تحضر السينما التونسية بعدد من الأفلام المقدمة في عرضها العالمي الأول بمهرجان دبي السينمائي في دورته الرابعة عشر من 6 إلى 13 ديسمبر الحالي وهذه المشاركة، التي تتدعم من سنة إلى أخرى وتكشف عن أسماء سينمائية صارت أكثر نضجا في تجربتها كما تفاجأنا بشباب تونسي يمشي بخطى ثابتة في عالم الفن السابع.. لكن المفاجأة الكبرى في هذا المهرجان هو العرض العالمي الأول لفيلم عن حياة الفنان التونسي الهادي الجويني ضمن مسابقة المهر الطويل وعروض الشاطئ تحت عنوان «الرجل خلف المايكروفون» فيلم تسجيلي تروي أحداثه بثلاث لغات (العربية، الانقليزية والفرنسية) علاقة حفيدة بتاريخ جدها الفني ومشواره الموسيقي.. منتجة الأفلام البريطانية التونسية كلير بالحسين وهي حفيدة الهادي الجويني من ابنه فريد بالحسين (للإشارة هنا فإن اللقب الأصلي للفنان التونسي الهادي الجويني هو بالحسين) تعود في رحلة بحث عن مجد الجد أو كما تلقبه ومحبوه «فرانك سيناترا» الموسيقى التونسية وتروي الأسباب، التي دعته لإخفاء شهرته عن العائلة والأقرباء كما يهدي «الرجل خلف المايكروفون» جمهور الجويني لحظات جميلة ونادرة من حياته الخاصة خلال مشاهد الفيلم فكلير بلحسين مخرجة الفيلم وكاتبته ومنتجته تكشف عن كنوز العائلة من صور وفيديوهات وشهادات لا يمكن أن تقدم عن الهادي الجويني إلا في مثل هذا العمل الذي يشارك فيه كل من فريد بلحسين، عفيفة بلحسين، عادل جويني، نانو بلحسين، سامية بلحسين، فوزية جراد وحمادي جراد. «بنزين» و«همس الرمال» ومن الأفلام التونسية المشاركة في مسابقة المهر الطويل شريط سارة عبيدي «بنزين» وهو من إنتاج مدير التصوير الراحل علي بن عبد الله ويتناول هذا الفيلم مشاعر المعاناة والانتظار، التي يعيشها أهل المهاجر غير الشرعي، يجسد بطولة «بنزين» كل من علي يحياوي، سندس بلحسن، جمال شندول وفاطمة بن سعيدان. من جهته، يعود الناصر خمير لدبي السينمائي بفيلم «همس الرمال» عن امرأة كندية من أصول عربية يصاحبها دليل في رحلة غامضة لأعماق الصحراء.. «همس الرمال» يكشف أسرار حكايا الذاكرة الشعبية ويجول في تاريخ العربي المهزوم ويواجه آلامه وخوفه من المستقبل.. فيلم من كتابة وإخراج الناصر خمير وتمثيل كل من نورة صلاح الدين، هشام رستم ودرة زروق. السماء تصرخ أمّا على مستوى مسابقة المهر القصير لمهرجان دبي السينمائي فتنافس تونس بثلاث أفلام أولها «أسترا»، سيناريو وإخراج نضال ڤيڤة وإنتاج درة بوشوشة ويصور اختلاف وجهتي نظر أبوين حول اصطحاب ابنتهما «دوجة»، التي تعاني من «متلازمة داون» إلى فضاء ترفيهي غير أن قرار الأب «دالي» بأخذ ابنته لهذا الفضاء أحدث الكثير من المفاجآت غير المتوقعة.. «أسترا» من بطولة نجيب بالقاضي ونضال ڤيڤة. الفيلم الثاني ضمن هذه المسابقة هو «السماء تصرخ» لقيس الماجري وهو كذلك من بطولة نجيب بالقاضي إلى جانب كل من سهير بن عمارة وفاطمة بن سعيدان وعاطف الجلاصي وإنتاج عماد مرزوق وتدور أحداثه على طريق بعيدة عن المدينة أين يتعرض سامي وليليا لتهديد مجموعة من اللصوص ونابشي القبور والذين يضمرون أسوأ النوايا لليليا...أمّا المنافس التونسي الثالث على جوائز المهر القصير في دبي السينمائي فهو شريط «كعبة حلوى» لعبد الحميد بوشناق ويروي حكاية مهدي شاب حديث التخرّج، المدلل من قبل والدته ويستعدّ لبدء أول يوم عمل له كمنفّذ تبليغات قضائية غير أن طاقته الايجابية تصطدم بتجاهل رئيسه وزملائه حتى تحدث مفاجأة تغير أحداث «كعبة حلوى»، بطولة كل من عزيز جبلي، شادية عزوز وهلا عايد. وتجدر الإشارة في إطار الحديث عن المشاركة التونسية في دبي السينمائي إلى برمجة شريط كوثر بن هنية «على كف عفريت» ضمن قسم «ليالي عربية» وذلك خارج المسابقة وهو من بطولة مريم الفرجاني، غانم زريلي وأنيسة داود.