أصدرت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية مؤخرا كتابا جديدا بعنوان «تجليات العمارة الإسلامية بجزيرة صقلية» وهو من تأليف الدكتورة وجيدة الصكوحي. ويتناول الكتاب الآثار الحضارية التي شيدها المسلمون في جزيرة صقلية إبان حكمهم لها. ويسلط الكتاب الضوء على عمارات وصروح مختلفة من القصور والمساجد والمعالم النادرة التي يجهل الكثيرون وجودها أو تذكرها، بحيث يعيد هذا الكتاب إلى المشهد المعاصر ما كان ينجزه صناع تلك الحضارة بفنونها المعمارية وتطورها الإداري. واحتفاء بالكتاب وبمؤلفته صرح رئيس المؤسسة عبد العزيز سعود البابطين بان القارئ يقف على كمّ هائل من المعلومات عن العمائر والأبنية المختلفة التي شيدها أسلافنا طوال سنوات حكمهم للجزيرة التي كانت تعلو حيناً وتخبو أحياناً أخرى، وهي إن جار عليها الدهر بتقلباته وأحداثه التي دونها المؤرخون في مؤلفاتهم بعد انتهاء الحكم العربي الإسلامي لأراضي هذه الجزيرة العتيدة، إلا أن هذه المعالم لا تزال خالدة تتحدث عن نفسها وتحكي إرثاً وتاريخاً عظيماً. وذكر البابطين ان فكرة الكتاب راودته حين زار جزيرة صقلية واجتمع برئيس بلدية «بالرم» وشاهد الآثار التي تمتد إلى سنوات طويلة من الحكم العربي. بحيث ترك المسلمون بعد دخولهم جزيرة صقلية خلال القرن العاشر الميلادي العديد من المآثر والمشيّدات الضخمة التي أشاد بها المؤرخون عبر العصور مثل الشريف الإدريسي الذي ترك لنا في مصنفه «نزهة المشتاق» وصفاً لعاصمة الجيرة «بلرم» سنة 1138 للميلاد قائلاً: «ولها حسن المباني التي سارت الركبان بنشر محاسنها في بناءاتها ودقائق صناعتها وبدائع مخترعاتها». اما الكتاب فيعرض بالصور والوثائق النادرة، شواهد على أروع الابتكارات والإبداعات في شتى تقنيات البناء والتصميم وفنون التزويق والنحت والزخرفة والرسم، الأمر الذي يعطي الباحث مرجعيات ثقافية موثقة بدقة وأمانة، كما يحقق للمهتم والقارئ الشغوف بالتاريخ معرفة زوايا من تاريخ المسلمين لم ينصفها الحاضر حق إنصافها، وظل بعضها مجهولاً، فكان من الضروري إعادة اكتشافها من جديد وتقديمها في كتاب.