جدد وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر دعمهم للاتفاق السياسي الليبي باعتباره إطارًا للحل السياسي في ليبيا، مؤكدين رفضهم أي تدخل خارجي في ليبيا وكل أشكال التصعيد أو أي محاولة، من أي طرف بهدف تقويض العملية السياسية. جاء ذلك في بيان صدر عقب الاجتماع الرابع التنسيقي بين وزراء خارجية مصر سامح شكري، وتونس خميس الجهيناوي والجزائر عبد القادر مساهل، الذي عُقد بمقر وزارة الخارجية التونسية، مساء أول أمس لبحث مستجدات الوضع وأفق الحل السياسي في ليبيا. الا ان الجنرال خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي انتهاء العمل باتفاقية الصخيرات التي مرت أمس سنتان على توقيعها. واستعرض الوزراء خلال اجتماعهم جهود الدول الثلاث للمساهمة في إيجاد حل توافقي بين كافة الأطراف الليبية، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، تحت إشراف الأممالمتحدة، وأعربوا عن ارتياحهم للجهود المبذولة من قبل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، كما أعلنوا ترحيبهم بالبيان الصادر من مجلس الأمن الدولي يوم 14 ديسمبر الجاري المتعلق بالحالة الليبية. وأعاد الوزراء الثلاثة في بيانهم التأكيد على الدور المركزي والمسؤولية السياسية والقانونية لمنظمة الأممالمتحدة باعتبارها الراعي للحوار السياسي الليبي والمعني بمتابعة تنفيذ بنوده وتطبيق مخرجاته، داعين كافة الأطراف الليبية إلى إعلاء المصلحة الوطنية للشعب الليبي وتغليب لغة الحوار والتوافق بما يسمح بتنفيذ خطة العمل من أجل ليبيا وإنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت، وفي أجواء سلمية بإنجاز الاستحقاقات الدستورية والتنفيذية وتوفير المناخ الأمني والسياسي الإيجابي لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية. وجددوا تمسكهم بوحدة واستقرار ليبيا وسلامتها الإقليمية، مؤكدين أن الحل السياسي يجب أن يكون ليبيًّا ونابعًا من إرادة وتوافق كافة مكونات الشعب الليبي دون إقصاء أو تمييز، كما شددوا على أهمية توحيد كافة المؤسسات الوطنية الليبية بما في ذلك مؤسسة الجيش الليبي. واتفق الوزراء على مواصلة تشجيع التنسيق الأمني بين الدول الثلاث لتقييم التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية على أمن واستقرار ليبيا والدول الثلاث، وكذلك بقية دول الجوار وتعزيز تبادل المعلومات، ورصد أي انتقال لعناصر إرهابية إلى المنطقة من بؤر الصراعات الإقليمية والدولية. وحذَّر الوزراء الثلاثة من تردي الأوضاع المعيشية للشعب الليبي بسبب حالة عدم الاستقرار والإطالة في المسار السياسي، مؤكدين أولوية توفير الخدمات العامة للمواطن الليبي وتحسين ظروف حياته اليومية. ونوه وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس في ختام بيانهم إلى اتفاقهم على عقد اجتماعهم المقبل في الجزائر على أن يحدد موعدهم بالتشاور فيما بينهم. حفتر يرفض الصخيرات يأتي ذلك فيما أعلن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر أول امس نهاية الاتفاق السياسي الموقّع في مدينة الصخيرات المغربية قبل عامين، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تخضع لأية جهة، وأنها ستنصاع لمطالب الشعب رغم التهديدات التي تواجهها من بعض القوى الدولية، في حين دعا رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح الليبيين إلى الاستعداد للانتخابات وفي كلمة توجه بها إلى الليبيين، قال حفتر: «تشهد بلادنا هذه الأيام منعطفاً تاريخياً خطيراً ويراقب العالم المجاور والبعيد بانتباهٍ شديد مجريات الأحداث في ليبيا وتطوراتها مع بلوغ يوم 17 ديسمبر الجاري اليوم الذي تنتهي فيه صلاحية ما يسمى بالاتفاق السياسي لتفقد معه كل الأجسام المنبثقة عن ذاك الاتفاق بصورة تلقائية شرعيتها المطعون فيها منذ اليوم الأول من مباشرة عملها». وأضاف أن «المواطن الليبي يشعر مع مطلع هذا اليوم أن صبره قد نفد، وأن مرحلة الاستقرار والنهوض التي انتظرها بفارغ الصبر ودفع من أجلها الأرواح والدماء قد أصبحت بعيدة المنال، مع تشابك المصالح الدولية في الأزمة الليبية وسقوط الوعود الأممية وتعهدات الساسة المنخرطين في مسارات ما يسمى بالوفاق الوطني، ويشعر أيضاً بأن كل آماله وأحلامه التي بناها على وعود المسارات القائمة أصبحت تتبدد وتتلاشى ليحل محلها الإحباط وخيبة الأمل والرجاء وفقدان الثقة بكل المؤسسات المحلية والدولية التي تعهدت بمد يد العون لليبيين، وأخذت على عاتقها مسؤولية ومعالجة أوضاعهم المتردية ورفع معاناتهم المتفاقمة مع مرور الزمن». وأبرز حفتر أن القيادة العامة للقوات المسلحة «عمدت منذ أكثر من عام، من منطلق الحرص على تجاوز الأزمة التي طال أمدها إلى التواصل المكثف والمباشر مع المجتمع الدولي وتحديداً مع الدول المهتمة بالقضية الليبية وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا وتقديم المبادرات للدفع بالعملية السياسية للأمام والتحذير من مغبة إطالة أمد الأزمة والتغاضي عن معاناة الشعب الليبي، والتنبيه إلى ضرورة الإسراع في دفع الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة إلى حل شامل قبل تاريخ 17 من ديسمبر الجاري، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة تمهيداً لانتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقتٍ ممكن كمقدمة لتحقيق الاستقرار السياسي، إلا أن التراخي الأممي والعناد المحلي وتغليب الذات على مصلحة الوطن والشعب، أدت جميعها لانقضاء الأجل دون تقديم أية ضمانات تؤدي إلى حل شامل وعادل حتى بلغ الأمر حد التهديد والوعيد ضد القيادة العامة للقوات المسلحة باتخاذ إجراءات دولية صارمة في مواجهتها إذا ما أقدمت على أي خطوة خارج نطاق المجموعة الدولية وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا». بدوره، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق، أن المجلس مصرّ على إكمال مهمته وتحقيق مطالب الشعب في بناء دولة القانون والمؤسسات. وفي كلمة متلفزة للشعب الليبي، دعا صالح إلى الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأن يشارك الشعب في بناء مستقبله والبدء في العمل. وشدد على أن الانتخابات التي ستكون تحت إشراف المجتمع الدولي، هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في البلاد وعدم العودة إلى المربع الأول وإبعاد البلاد عن التدخل الأجنبي. واعتبر عقيلة صالح أن من لا يريد إجراء انتخابات هو من لا يريد استقرار البلاد. السراج على الخط بدوره جدد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، التزامه بإجراء الانتخابات في ليبيا خلال العام المقبل، مؤكدا أنه لن يسمح بوجود فراغ تملؤه الفوضى والانتهاكات ويتسلل إليه التطرف والإرهاب، داعيا الليبيين في داخل وخارج البلاد دون استثناء إلى التسجيل والمشاركة بكثافة في الانتخابات للمساهمة في بناء مؤسسات الدولة والاستفادة من التجربة وحسن اختيار الممثلين. وقال السراج في بيان لمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع الاتفاق السياسي الليبي، إن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بدأت التجهيز للانتخابات، مشيرا إلى أن دولا كبرى ودولا شقيقة ومنظمات دولية وافقت على المساهمة في التجهيز والإشراف والمراقبة على الانتخابات. تعرض للاغتيال برصاص مجهولين: المجلس البلدي لمصراته يعلن الحداد 3 أيام على عميده طرابلس )وكالات) أعلن المجلس البلدي لمدينة مصراته الليبية أمس الحداد لمدة ثلاثة أيام على عميد البلدية محمد اشتوي الذي اغتاله مسلحون مجهولون رميا بالرصاص مساء أول أمس بعد خروجه من مطار مصراته فور عودته من تركيا. وقالت بلدية مصراته في بيان، إن أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء أيام حداد رسمية، وتعطل المؤسسات الحكومية كافة بالبلدية، موضحة أنه ستؤدى صلاة الجنازة على عميد البلدية الراحل بعد ظهر الاثنين (أمس)، بالمدينة الرياضية في مصراته. وأوضح المتحدث الرسمي باسم مستشفى مصراته المركزي، الدكتور أكرم قليوان أن مجموعة مسلحة مجهولة خطفت اشتيوى قبل أن تغتاله عندما كان عائدا من زيارة رسمية إلى تركيا مساء أول أمس رفقة عدد من الحكماء والأعيان وأعضاء مجلسي النواب والدولة عن مصرات.