في اطار أيام قرطاج المسرحية قدمت فرقة المختبر المسرحي بسجن برج الرومي ببنزرت مسرحيتها الأولى بعنوان «الوجيعة»، وذلك أمس الأول الأحد، ونال اعجاب الجمهور . وحسب ما صرح به أستاذ المسرح والمشرف على الفرقة المسرحية ومخرج هذا العمل محمد أمين الزواوي ل«الصباح»، فإن المسرحية تتناول عددا من القضايا التي تنخر كيان المجتمع وتستهوي فئات معينة من الشباب كالتهريب وتجارة الممنوعات وما يترتب على ذلك من مآس تصل احيانا الى درجة الكارثة. ويشارك في هذا العمل 12 ممثلا وتقنيان اثنان، وجميعهم من نزلاء السجن الذين تفاعلوا مع التكوين المسرحي داخل هذا المختبر الذي يتنزل في اطار مشروع فني أحرص على انجازه مع فئات خاصة في المجتمع سواء داخل المؤسسة السجنية او خارجها، علما بأنني أتولى حاليا كذلك الادارة الفنية لجمعية «مسرح الجسر» ببنزرت. وللعلم فإن التدرب على هذه المسرحية امتد حوالي سنة، وتم عرضها بفضاء المسرح بسجن برج الرومي أمام لجنة من المختصين ونالت استحسانهم، ولم يخفوا انبهارهم بأداء الممثلين الذي ماثل في نظرهم أداء المحترفين وفق محدثنا الذي توجه بالشكر الى اطارات وأعوان المؤسسة السجنية الذين آمنوا بقيمة النشاط الثقافي لنزلاء السجن ودعموه، وإلى المندوب الجهوي للشؤون الثقافية مراد عمارة الذي ساند هذا المشروع الواعد، وكذلك الى حاتم دربال مدير أيام قرطاج المسرحية لادراجه هذه المسرحية ضمن برامج هذه الدورة. ومن جهته صرح المندوب الجهوي للشؤون الثقافية مراد عمارة قائلا:«بعد عرض مسرحية «وجيعة» صباح اليوم (صباح الأحد) في فضاء التياترو. تأكد من جديد أن ما قام به الأستاذ المؤطر محمد أمين زواوي كان عملا في صمت لكن بحرفية عالية واقتدار. اكتشف كفاءات وقدرات لدى المودعين بسجن برج الرومي وأحسن توظيفها بعيدا عن التعقيد. تجربة ننحني لها ونتمنى لها الإستدامة والتعميم والتوفيق. هذا العمل دعمته المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بنزرت وسنسعى إلى مواصلة التجارب الجادة.» وأما السيدة حنان إبراهيم المستشارة الأولى بالمؤسسة السجنية ببرج الرومي فقد بينت أن النشاط الثقافي على غرار هذا العمل المسرحي مفيد جدا للمودعين، باعتبار أن انفتاح المنظومة السجنية هو هام للإصلاح ومقاربة إنسانية جوهرها التأهيل لاعادة الإدماج، والدعم مهم من جميع الاطراف حفاظا علي مجتمعنا ..