سنة 2002كان تاريخ انطلاق المدرسة الرقميّة (أو تكنولوجيات المعلومات والاتصال) بالمدارس الابتدائية في غياب رؤية واضحة لتطبيقها فتعددت التجارب والطّرق فضلا عن قلة الحماسة من بعض متفقدي الدّوائر خاصّة، وها هي إلى الآن تراوح مكانها، فغياب التجهيزات أوّلا عند الانطلاق المرفق بالصعوبات التقنية لصيانتها خاصة والعجز على مواكبة النسق السريع لتطورها ثانيا.. وكذلك لغياب الإطار المتكفل بالتطبيق في تلك الفترة، جعلت من الوزارة تتكفل بالتكوين السريع فانطلقت المدارس الصيفية لتكوين المعلمين أو ما سميت "قرية تكنولوجيات المعلومات والاتّصال" ببرامج تعليم الاعلامية للمعلمين والتدرّب على بعض البرمجيات المجانية والتي لا تفيد التلميذ في شيء وهو محور العملية التربوية..، وكذلك تكوين معلمين مكونين يضطلعون بمهمة التكوين بالمدارس تحت اشراف متفقدي الدوائر و تواصلت هذه المهمة حتى سنة 2009 ،و كان تكوين المكونين على المستوى الوطني بالمركز الوطني لتكوين المكونين في التربية بقرطاج شُفع بتربّص في الخارج والاطلاع على التجربة الكندية في المجال نفسه، في الأثناء كانت هناك عديد المبادرات للمعلمين والأساتذة في انتاج عديد المواقع الرقمية التربويّة التي نشرت بالبوّابة التربويّة EDUNET حسب شروط لإيواء هذه المواقع وقد نالت استحسان الاطار التربوي باعتبارها موارد رقمية تساعد التلميذ والمربي على الاستئناس بها،، غير أنّه ودون سابق إعلام حُجبت هذه المواقع من قبل مركز تكنولوجيات التربية المعوض في التسمية للمعهد الوطني للمكتبية والاعلامية، وأوكلت المهمة للمركز الوطني البيداغوجي ولسنا ندري لماذا هذا التّوكيل والحال أنّ مضمون هذه المواقع هو طبقا للبرامج الرسمية؟ وباعتبارنا أحد المدرّسين الناشرين لمواقع تربوية بذلنا فيها من الجهد الشيء الكثير فإنّنا نرفع الأمر إلى الإدارة العامة لمركز تكنولوجيا التربية لتعيد نشر هذه المواقع بالبوّابة التربويةEdunet تعميما للفائدة للتلاميذ خاصة وإن تعذّر ذلك، لها أن تعيد تسويق بضائع غير مرغوب فيها لأهلها ولا دخل للمركز الوطني البيداغوجي في ما أنتجناه.. لنتخلص إلى القول أنّ ذاك هو جزاء "سنمار" في غياب رؤية واضحة من مركز تكنولوجيات التربية ومهندسيه الذين مازالوا يبحثون عن برمجيات مجانية لتطبيق المدرسة الرقمية.. ولعلّ البرمجيات المعتمدة للمراقبة الالكترونية للباكلوريا في جوان الماضي وليست التّجهيزات بمفردها هي عنوان الفشل الذي رافق هذا «الشانطي» كما يحلو تسميته من بعض المشرفين لوزارة التربية. (*) معلم مكون لتكنولوجيات المعلومات والاتصال ومنتج مواقع تربوية