اليوم سيكون كل التونسيين من شمال البلاد الى جنوبها.. يدا واحدة.. صوتا واحدا...كلمة واحدة.. لونا واحدا..وحلما واحدا وهو النصر لتحقيق المرور التاريخي إلى مونديال روسيا 2018. ويكفي نسور قرطاج نقطة واحدة لتجديد العهد مع أجواء المونديال بعد غياب دام أكثر من 11 سنة..90 دقيقة ستكون الأصعب والأطول لتحقيق حلم الملايين. ويطمح منتخبنا الوطني اليوم إلى افتكاك ورقة العبور إلى روسيا عندما يواجه منتخب ليبيا بملعب رادس انطلاقا من الساعة (18.30) بإدارة الحكم الملغاشي حمادة موسى في إطار الجولة الختامية من تصفيات المونديال. الشعب التونسي ينتظر بفارغ الصبر هذه المباراة الحدث والتي ستدخل الفرحة إلى كل البيوت التونسية.. مباراة أعادت "جمهور المنتخب" إلى ملعب رادس بعد نفور وعزوف دام سنوات نتيجة الخيبات والفشل في الترشح إلى المونديال في النسختين الأخيرتين.. وقد فتح الانتصار العريض على غينيا خلال الجولة الفارطة بنتيجة (4-2) أبواب الترشح على مصراعيها وانطلقت الاحتفالات في تونس للإعداد للمباراة الحاسمة ضد ليبيا منذ ذلك الوقت حيث عاشت بلادنا على وقع أفراح تألق النسور ووضع قدم في المونديال حيث نحتوا مسيرة حافلة في التصفيات ب4 انتصارات وتعادل إلى حد الآن وقبل خوض مباراة الجولة الختامية. ملعب رادس سيكون اليوم شاهدا على انجاز نسور قرطاج في مباراة تبدو في المتناول أولا لاختلاف موازين القوى بين الفريقين وثانيا لأن منتخبنا سيكون مدعما بأكثر من 50 ألف متفرج جاؤوا من كامل تراب الجمهورية لمؤازرة زملاء المساكني وشحذ الهمم.. لكن ذلك لا يعني استسهال المنتخب الليبي الذي سيخوض مباراته دون رهان أو أي ضغوطات وسيعمل على تقديم وجه مشرف ينهي به مشاركته في التصفيات. ورغم كل العوامل السابق ذكرها فان ثقتنا في عناصرنا الوطنية كبيرة لتحقيق انجاز هائل وتاريخي.. وهم يعرفون جيدا أن روسيا تنادينا بما أنهم يملكون كل المقومات التي تخول لهم التفوق على منافسهم في المباراة رغم بعض الغيابات البارزة التي لا نعتقد أنها ستؤثر على أداء المجموعة. نجاة أبيضي تونس من أجل المونديال الخامس ترشح المنتخب الوطني للمونديال في 4 مناسبات سابقة وكان أول منتخب من إفريقيا يفوز بمباراة في كأس العالم عندما تغلب على المكسيك (3-1) في كأس العالم لكرة القدم 1978، مما جعل الفيفا تقرّر بعد ذلك ترشيح منتخبين من افريقيا عوض منتخب واحد.. وبعد ذلك غاب المنتخب التونسي عن المونديال ثم عاد بعد 20 سنة حيث حقق ترشحا تاريخيا سنة 1998.. وحقق العبور في النسختين المتتاليتين الى اليابان 2002 وألمانيا 2006. وفي 9 نوفمبر 2005، اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم هدفا سجله منتخب تونس، أثناء تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2006 الأجمل في العالم، من ضمن جميع الأهداف التي شهدتها مختلف القارات وكان الهدف للاعب التونسي مهدي النفطي في مرمى منتخب بوتسوانا في العاصمة غابورون. فوز وحيد وخلال مشاركاته فاز المنتخب الوطني في مناسبة واحدة خلال مونديال 1978 بفوز على المكسيك (3-1)..فيما انهزم في 7 مناسبات وتعادل في 4 مباريات خلال جميع مشاركاته التي لم يتجاوز فيها الدور الأول. المدربون وقاد المنتخب الوطني الى أول نهائيات المدرب التونسي عبد المجيد الشتالي أما نهائيات 1998 فقد قادها المدرب البولوني هنري كاسبارجاك. وفي مونديال اليابان 2002 تولى المدربان عمار السويح وخميس العبيدي قيادة المنتخب في النهائيات بعد أن تخلت الجامعة آنذاك على المدرب هنري ميشال أما سنة 2006 فقد تولى الفرنسي روجي لومار قيادة النسور الى مونديال ألمانيا.. وبعد ذلك فشل كل المدربين الأجانب والمحليين في قيادة النسور الى المونديال.. فهل ينجح معلول اليوم في تحقيق الانجاز الذي حققه عبد المجيد الشتالي؟ ماذا قال نبيل معلول في الندوة الصحفية؟ عقد أمس المدرب الوطني نبيل معلول ندوة صحفية سلط فيها الأضواء على استعدادات العناصر الوطنية للمباراة الحاسمة اليوم ضد ليبيا. وأكد معلول أن العناصر الوطنية جاهزة لمباراة اليوم ضد ليبيا وأن كل اللاعبين يعرفون جيدا أهمية المباراة وأنه لا مجال لاستسهال المنتخب الليبي الذي يريد اثبات ذاته في مباراة اليوم.. وأبرز أن المنتخب الوطني يحتل الصدارة افريقيا في تصنيف الفيفا لم يكن صدفة بل كان عن استحقاق وجدارة. وبخصوص مشاركة علي معلول في المباراة أكد معلول أنه لم يحسم الأمر بعد وأن الكفة تميل الى تشريك الحدادي مبدئيا. وبخصوص رايه في المنتخب الليبي قال نبيل معلول :» نعرف جيدا ان مباراة اليوم ستكون صعبة ، مثلما كان لقاء الذهاب في الجزائر حيث فزنا به بصعوبة كبيرة ..صحيح ان المنتخب الليبي خرج من دائرة المراهنة على التاهل لكنه سيلعب غدا من اجل الدفاع عن سمعة الكرة الليبية ...» وواصل معلول حديثه عن المواجهة المرتقبة :» لقد ركزت خلال التحضيرات على الجانب النفساني للاعبين وحرصت على ترميم معنويات اللاعبين الذين انسحبوا مع فرقهم من المسابقتين الافريقيتين ...كل العناصر جاهزة وبحول الله سننتصر ونحقق التاهل بامتياز ...صحيح ان الشارع الرياضي في تونس له الحق بان يحلم بالمونديال لكن الى حد اللحظة لم يحسم اي شيء وكنت صرحت مباشرة بعد فوزنا على غينيا ان انتصار كوناكري لن تصبح له قيمة الا اذا حققنا نتيجة ايجابية امام ليبيا ..كل اللاعبين شاعرون بالمسؤولية الموضوعة على عاتقهم وانا واثق انه اذا لعبت عناصرنا بنفس التركيز ونفس العزيمة والطموح والروح الانتصارية التي لعبت بها مباراة غينيا فاننا سننتصر اليوم على ليبيا وبحول الله .سنكب ورقة العبور الى روسيا 2018 ..»