في كل مرة تنزل فيها الامطار حتى بكميات متوسطة لا تتجاوز 20 ملم تغرق مدينة القصرين وعدد من مناطق الولاية وخاصة فريانة والعيون وفوسانة في السيول وتفيض مختلف الاودية وتنقطع حركة المرور وذلك بحكم التضاريس المرتفعة للجهة التي تتراوح بين 350 و1544 مترا عن سطح البحر وبمعدل يبلغ قرابة 700 متر وما تتميز به تبعا لذلك من كثرة المنحدرات والاودية وروافدها وقبل امطار اواخر الخريف والشتاء من المفترض ان تتولى السلط المسؤولة اتخاذ عديد الاجراءات الوقائية للحد من اثار السيول وتفادي حصول اضرار بشرية ومادية ومعاناة للمتساكنين، مثل جهر الاودية وتسريح قنوات تصريف مياه الامطار ودعم المعدات اللازمة لمجابهة الثلوج وتجمعات المياه وتسخير الموارد البشرية الكافية للتخفيف من وقع الامطار والسيول الجارفة التي تهجم على الاحياء والتجمعات السكنية من المرتفعات المحيطة باغلب مناطق الجهة، وباستثناء الادارة الجهوية للحماية المدنية التي تدعم اسطولها مؤخرا بشاحنات وتجهيزات في اطار هبة من احدى الجمعيات الاجنبية، والجلسة التي انعقدت قبل اسابيع للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث والنجدة ومن خلال ما لاحظناه في مدن القصرينوسبيطلةوفريانة فانه لم يقع البدء في اشغال جهر الاودية وشبكات تصريف مياه الامطار. ففي مدينة القصرين مازالت فضلات البناء ومختلف النفايات تملأ جوانب وادي الدرب (في جزئه الشمالي قرب الحي الاولمبي) ووادي «اندلو» المحاذي للثكنة العسكرية ومصنع الحلفاء ووادي»البعير» في المدخل الشرقي للمدينة، اضافة الى امتلاء قناة وادي الاطفال القادمة من حي الزهور نحو حي البساتين مرورا بقلب المدينة، بمختلف النفايات بما في ذلك الثلاجات المستعملة التي لم تعد صالحة والملابس القديمة وزيوت ورشات الميكانيك والاكياس البلاستيكية للفضلات المنزلية وغيرها التي يلقيها المتساكنون فيها ويحولونها الى اكبر مصدر تلوث بالمدينة ويعيق انسياب مياه الامطار فيها نفس الشيء بالنسبة لمجرى وادي «عمار الطويل» بين حي الكرمة 2 وحي الزهور اما قناة تصريف مياه الامطار بشارع عبد العزيز السبيكي والممتدة من جسر السكة الحديدية بوسط المدينة الى جامع « بوسروال» بحي الفتح والثانية تحت الارضية القادمة من حي الكرمة نحو المفترق المحاذي لمقر اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي، فانها مليئة في جزئها غير المغطى بالاتربة ومختلف النفايات، امّا الجانب المغطى منها فالله وحده اعلم به، واذا تعطلت فان مياهها تغمر عديد الاحياء وتقطع حركة المرور كليا بين وسط المدينة واحياء السلام والفتح والمنار.. وفي مدينة سبيطلة فان مجرى الوادي الكبير الذي يمر خلف المنطقة الاثرية وبينها وبين حي الخضراء في اتجاه جنوبسبيطلة فقد تحول الى مصب عشوائي كبير لمختلف فضلات البناء والنفايات المنزلية التي تهدد بتغيير مجرى مياهه الى روافده المؤدية لعديد التجمعات السكنية بدل مرورها تحت جسر الطريق الوطنية عدد 13 وجسر السكة الحديدية.. وفي مدينة فريانة فان وادي «بوحية « الذي يقسم عند الامطار المدينة الى نصفين لم نلاحظ أي اشغال لجهر مجراه وتنظيف جوانبه وهو ما يهدد في صورة نزول امطار قوية سواء في فريانة او المناطق الحدودية والاراضي الجزائرية التي ينبع منها بقطع حركة المرور كليا وعزل الاحياء الجنوبية للمدينة.. ونظرا لتواجد والي القصرين سمير بوقديدة في اجازة مرضية خارج الجهة منذ اسبوعين فان مقررات اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث والنجدة قد لا تجد طريقها الى التنفيذ من طرف العديد من البلديات والادارات الجهوية المعنية التي يعمل اغلبها ب « الدز» وبتعليمات متكررة وزيارات معاينة من الوالي.