- أسدل الستار، مساء السبت بالمسرح البلدي بتونس العاصمة، على الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية، بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الرسمية للمهرجان والمسابقة الموازية، بالإضافة إلى تكريم مبدعين ونقاد. وقد ارتأت لجنة حكيم المسابقة الدولية حجب جائزة العمل المتكامل فيما أسندت بقية جوائز المسابقة الرسمية مناصفة. وشمل التكريم كلّا من الناقد المصري أبو الحسن سلام والفنانة السورية سلاف فواخرجي إلى جانب الفنان العراقي صلاح القصب، فضلا عن تكريم فريق العمل المسرحي "وجيعة" الذي أثثه مجموعة من السجناء المودعين بسجن برج الرومي ببنزرت. ومن جانبها تسلّمت إدارة أيام قرطاج المسرحية درع أكاديمية الفنون ببغداد، كما تمّ تكريمها من قبل نقابة الفنانين الأردنيين. ونوّه مدير الدورة حاتم دربال في كلمة مقتضبة بالمجهودات التي بذلها كل المنتمين الى هيئة تنظيم أيام قرطاج المسرحية لإنجاح هذه التظاهرة وتوفير الظروف الملائمة للمشاركين وروّاد المهرجان، مؤكدا حرص الهيئة المديرة على تلافي النقائص خلال الدورة القادمة. الوقوف على الركح لا بدّ أن يكون استحقاقا: حجبت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية جائزة العمل المتكامل، وقد فسّر رئيس لجنة التحكيم عبد الحليم المسعودي هذا القرار بالقول إن لجنة التحكيم لاحظت تفاوتا كبيرا في الأعمال، ذلك أن "البعض منها لم يرتق إلى المستوى المطلوب فبدت سطحية وغاب عنها العمق المسرحي". وأضاف عبد الحليم المسعودي في تصريح ل(وات) أن العروض اتسمت في مجملها بالتقارب والتشابه على مستوى الشكل والمضمون، معتبرا أنها متوسطة وتكاد تنتمي إلى جيل واحد، وبالتالي حملت نفس الهموم ونفس الأطروحات ونفس الاتجاه الفكري والجمالي، عكست التأثر الكبير للمخرجين الشبان بنسقية معينة فرضها واقع ما بعد "الربيع العربي". وقد شدّد رئيس لجنة التحكيم على ضرورة أن يكون "الوقوف على أركاح أيام قرطاج المسرحية استحقاقا". "الأرامل" يشرّفن تونس: وتقاسم القسط الأكبر من جوائز المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية كلّ من سوريا (أفضل ممثلة وأفضل ممثل وأفضل نص لمسرحية "ستايتيكو") والمغرب (جائزة أفضل ممثل وممثلة عن مسرحية "صولو")، فيما حازت الجزائر جائزة أفضل نص (الرزقي ملال) عن مسرحية "بهيجة"للمخرج زياني شريف عياد، ونال العراق جائزة أفضل إخراج عن "صفر سالب" لعلي دعيم. وشرّفت "الأرامل" لوفاء الطبوبي المسرح التونسي بحصولها على جائزة أفضل إخراج مناصفة مع العمل الكوريغرافي العراقي "صفر سالب". احتفالات الشارع تعود في الاختتام: لئن غابت مظاهر الاحتفال في افتتاح أيام قرطاج المسرحية، على إثر إعلان رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية "دونالد ترامب" القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فإن حفل الاختتام سجّل عودة الاحتفالات بهذه التظاهرة في الشريان الرئيسي للعاصمة، "شارع الحبيب بورقيبة"، تجلّت في تنظيم عروض متنوعة في فنون السيرك لمجموعة "بابا روني" إلى جانب الإيقاعات الموسيقية الشعبية وكذلك إيقاعات السطمبالي التي أضفت مزيجا إفريقيا على هويّة هذا المهرجان المسرحي. وقد شدّت هذه العروض إليها أنظار المارّة، حيث وقفوا بأعداد كبيرة لمتابعة فقراتها. كما تزامن دخول الضيوف إلى المسرح البلدي بالعاصمة مع عرض شريط فيديو بتقنية الإضاءة "مابينغ" على الواجهة الأمامية للمسرح. ويبرز هذا الشريط الخصوصية الثقافية والحضارية للبلاد التونسية. وللتذكير فإن الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية التي أقيمت من 8 إلى 16 ديسمبر شهدت عرض نحو مائة عمل مسرحي منها 56 من تونس و5 من افريقيا و14 عرضا عربيا و8 عروض عالمية. وسجلت هذه الدورة عودة المسابقة الرسمية للأيام بعد إلغائها في ثماني دورات متتالية منذ 2003 (الدورة 11). وتسابق 11 عملا على نيل الجوائز الخمس للمسابقة الرسمية، كما تم إسناد جوائز موازية، بدعم من عدة جهات تشجيعا على الإبداع والعمل المسرحي والثقافي عموما. وقد جاءت التتويجات كالآتي : // جائزة أفضل عمل متكامل (25 ألف دينار) تم حجبها جائزة أفضل إخراج (20 ألف دينار) مناصفة بين وفاء الطبوبي (مسرحية الأرامل ، تونس) وعلي دعيم (مسرحية صفر سالب، العراق) // جائزة أفضل نص مسرحي (15 ألف دينار) : شادي دويعر (مسرحية ستاتيكو ، سوريا) والرزقي ملال (مسرحية بهيجة ، الجزائر) // جائزة أفضل أداء نسائي (10 آلاف دينار) : آمال بن حدو (مسرحية صولو ، المغرب) ونوار يوسف (مسرحية ستاتيكو، سوريا) // جائزة أفضل أداء رجالي (10 آلاف دينار) سعيد الهراسي (مسرحية صولو، المغرب) وسامر عمران (مسرحية ستاتيكو، سوريا) أما بخصوص الجوائز الموازية للمسابقة الرسمية فقد جاءت كالآتي : جائزة مسابقة تشجيع الباعثين الشبان من أصحاب الفضاءات الثقافية الخاصة (تسندها كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية "كونكت") قيمتها 10 الاف دينار : فضاء ليبرتي // جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل تقنية مسرحية ( 3500 دينار) : أسندت لشوقي مشاقي عن مسرحية "الصبية والموت" للمخرجة سميرة بوعمود // جائزة نقابة الصحفيين التونسيين "نجيبة الحمروني لحرية التعبير" (3000 دينار) مسرحية "الرهوط" لعماد المي // جائزة أفضل سينوغرافيا (تسندها شركة قهوة بن يدر) قيمتها 3000 دينار : مسرحية "حورية البحر" لأمير العيوني ريم
