تعدّ مكافحة تهريب المخدرات وترويجها من أكثر العمليات تعقيدا حيث تتطلب أجهزة متطورة للكشف عن خيوط الشبكات المورّطة ورصد تحركات عناصرها فضلا عن الاستعداد الدائم للكشف عن حيل المهربين سواء في إدخال «بضائعهم» أو ترويجها. 462 عملية إطاحة بمروجي مخدرات، رقم صرحت به الداخلية ويتعلق بالفترة الممتدة من جانفي الى حدود شهر سبتمبر من السنة الجارية وقد تم حجز 379 كلغ من مادة «الزطلة» و65 كلغ من «الكوكايين» وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اكد خلال اللقاء الاعلامي الشهري لوزارة الداخلية أن 50 بالمائة من القتل والاغتصاب يتم ارتكابها تحت تأثير المخدرات وأكد على أن «الاكستازي» تعد من اكثر الاقراص المخدرة انتشارا في بلادنا حيث يتم اقتناؤها من أوروبا باورو ونصف ليتم بيعها في تونس للمروج بسعر يتراوح بين 10 و15 دينارا في حين يبيع المروج القرص الواحد ب70 دينارا مما يؤكد على أن هذا النوع من المخدرات ليس في متناول الجميع. وتنتشر أقراص «الاكستازي» في العلب الليلية لأن الموسيقى الصاخبة والأصوات المرتفعة تزيد من مفعولها كما تنتشر في مدارس ومعاهد. «المكَخوْرَة» اسم كثر الحديث عنه وراج انه اسم لنوع جديد من المخدرات دخلت بلادنا وغزت مدارسنا ومعاهدنا يتم ترويجها في شكل «علكة» ملوّنة تباع عند أبواب المؤسسات التربوية حيث تعوّد مروجو المخدرات اصطياد الفرائس الصغيرة وإغرائها بتذوق صنف جديد لم يسبق لهم ان تذوقوا مثله وما إن ينجح المروج في الايقاع بفريسته في مستنقع الضياع عندها يصعب على الفريسة الإفلات من شراك صيادها وتنقلب الأدوار وتتحول الفريسة الى صياد يبحث عن مزوّده بالسموم ويلهث خلفه ويدفع من ماله وحتى من جسده مقابل ربع «حبّة». مروّجو هذه السموم تفننوا في اختيار الأسماء لها وفق قوّة تأثيرها فنجد «الشيخة» و»الزاكاطاكا» و»المهلوسة» وغيرها.. وقد أصبحت المخدرات وخاصة الأقراص منها تجتذب حتى الجنس اللطيف وأصبحت التلميذات مدمنات على استهلاكها ليصبح الإدمان مؤنثا وكانت دراسة أجرتها وحدة العلوم الإجرامية بمركز الدراسات القضائية بتونس كشفت أن 30 بالمائة من النساء في تونس مدمنات على تعاطي المخدرات وان هذه النسبة ترتفع لدى الطالبات بالمعاهد الثانوية والجامعات لتصل الى 40 بالمائة مقابل 60 بالمائة في صفوف الذكور. وكانت وزارة الداخلية كشفت عن ارقام مفزعة حول قضايا المخدرات وقالت إنه تم تسجيل 4900 قضية مخدرات سنة 2016 وايقاف 8984 متهما من بينهم 469 تلميذا مما يؤكد على أن عددا كبيرا من التلاميذ سقطوا في مستنقع عالم المخدرات. طرق تهريب المخدرات.. طرق مبتكرة وغريبة يتوخاها مروجو المخدرات في معجون الحلاقة ومعجون الأسنان والطوابع البريدية وابتلاع كبسولات «الهيروين» و»الكوكايين» وداخل السجائر وفي المواد الغذائية والملابس والأجهزة الالكترونية وبحرا وجوا الى غير ذلك من الوسائل المبتكرة التي سخروها لايصال «البضاعة». حقيقة «المكَخوْرَة».. «المكَخوْرَة» التي «كخورت» اولياء التلاميذ وأقضّت مضاجعهم خوفا من أن تصل هذه «العلكة» الخطيرة الى أفواه أبنائهم وتجرهم الى مستنقع الإدمان.. «الصباح» وفي إطار السعي لمعرفة الحقيقة بعيدا عن التهويل كان لها اتصال بالناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد خليفة الشيباني ل«الصباح» حقيقة «المكَخوْرَة» وقال إن تلميذة تبلغ من العمر 14 عاما عادت يوم 30 نوفمبر الفارط الى منزل عائلتها وكانت بحالة غير طبيعية ولما لاحظت والدتها ان ابنتها ليست كعادتها وتتصرف بغرابة أخذتها الى المدرسة الاعدادية التي تدرس بها بجهة سليمان من ولاية نابل وبوصولها واستفسارها عن الأمر تبين أنها استهلكت قرصا مخدرا نوع «اكستازي» حيث وفرت مبلغا من المال قدره 80 دينارا وأعطته لصديقها البالغ من العمر 18 عاما فاقتنى قرصين مخدرين من عند مروج أقراص يبلغ من العمر23 سنة. واستهلك الشاب وصديقته التلميذة القرصين وقد أصدرت النيابة العمومية الراجعة بالنظر بطاقتي ايداع بالسجن في حق الشابين في حين أبقت التلميذة يحالة سراح. ونفى العميد خليفة الشيباني وجود نوع من المخدر يعرف باسم «المكَخوْرَة» يتم ترويجه في صفوف التلاميذ.