم بكتب المطالعة التي ستكون خير جليس لهم، وخير استثمار للوقت الذي يقضونه في الرعي، خصوصا وأن الرعاة يتجمعون بالعشرات في أماكن متقاربة مما يسهل على المكتبة المتجولة التقاء العدد الأكبر منهم في كل موقع، في عملية ينتقل فيها الكاتب إلى القارئ وليس العكس. إضافة إلى ذلك تعتزم دار الثقافة بسجنان تشجيع الرعاة الذين ينظمون الشعر العامي بالجهة من خلال تنظيم مسابقات لهذا النوع من الشعر، واشراكهم في المهرجانات المحلية والتظاهرات الثقافية المتعددة بالجهة .