تورس : رسالة ‬كوتونو: بعد تدشين الخط الجوي تونس كوتونو.. «بنين».. فرص ضائعة تنتظر الاستغلال

شكرا على الإبلاغ!

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

رسالة ‬كوتونو: بعد تدشين الخط الجوي تونس كوتونو.. «بنين».. فرص ضائعة تنتظر الاستغلال

الصباح نشر في الصباح يوم 17 - 12 - 2017

كوتونو- الصباح/ من مبعوثنا الخاص وجيه الوافي -
تمتلك دول افريقيا جنوب الصحراء مقومات جغرافية وطبيعية كبيرة تجعلها قبلة مميزة للمستثمرين في مختلف المجالات، فإضافة إلى مواردها البشرية والمادية، فهي تتميز بموقعها الاستراتيجي، وهو ما جعلها تشهد نشاطا اقتصاديا لافتا خلال السنوات الأخيرة وتدفقا غير مسبوق لرجال الأعمال من شتى البلدان، بما ساهم في ارتفاع معدل النمو في دول إفريقيا جنوب الصحراء (6 بالمائة حسب احصائيات البنك الدولي لسنة 2016) مقابل تراجع واضح في التضخم المالي، كما استطاعت هذه الدول تجاوز المشاكل الصحية والاجتماعية والسياسية بفضل الطفرة الاقتصادية الملحوظة.
البنين تعتبر من دول جنوب الصحراء التي تمتلك فرصا هائلة للاستثمار جعلها محط أنظار العديد من رجال الأعمال من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وبدرجة أقل شمال افريقيا، خاصة وأن اقتصاد بنين مازال في مرحلة التطور ويعتمد أساسا على الزراعة، وإنتاج القطن والتجارة الإقليمية، و»تخطط بنين لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي وهنالك زيادة في التركيز على السياحة وتسهيل وضع نظم جديدة لتطوير الأغذية والمنتجات الزراعية، وتشجيع التكنولوجيا الجديدة للمعلومات والاتصالات والبنية التحتية»، وفق ما صرح به وزير التجارة البنيني ل»الصباح» التي تواجدت ضمن وفد تونسي ضم مسؤولين ورجال أعمال ونواب الشعب واعلاميين، زار هذه الدولة خلال الأسبوع الجاري في إطار افتتاح الناقلة الوطنية لخط جوي مباشر )تونس/كوتونو(بمعدل رحلتين في الأسبوع.
افريقيا.. فرض تنتظر الاستغلال
وقد أجمع المشاركون في هذه الزيارة على أهمية توجه تونس إلى افريقيا اقتصاديا وتجاريا، والاستفادة أكثر ما يمكن من الفرص هناك، وفي هذا الإطار قال ممثل شركة تونسية مختصة في الصناعات الغذائية في تصريح ل»الصباح»: «نحن ندرك أن بنين تمتلك موارد كبيرة من حيث الموارد الزراعية، والثروات السمكية والغابية، لكن هذه الموارد لا تستغل بالطريقة المثلى وهو ما يشكل فرصة كبيرة ضائعة، وتمثل هذه الموارد مجالات استثمارية قوية وسوقا استهلاكية كبيرة، الى جانب فرص أخرى متاحة في مجال بناء المنشآت الأساسية والبنى التحتية، كبناء الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ، وتوليد الكهرباء والسدود والخزانات وإمداد الماء، ومنشآت أساسية أخرى في مجال الخدمات المختلفة».
في نفس السياق أكد ناشط تونسي في مجال النقل البحري أن بنين
تتمتع بإمكانيات هائلة في مجال الزراعة، وبيئة ملائمة لزراعة وإنتاج جميع المحاصيل والحبوب والخضروات، وبمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية تصل إلى 80% من مساحة البلاد وهي ثالث منتج للقطن في افريقيا، وعلينا كتونسيين أن نعدل بوصلة الاستثمار نحو هذا البلد وغيره من الدول الافريقية، خاصة وأن العديد من القطاعات مازالت في حاجة للاستثمار على غرار السياحة والزراعة والتعليم والصحة.
على صعيد متصل أفاد مستثمر تونسي في المجال الصناعي، أن التوجه نحو قطاع الصناعة في دولة بنين الذي ما يزال الاستثمار فيه ضعيفا، يعتبر فرصة لرجال الأعمال التونسيين خاصة وأن إفريقيا بصفة عامة تعتبر من أغنى القارات من حيث الموارد والمعادن الطبيعية، وفي بنين القطاع الصناعي في حاجة إلى الإمكانات الفنية والمالية، والمعلومات والخبرات حول تنفيذ البرامج الخاصة بالتنمية الصناعية.
امتيازات وتسهيلات
اليوم تتسابق الدول نحو إفريقيا في تنافس محموم، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين وروسيا إضافة إلى إيران وتركيا وماليزيا والهند وكوريا وتايوان والبرازيل، جميعها تسعى إلى النفاذ لثروات القارة، وخاصة مصادر النفط فيها، بما حولها إلى مكان ساخن لسباق دولي محموم، وفي هذا السياق أكد وزير النقل البنيني أن حكومته على دراية بهذه المنافسة وتأمل أن تتمكن تونس من الدخول إلى السوق البنينية وأخذ نصيب من الاستثمارات خاصة بعد تسيير خط جوي مباشر بين الدولتين والذي سيدعم الشراكة ويساهم في دفع عجلة المشاريع بما سيعود بالنفع على الطرفين، وقد أعطينا الأولوية لتهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة، من خلال مراجعة سياساتنا الاقتصادية ونظمنا الاستثمارية، واحداث التشريعات والقوانين التي تشجع الاستثمار وتدعمه، ووضعنا امتيازات كثيرة، في اطار تيسير شروط الاستثمار وتخفيف القيود الجمركية، والشفافية في توفير المعلومات الضرورية للمستثمر وكسب ثقته، وتبسيط الإجراءات وتقديم ضمانات، وفق قوله.
لا شك أن تسيير خط جوي مباشر بين تونس والبنين سيزيد من فرص التواجد الاقتصادي التونسي في افريقيا، لكن يبقى وضع الاستراتجيات وربط الاستثمارات الخارجية بخطط التنمية المحلية في الدول الافريقية ضروريا لتونس حتى تكون الاستفادة على الوجه الأكمل، ويمر ذلك عبر المساهمة في معالجة المشاكل المزمنة كالفقر والبطالة والمرض، وتوفير الخدمات الأساسية، وتصدير الخبرات والتجارب التقنية، وبناء وتطوير البنية التحتية من خلال إتاحة الفرص على نطاق واسع للشراكة مع القطاع الخاص في التخطيط والتنفيذ لمجمل هذه المشاريع.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.