شهدت ولاية قابس نهاية الاسبوع (يوم الاحد) زيارة وفد وزاري متكون من وزيرالتجهيز والإسكان محمد صالح العرفاوي ووزير الشؤون الإجتماعية محمد الطرابلسي ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية مبروك كرشيد وكاتب الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري عبد الله الرابحي بهدف الوقوف ومعاينة الأضرار المادية الناجمة عن الأمطار الأخيرة ببعض المناطق من معتمديتي مطماطة الجديدة ومارث حيث بادر الوفد صحبة والي قابس منجي ثامر وعدد من نواب الجهة في مجلس الشعب والمديرين الجهويين بالتوجه إلى مقر معتمدية مطماطة الجديدة أين قدموا عبارات التعزية لحرم معتمد مطماطة الجديدة فتحية بن عاسي وتلاوة الفاتحة على روحه الطاهرة وبهذه المناسبة أكد الوفد الوزاري أن تونس سندا لأبنائها وخاصة في الظروف الحالكة ولن تفرط في الإحاطة المتواصلة لمواطنيها الذين يمرون بظروف اجتماعية قاسية ونفسية صعبة. واكد جميعهم على تعهد الحكومة بالسعي والإلتزام المعنوي والمادي بمواصلة عمليات البحث دون توقف إلى غاية العثور على جثة المعتمد المفقود ومواراتها مثواها الأخير. ومن جانبه وعد وزير الشؤون الاجتماعية زوجة الفقيد المتخرجة من كلية الآداب بمنوبة منذ سنة 2007 والمتحصلة على الأستاذية في التاريخ بتمكينها من وظيفة قارة ومسكن لائق لأسرتها بمسقط رأسها قصر أولاد الدباب من ولاية تطاوين بالإضافة إلى العمل على تحسين ظروف عائلة المعتمد الفقيد الإجتماعية. وعلى إثر مغادرة مطماطة الجديدة تحول الوفد إلى منطقة " لفام" لمعاينة سير عمليات البحث بوادي لفام (يمتد على طول 5 كلم) عن معتمد مطماطة الجديدة محسن بن عاسي الذي جرفته مياه الوادي يوم11 نوفمبر الجاري اثر انزلاق السيارة وسقوطها في الوادي بالإضافة إلى الوقوف على الإمكانيات البشرية والفنية المخصصة لهذه العمليات حيث يسعى حوالي 800 شخص بين أعوان الحماية المدنية وفرق الجيش التونسي والحرس الوطني وخيالة وعمال الحضائر بالغابات وعدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني وبعض المواطنين المتطوعين إلى البحث عن المفقود اعتمادا على الطرق التقليدية وبمساعدة جهازي السكانار سخرهما أحد مقاولي ولاية صفاقس للغرض وبمتابعة طائرات عسكرية ورغم ما تم تسخيره من إمكانيات بشرية ومادية لم تفلح الجهود المبذولة إلى حد الآن إلا في العثور على المعتمد المفقود. وتوقف الوفد عند وادي أجدل ومنطقة السقي ودخيلة توجان وتوجان وعاين أعضاؤه ما ألحقته الأمطار من أضرار فادحة بمساحات شاسعة للمراعي وبعض المباني السكنية والمناطق السقوية والبنية التحتية من طرقات وجسور بالإضافة إلى المنشآت الخاصة بالمحافظة على المياه والتربة، كما كانت لهم لقاءات حوارية عفوية مع عدد من المواطنين وممثلين عن مكونات المجتمع المدني تخللها استماع لمشاغل أهالي المناطق حيث نوه البعض منهم بدور اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث لنجدة المواطنين من أجل تأمين ظروف السلامة للمتضررين، فيما أعرب البعض الآخر عن استيائهم من جدوى زيارة هذا الوفد الوزاري نظرا لغياب ممثلي الحكومة أثناء الأيام العصيبة التي مر بها المواطنون وتساءلوا عن مدى مصداقية القرارات المتخذة لإعادة أوضاع المناطق المتضررة إلى سالف حيويتها المعهودة وجبر الأضرار حسب قولهم وأكدوا على أهمية عقد جلسات منظمة مع ممثلي الجمعيات والمنظمات للوقوف على احتياجات هذه المناطق التنموية والإجتماعية. وقدم الوفد الوزاري خلال هذه الزيارة أيضا تعازيه إلى عائلات شهداء الفيضانات وهم علي الكواكبي عامل بمنبت الغابات بعيون الزركين وعبد المجيد الفرجاني عون مختص بشركة مناولة أصيل منطقة الحميلة والذي وافته المنية إثر إصابته بصعقة كهربائية وهو بصدد إصلاح عطب بالشبكة وسمير البدوي أصيل منطقة سيدي التواتي الذي جرفه سيل المياه وهو عالق بسيارته إلى جانب منح ابنة أحد الشهداء وهي من ذوي الاحتياجات الخصوصية كرسيا متحركا والإطلاع على جهود اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث لنجدة المواطنين ودورها في التخفيف عن معاناة المتضررين من الأمطار التي شهدتها بعض المناطق المستهدفة. وقد توجت زيارة الوفد الوزاري لولاية قابس بإقرار جملة من الإجراءات الاستثنائية الوقائية على خلفية الفيضانات التي خلفت أضرارا بشرية وخسائر مادية كبيرة والقرارات الرامية إلى مزيد تحسين طرق البحث للإسراع في العثور على جثة المعتمد المفقود من خلال مزيد تعزيز ودعم وحدات الحماية المدنية بالآليات والمعدات والموارد البشرية المختصة بالإضافة إلى تشغيل فرد من كل عائلة فرد توفي من جراء الفيضانات الأخيرة وتوفير المساعدات التي تحتاجها العائلات المعنية على غرار تحسين مساكنها وإصلاح سيارة على ملك عائلة أحد الضحايا. وتقرر الإسراع في القيام بأشغال إعادة تهيئة المنشآت المائية والمحافظة على التربة والمناطق السقوية وتعهد بصيانة البنية التحتية. وأكد الوفد أن لجنة فنية تسهر على تقييم الأضرار المتنوعة بالمناطق المتضررة وتقديم تقرير في الغرض بغية تحديد التدخلات الضرورية إلى جانب عزم الحكومة على تخصيص جلسة عمل وزارية للنظر في مشاغل أهالي معتمديتي مطماطة الجديدة ومارث التنموية والاجتماعية خلال الشهر القادم. وتبقى انتظارات متساكني هذه المناطق المتضررة واعدة في تحويل الإجراءات المتخذة على أرض الواقع في أسرع الآجال وأملهم أيضا في إنصاف هذه الربوع بتمكينها من حقها في مزيد دعم أوجه التنمية من خلال العمل على تركيز مشاريع اقتصادية ذات صبغة تشغيلية وتشجيع الشباب بالخصوص على بعث مشاريع صغرى للحساب الخاص ضمن القطاع الفلاحي وتربية الماشية والنحل والصناعات التقليدية بالخصوص نظرا لخصوصية الجهة الفلاحية وتقاليد أغلب أبنائها في النشاط الفلاحي ويتطلع مواطنو بعض القرى الجبلية التي تنفرد بخصوصيات معمارية على غرار بني زلطن والزراوة القديمة من معتمدية مطماطة الجديدة وتوجان من معتمدية دخيلة توجان إلى ترميم هذه القرى وتركيز فضاءات ثقافية واستراحات ترفيهية لاستقطاب السائحين من داخل البلاد وخارجها ولم لا إدراج هذه القرى ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.