تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمطار والفيضانات والسيول وغيرها على الأبواب.. فماذا أعدت السلط الجهوية المعنية؟
تحقيقات جهوية
نشر في الصباح يوم 21 - 11 - 2012

النقائص والمشاكل "هي هي"؟ - !استعدادات كبرى واللجان الجهوية لمجابهة الكوارث جاهزة؟ - وجوب الإسراع في إنهاء المشاريع المبرمجة في الآجال!! حالة من الخوف لدى المواطنين من عودة فيضانات السنة الماضية - ملف من إعداد: سعيدة الميساوي - مع انطلاق فصل الخريف ومع تهاطل الأمطار الأخيرة في عدد من مناطق الجمهورية والتي كان لها الأثر البالغ في نفوس المواطنين خصوصا بعد تسجيلها لوفاة 4 شبان،
عاود الخوف من جديد ينتاب العديد منهم وبالأخص القاطنين بالقرب من الأودية على غرار وادي مجردة (ولاية باجة) أو وادي الرمل (ولاية الكاف) أو غيرهما التي كانت قد شهدت في السنة الفارطة ارتفاعا في منسوب المياه جعل العديد من السكان يخير ون الهجرة من منازلهم والانتقال سواء لدور الأقارب البعيدة عن الأخطار أو المخيمات التي وفرتها السلط الجهوية لهم.
كل هذه الأمور دفعتنا للتساؤل عن الوضعية التي عليها قنوات تصريف المياه داخل المدن الكبرى لأننا لاحظنا بعد نزول كميات الامطار تعطل الحركة في عديد الشوارع الرئيسية سواء بتونس العاصمة أو ببقية المدن ونتساءل إلى أين وصلت الأشغال الخاصة بتنظيف الأودية والمجاري الخاصة بتصريف مياه الأمطار بالمدن المهددة بالفيضانات؟
"الصباح" تطرقت للموضوع من خلال رصد لاستعدادات السلط الجهوية من تجهيز وحماية مدنية وبلديات وغيرها.. لمدّنا بالطرق أو الآليات التي سيقع اعتمادها لمجابهة الامطار ولتفادي ما يمكن أن تخلفه وذلك من خلال تكليف مراسلينا بالجهات بالبحث في هذا الموضوع في عدد من الولايات..

القصرين
استعدادات كبيرة واللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث جاهزة لكل الطوارئ
كانت ولاية القصرين في الشتاء الماضي من أكثر مناطق الجمهورية تضررا من موجة البرد والثلوج التي لم تشهدها الجهة بالحدة التي حصلت والكثافة التي نزلت بها الثلوج منذ سنوات طويلة، وقد وصل الأمر الى حد استعمال الطائرات العسكرية لتوزيع المساعدات على مواطني القرى والتجمعات السكنية الريفية المعزولة واللجوء الى الدبابات لكسر طبقات الجليد الكثيفة وتجاوز الثلوج المتراكمة بالمسالك المؤدية اليها للوصول الى متساكنيها وتقديم النجدة لهم..
ومع اقتراب موسم الامطار وبداية تغير الطقس نحو البرودة انطلقت استعدادات مختلف الهياكل المعنية بالتدخل في حالة حصول تقلبات مناخية غير عادية.. وقد رصدت "الصباح" التحضيرات الجارية في هذا المجال.
البلدية في الموعد
مدينة القصرين تعتبر من اكثر المدن المهددة بالفيضانات لأنها تشقها5 أودية فتقسمها إلى 6 أجزاء من مدخلها الشرقي بحيث يوجد وادي الحطب وغير بعيد عنه يمر وادي البعير وفي وسطها يوجد وادي الاطفال وبين الثكنة العسكرية ومعمل عجين الحلفاء والورق يتهادى وادي "اندلو"، وقبل الوصول الى مقر مركز الولاية والمركب الثقافي يتمركز وادي الدرب الأكثر اتساعا وكلها تبدا من جنوب المدينة في اتجاه شمالها وتقسمها على العرض، وفي مجاريها تتجمع مياه الأمطار التي تنزل بالأحياء التي تمر منها وتأتي السيول الجارفة القادمة من المرتفعات المحيطة بها وبوجود اي عائق فيها تهجم المياه على المنازل وتغرق شوارعها وساحاتها ولهذا انطلقت بلدية القصرين منذ اسابيع في ازالة المصبات العشوائية الموجودة قرب قناة وادي الاطفال التي تشق وسط المدينة وقناة مياه تصريف الامطار المحاذية للسكك الحديدية على طول شارع عبد العزيز السبيكي حتى لا تتسبب اكداس الفواضل في غلقهما مما يجعلهما غير قادرين على استيعاب السيول.
وفي هذا الخصوص افادنا رئيس لجنة النظافة والبيئة بالنيابة الخصوصية للمجلس البلدي انه تم تركيز حاويات كبيرة قرب القناتين منها8 في شارع عبد العزيز السبيكي حتى يلقي فيها المواطنون اكياس الفضلات وتتولى شاحنات البلدية يوميا تفريغها.. وكانت البلدية قد تولت منذ حوالي 5 اسابيع تنظيف القناتين و جهرهما من الاتربة و الحجارة التي جاءت بها امطار الصيف
اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث
بدات اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث التي تضم مختلف الاطراف ذات العلاقة في تنسيق مجهوداتها مع الحماية المدنية والأمن والجيش والادارة الجهوية للتجهيز ومندوبية الفلاحة والادارة الجهوية للصحة واللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي والهيئة الجهوية للهلال الاحمر.. وهي جاهزة لأيّ طارئ وهي تعقد دوريا اجتماعاتها في مقر الولاية.
فالحماية المدنية عززت تواجدها مؤخرا في شمال الولاية بفتح مركز لها بمدينة تالة لتغطية معتمديات حيدرة وفوسانة والعيون وجدليان وهي تستعد لفتح مركز آخر في جنوب الولاية بمدينة فريانة.. والادارة الجهوية للتجهيز حسب مصدر بها اعدت مخططا يقضي بوضع كل امكانياتها من جرافات ورافعات وشاحنات وتقريبها من المعتمديات التي تشهد عادة نزول كميات كبيرة من الثلوج وهي العيون وتالة وحيدرة لفتح الطرقات في صورة غلقها بالثلوج، كما قامت في الفترة الاخيرة بتعهد المنشآت المائية في مختلف النقاط السوداء وتهيئة جوانبها لتيسير مرور السيول منها وتجنب حصول تجمعات للمياه..
مخزون كبير من المساعدات
اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي بدورها وحسب ما اكده مديرها يوسف العباسي اتخذت كل الاحتياطات لتخزين المساعدات المختلفة للمتضررين من مواد غذائية واغطية وحشايا وملابس تم جلبها مؤخرا من المخزن الاقليمي للوسط بسليانة وهي موجودة في مخازن القصرين، كما تم التنسيق مع بعض المخابز لتزويدها عند الحاجة بالخبز مثلما حصل في الشتاء الماضي.. إلى جانب التدخل مع المندوبية الجهوية للتربية لتحويل بعض المدارس الى مآو لاقامة عدد من العائلات في صورة تضرر مساكنها.. وبدورها استعدت الهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسي بالقصرين لتقديم يد المساعدة لكل مستحقيها حيث افادنا رئيسها الدكتور منير الجليطي انها اتخذت كل الخطوات اللازمة لتوفير مختلف الإعانات بل انها شرعت مؤخرا في تجهيز400 قاعة دراسة بحوالي 200 مدرسة ابتدائية ريفية بأجهزة تسخين تشتغل بالغاز ووضعها على ذمة تلاميذها ومعلميها لمقاومة البرد القارس.
يوسف امين

الكاف
هل يقع تفادي ما حصل في الشتاء الماضي؟
التقلبات الجوية الأخيرة و موجة الأمطار والرياح القوية ذكرت أهالي الكاف بالأمطار الطوفانية وموجة البرد والثلوج لشتاء الموسم الماضي التي كانت ألحقت أضرارا جسيمة بالعديد من المواطنين الذين تضررت منازلهم ومحاصيلهم الفلاحية إلى جانب خسائر فادحة في البنية التحتية من طرقات ومسالك فلاحية وحتى عدة مؤسسات عمومية خاصة كالمدارس والمعاهد الثانوية ولم تسلم ولا يزال اليوم البعض منها لم يتم إصلاحه بعد أن تصدع الجدران وشربت مياه الأمطار.
وفي ظل ضبابية الوضع وعدم وضوح الرؤى بالنسبة للمواطن العادي عن التدابير واستعدادات المصالح المعنية بولاية الكاف لمجابهة التقلبات المناخية حتى لا تتكرر السيناريوهات السابقة سألت "الصباح" أحد المسؤولين بالإدارة الجهوية للتجهيز بالكاف الذي ذكر أنه تم عقد جلسات عمل خلال شهر أوت الماضي بإشراف الوالي وبحضور عدة مصالح معنية من تجهيزات وبلدية وفلاحة وأمن وجيش وطني وحماية مدنية للنظر في الاستعدادات المتخذة للتوقي من الفيضانات وموجة البرد والثلوج وتم الاتفاق على الترتيبات اللازمة حيث سعت كل المصالح المعنية بإعداد العدة لهذا الأمر بتوفير الإمكانيات اللازمة من معدات وإمكانيات بشرية لضمان نجاح التدخل عند الضرورة كما تعهدت مصالح البلدية والتجهيز والفلاحة بعمليات جهر الأودية ومجاري مياه الأمطار واستخراج الترسبات على مستوى السدود وتعهد وإصلاح الجسور وتهيئة المسالك الفلاحية إلى جانب ردم بعض المستنقعات والأماكن المنخفضة التي تمثل بركا، كما أن لجنة اليقظة والمتابعة الموجودة بمركز الولاية والتي ستعمل على تنسيق عمل جميع الأطراف المتدخلة للعمل على تفعيل خطط التوقي من مخاطر الفيضانات والتقلبات المناخية.
ومن جهة أخرى فإن العديد من المواطنين غير مطمئنين خاصة أولائك الذين كانوا قد تضررت مساكنهم خلال الشتاء الماضي وبقوا من دون تعويضات رغم التطمينات والوعود الكثيرة حيث بقيت مطالبهم لدى المصالح المعنية ما يقارب السنة والشتاء مقبل بأمطاره وبرودته وربما بثلوجه المعروفة وهم يردّدون السؤال الحارق والمحير من سيحمينا.
عبد العزيز الشارني

سليانة
الأمطار الأخيرة كشفت عيوبا كثيرة
الأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدينة سليانة مؤخرا كان لها وقعها في نفوس المتساكنين ومخلفاتها لا تزال محفورة في ذاكرة الأهالي باعتبار ان سيلان الأمطار أحدث أضرارا وخسائرا في البنية التحتية والطرقات، وحتى المسالك الفلاحية فقد تضررت كثيرا واتضح أن نفس المشاكل والنقائص لا تزال موجودة منها: عجز قنوات تصريف مياه الأمطار عن استيعاب كميات المياه التي اجتاحت الطرقات والشوارع والأنهج جارفة معها للأتربة والأغصان والحجارة وأعاقت بالتالي حركة السير بعدة شوارع وانهج فتحولت الى ما يشبه البحيرات ، وهذا الأمر كان بمثابة إنذار للجهات المسؤولة التي أخذت مسألة الاستعداد لموسم الأمطار للحماية والتوقي من الفيضانات على محمل الجد حيث انطلقت لجنة اليقظة والمتابعة بمركز الولاية بالتنسيق مع بقية الأطراف المتدخلة من حماية مدنية وتجهيز وبلدية وفلاحة في الاستعداد لموسم الأمطار الذي يتطلب تضافر جهود جميع المتدخلين لتجنب الوقوع في نفس الأخطار.
وفي هذا الإطار تم اتخاذ جملة من التدابير توفر السلامة للمواطن والمدينة والتي من أهمها الانطلاق في جهر الأودية القريبة من المدينة وإزالة الفواضل والأتربة والأعشاب الطفيلية من قنوات تصريف المياه حتى يقع تفادي ما حصل خلال شتاء السنة الماضية من فيضانات أتت على الأخضر واليابس وأضرت بالجهة والمتساكنين.
عبد العزيز الشارني

سيدي بوزيد
تحسبا للكوارث الطبيعية
الشؤون الاجتماعية ترصد المعونات.. التجهيز حاضر للتدخل وإشكال التطهير متواصل.
عقدت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث في إطار استعدادها لمواجهة تداعيات فصل الشتاء وما يمكن أن ينجم عنه من كوارث وأضرار إلى حد الآن اجتماعين تحضيريين ورصدت في جانب تدخلها الاجتماعي المعونات التالية (2200 كغ) من المواد الغذائية من مقرونة وكسكسي وطماطم وسكر إلى جانب نحو 1110 قطعة لباس نسوية ورجالية وكمية من الأغطية والحشايا لما يغطي حاجيات قرابة 150 عائلة.
وذكر المندوب الجهوي للشؤون الاجتماعية محمد الصالح السعيدي أن الاعتمادات سالفة الذكر هي عبارة عن مخزونات احتياطية ستوجه لمستحقيها، وفي حال النقص يتم اللجوء إلى مركز الخزن الإقليمي بسليانة الذي يغطي ولايات الوسط والجنوب.
استعدادات المصالح الاجتماعية تعتبر في مقدمة اهتمامات وأشغال اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بالولاية والتي تضم أطرافا أخرى كالتجهيز والحماية المدنية.
وذكر محدثنا في سياق متصل أنه وقع تخصيص مراكز إيواء للعائلات المحتمل مغادرتها مساكنها في حال وقوع طارئ طبيعي كالفيضانات وغيرها وهذه المراكز هي دور الشباب والمؤسسات التربوية.
أما المعطى الهام الذي أشار له المسؤول الجهوي فيكمن في كون ولاية سيدي بوزيد وللأسف مصنفة تصنيفا متقدما في سلم المناطق المهددة بالكوارث الطبيعية.
من جهته أبرز عبد الرزاق السميري المدير الجهوي للتجهيز أن عمل إدارتهم منتظم وفوري وقد انطلق التحضير للطوارئ الطبيعية بالتدخل على مستوى مجاري المياه ونقاط تجمع الأوحال واتربة تفاديا لتراكمات قد تنتجها امطار أوالفيضانات.
وعن سؤالنا حول مدى تقدم مشروع إنجاز المساكن الاجتماعية ذكر مندوب التجهيز أنه تم الإعلان عن طلب العروض المتعلق بإحداث 285 مسكنا اجتماعيا في إطار برنامج 2012.
ويبقى الإشكال الأبرز الذي يواجه متساكني ولاية سيدي بوزيد مع حلول فصل الشتاء هو غياب محطات التطهير التي تأخر إنجازها بعدد من المعتمديات بسبب غياب اراضي المخصصة لذلك من جهة وخشية من الإضرار بالمائدة المائية من جهة أخرى.
نوفل اليوسفي

بنزرت
ماطر وكابوس الأمطار القادمة
بعد أول قطرات الغيث النافع على مدينة ماطر إحدى معتمديات بنزرت الأسبوع الماضي وقعت أضرار طفيفة ببعض المساكن بحي زروق إضافة إلى عجز بالوعات التطهير عن حفظ ما فيها مما أدى إلى اختناقها وفيضانها على بقايا الطرقات...
ما حصل كان مناسبة لسكان المدينة لاستحضار ذكريات فيضانات السنة الماضية حين أصبحت المنطقة شبه جزيرة بأمر من وادي جومين وسده واستحضر المواطنون أيضا وعودا صدرت آنذاك من المسؤولين بعدم تكرار ما حدث انطلاقا من موسم الأمطارالقادم.. فهل كانت السلط الجهوية والمحلية عند وعدها واستعدت كما ينبغي لتحمي المدينة من خطر الأمطار؟
مشاريع عديدة لم تكتمل
تقرير إدارة التنمية الجهوية الذي خصص لمتابعة تقدم إنجاز المشاريع العمومية إلى غاية 6 سيتمر 2012 في قطاع الطرقات مثلا يشير إلى أن نسبة التقدم في انجاز الجسر على وادي جومين لم تتجاوز 15 % رغم مرور سنة وأربعة أشهر على انطلاقه!! مما يعني أن فيضان الوادي لا قدر الله سيؤدي إلى خسائر العادة بحي زروق والمنطقة الصناعية وحي المحطة الكبرى لكن لحسن الحظ اقل ب15 % من السنة الماضية واللافت للنظر أيضا أن مشروع صيانة منشآة على نفس الوادي لم ينطلق بعد لغياب الاعتمادات، فيما لم يتطرق التقرير إلى أي مشاريع على قنطرة وادي الخليج التي تضررت جزئيا في موسم الأمطار الماضي أي أن سكان حي الصداقة والعقارية للسكنى والمنار سيعيشون نفس مشاكل فيفري الماضي حين حملت سيول الوادي اغلب مدخراتهم وتجهيزاتهم.
نفس التقرير الرسمي كان واضحا، فالمشروع الوطني لتحويل مياه سد الطين -25.7كم من المنتظر أن تنطلق أشغاله آخر 2012 أي بعد فيضانات أخرى محتملة لا قدر الله، وفي نفس القطاع أي في الفلاحة فان نسبة التقدم في أشغال البحيرة الجبلية على وادي الخرّوبة بلغت نسبة 40% وهذان المشروعان كان يمكن أن يحافظا على الأراضي الخصبة من الانجراف ولكن يبدو أن الأمر سيبقى مؤجلا إلى سنوات أخرى كمشروع من تنظيف سد جومين من الأوساخ العالقة للتكلفة الباهظة جدا للعملية وغياب التمويل.
التقرير ليس سيئا إلى هذا الحد ففي قطاع التطهير مثلا بلغت نسبة انجاز مشروع تطهير مدينة ماطر نسبة 80% وهو مؤشر إيجابي لكن عدم انجاز بقية المشاريع في بابي الفلاحة والطرقات يجعل السيول المنطلقة، إن حدث ذلك، تفوق قدرة البنية الأساسية الحالية، فتهدم كل شبكة التطهير الجديدة عندها تكون الخسارة مضاعفة.
نقص في خدمات الإغاثة والعلاج
من عايش فيضانات الشتاء الماضي يتذكر بحزن وفاة مواطن من حي النصر لعجز الأطباء عن دخول الوادي ويتذكر أيضا كيف أنقذت شاحنة للجيش الوطني سائق سيارة إسعاف أخرى كاد يلقى حتفه أثناء أداء واجبه بعدما جرفته السيول...
وبعد سنة تقريبا لم تتغير الحال في المستشفى المحلي بماطر حيث ما زالت تنقصه الإمكانيات اللوجستية ولم تحقق وعود المسؤولين بإيلائه اهتماما خاصا. وفي نفس الإطار لم تحض فرقة الحماية المدنية بالمدينة بتجهيزات جديدة تعوض الحالية.
خطة حماية المدينة من الفيضانات من 2003 لم تفعل
ولعله من الإجحاف أن يتم تحميل السلط الحالية كافة أخطاء سابقتها فمدينة ماطر وعدها مسؤولون لسنة 2003 بإطلاق مشروع لحمايتها آنذاك بعد أن هدد مستثمرون أجانب غاضبين بنقل أنشطتهم إلى دولة أخرى بعد أن غرقت المنطقة الصناعية في مياه وادي جومين.. تلك الخطة لو فعلت لتفادت المدينة خسائر جسيمة ولكن...
ربي يسترنا
ما سبق ذكره يؤكد أن السلطات حاولت الاستعداد كما ينبغي لموسم الأمطار القادمة لكنها لم توفق، فمشاريعها مؤجلة لسبب أو لأخر مما شرّع لخوف المواطنين بعد أول قطرات الغيث النافع على المدينة ولسان حالهم يقول: "ربي يسترنا"
ساسي الطرابلسي

منوبة
إجراءات عديدة احتياطا لمياه الفيضانات
على غرار عديد الولايات استعدت ولاية منوبة للتوقي من أمطار الفيضانات وذلك عن طريق عقد عديد الجلسات المتتالية للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث برئاسة منصف العمراني والي منوبة وبمشاركة عدد من أعضاء الحماية المدنية وأمن وحرس وطنيين وجيش وطني والبلديات والمعتمديات والادارات الجهوية (تجهيز.. فلاحة.. تطهير.. نقل.. بيئة.. شؤون اجتماعية وصحة)..
وتتمثل الاستعدادات في تحيين المخطط الجهوي لتنظيم النجدة وتنظيم فرق التدخل وتجهيز آليات التدخل من تجهيزات وغيرها وضبط النقاط الزرقاء التي عادة ما تتراكم بها المياه والأودية وقنوات المياه وأحواض تجميع المياه مع معالجة كافة الأسباب بها التي قد تعيق سيلان المياه فضلا عن دعوة البلديات بالتنسيق مع التجهيز والتطهير إلى تنظيف البالوعات المسدودة التي يصعب مرور مياه الأمطار عبرها وانسيابها بشكل طبيعي إلى خارج المدن وتجاوز الاختلال الوظيفي في تجهيزات تصريف مياه الأمطار وتجهيز الإغاثة والإعانة من مساعدات وأغطية وحشايا ومراكز الإيواء تحسبا لأي طارئ على غرار ما وقع في السنة الفارطة بمنطقة "البابصات بالبطان" و"حنة" ب"الجديدة" حيث غمرت مياه وادي مجردة بعض المنازل.
وإضافة لجملة الاستعدادات فان العمل جار لاستحثاث أشغال مشروع جهر وادي مجردة الذي شمل في 2011 جهر أكثر من سبعة ألاف متر و1800 متر في 2012 منها 1200 متر على مستوى منطقة "حنة" في انتظار استكمال مسافة 300 متر أخرى بنفس المنطقة.. وإحكام التنسيق بين كل الأطراف ذات الصلة بخصوص التدخلات الوقائية أو في حالة حدوث أمور طارئة من أجل ضمان نجاح التدخلات بما يساعد على التوقي من أخطار الفيضانات. ورسم خطة التدخل عند نزول أمطار غزيرة على غرار إحداث فتحات بأماكن تجمع المياه وتسريح مجاري مياه الأمطار وضخ المياه الراكدة والتدخل حسب درجة الخطورة وتوزيع أكياس الرمل وحماية المتساكنين من جهة الأودية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.