شهدت الأسبوع الفارط ولاية القيروان جريمة قتل فظيعة راحت ضحيتها عجوز ال86 «الخالة سالمة».. جريمة تم تصنيفها بانها جريمة الموسم الأكثر بشاعة. «الخالة سالمة» اغتصبت وسرقت وقتلت بوحشية في عقر دارها بحي نهج صفاقس وسط مدينة القيروان.. قتلت هذه المرأة العجوز في الحي الذي قضت فيه ما يزيد عن خمسين عاما بعد أن انفصلت عن زوجها الأول والثاني بالطلاق ولم ترزق بالأبناء. ليلة 16 نوفمبر الجاري ودّعت «الخالة سالمة» الحياة بطريقة لم تتوقعها ولم يتوقعها أحد.. وفي صبيحة يوم 17 من نفس الشهر كان ابن شقيقها الذي يعمل ليلا قدم في حدود السادسة صباحا كعادته ليتفقدها ولكنه لم يجدها فأخبر ابنة شقيقتها التي هرعت الى الغرفة التي تقيم فيها «الخالة سالمة» فبحثت عنها ولكنها لم تجدها فأزاحت الغطاء لتكون الصدمة حيث وجدتها مفارقة للحياة وعارية تماما خرجت تجري وطلبت النجدة من بقية أقاربها.. من هنا انطلقت رحلة البحث عن «قاتل» الخالة سالمة التي عاشت لعقود من الزمن في حي «نهج صفاقس» واتخذت من أبناء أشقائها وشقيقاتها وأبناء الحي أبناء لها. اثر الجريمة تم تسخير كل الوحدات الأمنية بالقيروان للبحث عن الجاني وتم تحديد هويته ليتضح أنه يدعى «ل.ب» ويبلغ من العمر 23 سنة وهو احد أبناء الحي ومعروف بانحرافه. تم ايقافه بادئ الأمر في حملة أمنية ثم وقع إطلاقه سراحه لعدم وجود أدلة كافية.. الجاني وجد الفرصة متاحة حتى يفرّ من مدينة القيروان نحو ولاية سوسة ومنها توجّه نحو العاصمة في محاولة منه الإبحار خلسة نحو ايطاليا ولكن القوات الأمنية ألقت عليه القبض يوم 25 نوفمبر الجاري بميناء حلق الوادي. اعترافات.. ووفق ما تحصلت عليه «الصباح» من معطيات فقد تم اقتياد الجاني «ل» الذي تربطه علاقة قرابة بالمجني عليها الى مقر الوحدة الأمنية حيث اعترف بتفاصيل الجريمة وقال إنه تسلل الى غرفة الخالة سالمة وكان مرفوقا بثلاثة من أصدقاء السوء.. بحثوا بين أدباشها وبعثروا أمتعتها بحثا عن الأموال ولكن دون جدوى فانتقلوا الى حيث تنام عجوز الثمانين فوق «أريكة» ومباشرة توجه «ل» نحوها عندها استفاقت من نومها فوجدت نفسها محاصرة بأربعة شبان ومباشرة ودون مقدمات هاجمها «ل» ومزق «مليتها» بحثا عن المال ولكن العجوز «الضعيفة» حاولت إقناعهم بالمغادرة و»حلفت» لهم أنها لا تملك المال عندها جرها «ل» من «حزام الملية» ومزقها ليعثر على ثلاث ورقات ب «10 دنانير» كانت تضعها تحت طيات ثيابها ثم تناول «الحزام» وربط يديها الى الخلف بمساعدة مرافقيه وقرر حينها النيل من «جسدها الهزيل» ولم يتردد في تنفيذ جريمته النكراء على الرغم من ان المرأة العجوز رفضت اغتصابه لها وتصدت له بكل ما أوتيت من قوة وخلفت له بعض الخدوش الطفيفة برقبته وحاولت الصراخ ولكن احدهم خنقها حتى يكتم صوتها وواصلوا تنفيذ جريمتهم وتداولوا على النيل من الجسد «المنهك الضعيف» وبعد أن انتهوا من «فصول» جريمتهم النكراء رموا غطاء فوق جسد العجوز التي كانت تحتضر ولكن لم يرقّ قلب أحدهم لحالها بل تركوها وفروا هاربين والدماء تنزف منها حتى فارقت الحياة بعد أقل من ساعة على مغادرتهم المكان. وفي صباح اليوم الموالي «فاحت رائحة» الجريمة وفي الأثناء قامت الوحدات الأمنية بالجهة بحملات أمنية مكثّفة ألقت خلالها القبض على المشتبه به الرئيسي في قتل «الخالة سالمة» المدعو «ل» والذي غار السجن قبل بضعة أشهر اثر قضائه عقوبة من أجل تحويل وجهة قاصر والاعتداء عليه بالفاحشة. بعد القبض عليه «ضحك» له الحظ وتم إطلاق سراحه لعدم كفاية الحجة فغادر غرفة الاحتفاظ وكان سعيدا بما «أنجزه» وشكر «الحظ» على الفرصة التي منحها له وأخبر والدته انه سيغادر البلاد لأنه هو من قتل «الخالة سالمة» توجه نحو سوسة وقضى ليلة هناك لكن شبح الخالة سالمة (وفق اعترافاته) لم يتركه وظل يلاحقه ويظهر له كلما حاول النوم.. لكن «ل» لم يسلّم نفسه الى السلط الأمنية ولم يعترف بجريمته وظل يبحث عن «حبل» نجاة يأخذ بيده الى ايطاليا كي يترك ما اقترفت يداه من جرم ويرمي ب»دم» الخالة «سالمة» خلف ظهره وظل يحلم بحياة جديدة لا سجن فيها ولا عقاب يحلم بحياة «سعيدة» في الضفة الثانية من المتوسط. وتحول من سوسة نحو العاصمة ورويدا رويدا ظن أنه يقترب من حلمه.. توجه نحو محل حلاّق وحلق شعره ثم اقتنى علبتي سجائر وتوجه إلى ميناء حلق الوادي وظل مرابطا هناك ينتظر الفرصة للتسلل الى باخرة متجهة نحو ايطاليا ولكن السلط الأمنية قطعت حلمه بالواقع.. واقع أنه مطلوب في أبشع وأفظع جريمة عرفها المجتمع التونسي سنة 2017 ليتم اقتياده الى مقر الوحدة الأمنية بالقيروان ومنها الى قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بابتدائية القيروان والذي اصدر في حقه وحق بقية المظنون فيهم بطاقات ايداع بالسجن. وقد اعترف قاتل «الخالة سالمة» أنه وشركاءه استهلكوا خلال تلك الليلة الماطرة كميات كبيرة من الأقراص المخدرة حتى انتشوا كما لم ينتشوا من قبل. وقد تم عرض المتهمين على التحليل البيولوجي لتحديد كمية المخدرات التي كانت بدمائهم ونوعيتها ويرجح أن المتهمين استهلكوا نوعا من حبوب «الهلوسة» ويرجح أنها الفيل الأزرق. (للإشارة فإن هذا المخدر عرف باسم الDMTاو «الفيل الازرق» يقدر سعر الحبة الواحدة ب40 دولارا ويستمر مفعول الحبة ثلاث ساعات وهي مادة يفرزها عقل الإنسان قبل الموت بساعات قليلة لتهيأه إلى التحول من هذا العالم لعالم آخر وهو عالم ما بعد الموت. ويذكر أن 75 بالمائة ممن تعاطوها انتحروا و25 بالمائة أصيبوا بأمراض عصبية ونفسية والسبب في ذلك هو أن تناول حبة واحدة من الفيل الأزرق تجعل الإنسان يستطيع رؤية أشياء لم يرها من قبل وهي عبارة عن رحلة يقال إنها رحلة ما بعد الموت». ومن جهة أخرى فإن المتهمين يواجهون الفصل 204 من القانون الجنائي وقد نقح الفصل 204 بالقانون عدد 23 لسنة 1989 المؤرخ في 27 فيفري 1989 ويعاقب قاتل النفس بشرية عمدا إذا كان وقوع قتل النفس البشرية عمدا اثر ارتكابه جريمة أخرى أو كان مصاحبا لها أو كان إثره وكانت تلك الجريمة موجبة للعقاب بالسجن أو كان القصد من قتل النفس البشرية الاستعداد لإيقاع تلك الجريمة أو تسهيل ايقاعها او للتوصل لفرار أو لعدم عقاب فاعليها أو مشاركيهم وتصل العقوبة الى الاعدام. حقيقة الاعتداء على قاتل الخالة سالمة.. راج أمس أنه تم الاعتداء بالعنف الشديد على قاتل الخالة سالمة المدعو "ل.ب" في سجن ايقافه من قبل عدد من المساجين وللتأكد من صحة المعلومة كان ل»الصباح» اتصالات مع سفيان مزغيش الناطق الرسمي باسم السجون والإصلاح الذي أفادنا أن السجين «ل.ب» تم ايداعه بسجن الهوارب وبالتنسيق مع النيابة العمومية تم وضعه في غرفة معزولة عن بقية المساجين حماية لسلامته النفسية والجسدية وفق قوله. ومن جهة اخرى علمت «الصباح» ان سجناء الهوارب رفضوا أمس ايداع قاتل «الخالة سالمة» معهم في غرف جماعية ورفضوا رفضا قطعيا أن يظل معهم بنفس الغرف مما اضطر ادارة السجن الى اتخاذ قرار وضعه في غرفة انفرادية.