سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعرّض إلى أسباب تخفيض ميزانية مركز الحمامات: وزير الشؤون الثقافية أمام النواب: الميزانية قليلة لكن نعول على الميزانية التكميلية والشراكة مع القطاع الخاص
بمجرد أن تسربت المعلومات حول توزيع ميزانية وزارة الشؤون الثقافية على الأنشطة وعلى الهياكل التابعة لها وذلك قبل عرضها على المناقشة أمام النواب في جلسة عامة للغرض حتى ساد الجدل وانتشر في الأوساط الثقافية وتم انتقاد الميزانية وانتقاد خارطة توزيعها عبر وسائل الإعلام وتم التركيز على مسألة تخفيض الإعتمادات الخاصة بالمركز الدولي للحمامات وتم التنديد بهذا التخفيض الذي وصل صداه لمجلس النواب بطبيعة الحال. وأجاب وزير الثقافة محمد زين العابدين على مختلف المسائل المطروحة خلال الجلسة العامة بالمجلس الخاصة بمناقشة ميزانية وزارة الثقافة (28 نوفمبر انتهت بالمصادقة بالأغلبية على مشروع الميزانية) ومن بينها ما يتعلق بالمركز الدولي بالحمامات. ولعله تجدر الإشارة إلى أنه قلما أن تمت إثارة مسائل تتعلق بميزانية وزارة الثقافة قبل مناقشتها وقلما صدر تنديد بتوزيع الاعتمادات قبل أن تناقش الميزانية. مع العلم أن وزير الثقافة قام بعد المصادقة على الميزانية بإقالة مدير المركز الدولي بالحمامات معز مرابط وقد تسببت الإقالة في اندلاع جدل ونقاشات بين مدافع شرس ومتحدث بإطناب عن نجاح مدير الحمامات وبين مدافع عن قرار وزير الشؤون الثقافية وعن حقه في إقالة المسؤولين الذين يعتقد أنهم لا ينسجمون مع مشروعه وإستراتيجيته الثقافية وفيما يلي ننشر ملخصا للكلمة التي كان توجه بها وزير الشؤون الثقافية إلى النواب وأجاب فيها عن العديد من الانتقادات الموجهة له... قال الوزير: إن الميزانية الحالية تعد قليلة أمام الكم الهائل من المشاريع والهياكل والتظاهرات التي ستقيمها الوزارة بعنوان 2018. ولكن هناك العديد من الموارد الأخرى التي يمكن أن نعتمدها بفضل الميزانية التكميلية وتدخل الحكومة في إسناد الوزارة إلى جانب الشراكة والتعاون مع الشراكات العمومية والخاصة التي عبرت عن استعدادها لتخصيص ميزانيات لفائدة وزارة الشؤون الثقافية كذلك التعاون مع وزارات أخرى بالإضافة إلى التعاون الدولي وقد عبرت عديد المنظمات والدول الغربية والعربية والآسيوية عن دعمها التام لعمل الوزارة وانخراطها في الأهداف الإستراتيجية والتنموية التي هي بصدد تحقيقها. والهدف من هذا المنطلق توفير ميزانية إضافية تقدر ب90 مليون دينار. وقال وزير الثقافة فيما يتعلق بالمركز الدولي للحمامات: «أجزم بأن هنالك سوء تصرف وضعف في الحوكمة في علاقة بمهرجان الحمامات وقد انتقلت ميزانيته من 200 ألف دينار إلى 2 مليون دينار بفعل فاعل - كل المهرجانات الحالية خضعت لمراقبة التفقديات لشبهات فساد - أرسلنا تفقدية في علاقة بمهرجان الحمامات وقد أرسلنا تفقدية في هذا الموضوع والدولة تعلو ولا يعلى عليها». وأوضح قائلا في هذا الباب: نتحدث عن التمييز الإيجابي في علاقة بمهرجان الحمامات في حين أن مهرجان نابل ميزانيته 20 ألف دينار فقط ومهرجانات جهة الوطن القبلي كلها ضعيفة الميزانيات. عن أي تمييز إيجابي نتحدث وبعض المهرجانات تستأثر بجل الموارد المالية؟ والحال أنها قادرة على تنمية مواردها الذاتية. وأشار الوزير إلى أنه لا بد من تدارك هذا الأمر مذكرا بقرار التخفيض من ميزانية مهرجان قرطاج الدولي لنفس الاعتبار بالرغم من أنه أشهر المهرجانات المغاربية و العربية والإفريقية. وقد وعد وزير الشؤون الثقافية بالعمل خلال 2018 على مزيد الارتقاء بأداء المرافق العمومية الثقافية في كل الجهات بدعم البنية التحتية ومزيد إعطاء حقوق القطاع من منشطين ثقافيين ومكتبيين ومحافظي التراث وغيرهم لأنهم دعامة العمل الثقافي الوطني وأساسه وفق وصفه. وشدد على ما وصفه بالجهود المبذولة للنهوض بالثقافة التونسية في ظل محدودية الميزانية وقال في هذا الصدد: دعمنا أكثر من 800 جمعية في كل أنحاء الجمهورية قصد النهوض بعمل المجتمع المدني الثقافي و2000 مبادرة ثقافية وفنية وذلك لتعميم مبدإ الحق في الثقافة والترفيع من القدرة التنموية والتشغيلية لهذا القطاع الحيوي. وأكد في كلمته على أن وزارة الثقافة لا تنتج المعرفة بقدر ما تساعد أصحاب الإبداع على إنتاجها وهي لا يمكن ان تحتكر الفنّ ولكنها شريك أساسي في إنتاج الثقافة والإبداع. وذكر أيضا بأن الوزارة أقامت 707 نشاطات في إطار مدن الحضارات وتم استغلال 69 فضاء معظمها كان مغلقا لتقديم أعمال وندوات فكرية أما عن برنامج مدن الحضارات فقال عنه أنه فيه حرص على إحياء الذاكرة التونسية مشيرا إلى أن القطاع الثقافي قادر على التشغيل وفتح الآفاق أمام الموهوبين.