تعيش الجمعيات الراعية لذوي الاحتياجات الخصوصية في ولاية تطاوين ضائقة مالية ولدت صعوبات متعددة ومتراكمة اصبحت تحد من قدراتها بعد ان انقطع التمويل العمومي التقليدي عنهم مما اضطر الكثير منها الى التداين وتقليص نشاطاتها لفائدة منظوريها، وفق ما اكده عدد من المكونين والمسيرين بهذه الجمعيات على هامش الاحتفال باليوم الوطني والعالمي للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (الموافق ليوم 03 ديسمبر( وفي هذا الاطار، بينت احدى المسيرات ان «الاكلة الطازجة الساخنة، التي كانت تقدم للاطفال سابقا تحولت الى لمجة وقع الاستغناء عنها هي الاخرى للعجز عن توفيرها»، واضافت ان مثل هذه الصعوبات «جعلت فرع جمعية اصدقاء واولياء المعوقين برمادة يكتفون مثلا باحتضان الاطفال اربع ساعات فقط في اليوم وتسريحهم عند منتصف النهار، رغم ان بعضهم ياتي من الارياف على بعد 10 و20 كيلومترا عن رمادة))» واكدت «الغياب الكلي للمختصين في علم النفس والتمسيد، بالاضافة الى ضيق المركز الذي لا يتسع لكل الورشات ولعدد المنتفعين منها» واشارت الى عجزها امام «الحاح الاولياء على تمتيع ابنائهم بما يتمتع به امثالهم في ولايات اخرى من دعم وتجهيزات وعناية» واشارت مكونات ومنشطات بمراكز لرعاية ذوي الاحتياجات الخصوصية الى «الاضطرار في اغلب الحالات الى شراء القماش للتكوين في الخياطة من مالهن الخاص وكذلك بالنسبة للادوات المدرسية، وهو امر لم يكن مطروحا قبل خمس سنوات» حسب قولهن. وسعيا للاعتماد على الذات افاد احد المسؤولين بجمعية «اصدقاء واولياء المعوقين» بتطاوين، انهم «احدثوا ورشة لخياطة العلم الوطني وشرائط الزينة لبيعها وتوفير دخل منها للفرع، الا انهم وجدوا صعوبة في تسويق منتوجهم»، وبين في هذا الاطار ان «الادارات العمومية التي اتصل بها وقدم لها نسخا من منشور حكومي يعطي الجمعيات الاجتماعية اولوية في تزويدها بمنتجاتها، خيرت اقتناء حاجياتها من التاجر الذي تزوده الجمعية بالاعلام والشرائط باسعار تصل الى الضعف»، وفق قوله. وكانت الادارة الجهوية للشؤون الاجتماعية نظمت بالاشتراك مع شركة «ميدكو» البترولية الاندونيسية تظاهرة متنوعة الفقرات بمناسبة اليوم الوطني والعالمي للاشخاص ذوي الاحتياجات الخصوصية شاركت الجمعيات ال11 الناشطة في مجال المعوقين في مسابقاتها الرياضية بملعب نجيب الخطاب، بالاضافة الى تنظيم معرض لابداعات الاطفال المعوقين بالمركب الثقافي، حيث تم تقديم عروض فرجوية ابداعية من اداء الاطفال المعوقين بدء بالنشيد الرسمي بلغة الاشارة الى المسرح والالقاء والرقص واللوحات الاستعراضية.. وبين المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية صالح كردلوا في تصريح لمراسل (وات) بالجهة ان «الدولة حريصة على العناية بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفر لهم الحافلات والمكونين والمربين بالعدد الكافي، كما حرصت الادارة الجهوية على ادماج البعض منهم في المدارس العمومية بالتعاون مع وزارة التربية وبتاطير من مراكزهم»، وفق قوله ومن جهته ابرز المدير العام للشركة الاندونيسية البترولية جمال الازرق ان شركته «بادرت بالاهتمام بهذه الشريحة منذ سنة 2011، وتسعى الى المساهمة في تحسين وضعهم»، واشار الى انها «تساهم للسنة الثانية على التوالي في اخراجهم من مراكزهم الى فضاءات مفتوحة للترويح عنهم وادماجهم اكثر في المجتمع مع الاسوياء، كما قامت سابقا بتجهيز مراكز اعلامية لفائدتهم». وقال ان «مساهمة الشركة وصلت في السنة الماضية الى 120 الف دينار، وهي مساهمة مباشرة وخاصة من الشركة للجمعيات بالتوازي مع مساهمة الشركة في برنامج المسؤولية المجتمعية مع بقية الشركات البترولية.» ووزع والي الجهة عادل الورغي الذي اشرف على الحفل الختامي للتظاهرة، عددا من الالات التعويضية، والكراسي المتحركة الكهربائية والعادية، على مستحقيها من المعوقين، وكذلك الجوائز على الفائزين والمتميزين من مختلف الشرائح العمرية.» (