تتجه الأنظار بعد غد السبت إلى ملعب رادس الذي يحتضن كلاسيكو الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي ورهانه أعلى الترتيب.. وانطلقت التساؤلات حول الحكم المؤهل لإدارة هذه القمة نظرا لرغبة الترجي في تعميق الفارق وطموح النادي الصفاقسي لتقليص الفارق.. هذه التساؤلات تم طرحها خصوصا بعد تألق هيثم قيراط في كلاسيكو الإفريقي والصفاقسي ويوسف السرايري في كلاسيكو النجم الساحلي والنادي الصفاقسي. «الصباح» تحدثت مع أخصائيين في القطاع عن المواصفات التي يجب أن تتوفر في حكم الكلاسيكو فكان ما يلي: مراد بن حمزة: شرط الخبرة ضروري.. وثقة الفريقين أكد الحكم السابق مراد بن حمزة أن الحكام الذين نجحوا في إدارة المواجهات الكبرى في الفترة الأخيرة هم الحرابي وقيراط والسرايري لأنهم يملكون الخبرة الكافية وصرح قائلا في هذا الصدد: «هؤلاء لديهم الخبرة وكل حكم معرّض لارتكاب الأخطاء في قراراته لكن الإشكال ليس في ادارة المباراة بل في كيفية إدارتها وإيصالها إلى بر الأمان وذلك يتطلب توفر المناخ الملائم وامتثال اللاعبين لقراراته وتوفر عامل الخبرة وهو أمر ضروري ولا بد أيضا أن يتمتع بثقة الفريقين المتنافسين من خلال تجربتي الشخصية فان كسب ثقة الفريقين ضرورية فبعد المباراة تتلقى الشكر من المنهزم.. ومباريات الترجي والنادي الصفاقسي معروفة بالحماس والإثارة والتنافس». وعن غياب الحكم التونسي عن المونديال أكد مراد بن حمزة قائلا: «وجود الحكم في المونديال يتطلب عملا على المدى الطويل.. وللأسف تزامن تكوين القائمة الأولية لحكام المونديال مع بداية شهرة يوسف السرايري ويتفوق معرفة وأداء على حكام تم ترسيمهم بالقائمة الموسعة ولكن بإمكان التحكيم التونسي تسجيل حضوره في مونديال 2022 لدينا السالمي وقيراط ثم ان المواجهات الكبرى يجب أن تمنح ادارتها للحكام الدوليين لان هذه المقابلات تجد متابعة واسعة في أنحاء العالم وفي افريقيا على وجه الخصوص لا بد من تدعيم الحكام الدوليين دون الضرب في بعضنا البعض ورغم غياب التحكيم التونسي يبقى الأمل معلق بإمكانية مشاركة أنور هميلة الموجود في القائمة الموسعة ومشاركته مرتبطة بوجود الحكم الجزائري». محمد بن حسّانة: يجب أن يكون دوليا وشخصيته قوية الحكم الدولي السابق محمد بن حسانة شدّد على ضرورة أن يكون حكم الكلاسيكو دوليا في غياب الأجنبي. وقال في هذا الصدد:» المواجهات الاخيرة شهدت نجاح هيثم قيراط ويوسف السرايري كلما عولنا على حكام ليسوا دوليين وغير معروفين فإنهم يرتكبون الاخطاء ويصبحون «أكباش» فداء وتجد ادارة التحكيم مشاكل كبيرة في إعادة إدماجهم واستعادة ثقة الأندية كما هو الشأن مع الحكم أمير العيادي أما الحكم الدولي فلديه الخبرة الكافية وأدار مباريات في الخارج ويمكن محاسبته على أخطائه وتحميله المسؤولية». وعن نجاح الحكم في إدارة المباريات الكبرى قال بن حسانة:» اعتقد أن الحكم مطالب بالسيطرة على الأمور منذ البداية وهو مطالب بأن يكون صارما وقوي الشخصية وغير متسامح مع التجاوزات واتخاذ قرارات صائبة وهو ما يجبر اللاعبين على الامتثال لقراراته لذلك فان مباراة الترجي والنادي الصفاقسي مهمة ورهانها أعلى الترتيب أما هروب الاول أو اقتراب الثاني لذلك لا بد من حكم دولي لإدارة اللقاء وضروري أن يكون كل طاقم التحكيم من رابطة واحدة حتى يكون منسجما عكس ما شاهدناه في بعض المباريات بعد أن تم تعيين طاقم تحكيم إحدى المباريات من رابطات مختلفة ولا بد أن يتم توفير الظروف الملائمة لهذا الطاقم للإعداد الجيد للقاء وإبعادهم عن الضغوطات». وعن غياب التحكيم التونسي عن المونديال في الدورات الأخيرة قال بن حسانة: «أعتقد ان غياب إستراتيجية عمل واضحة والتخطيط والبرمجة والتأطير جعل التحكيم التونسي يغيب عن المونديال.. فضلا طبعا عن تغييب المسؤولين الأكفاء وتهميشهم مثل بوستة وبن حمزة ونويرة والسلمي والجويني والجديدي وسعد الله مقابل التعويل على المقربين الذين لديهم ولاءات ..أما بالنسبة للحكام الشبان لست ضد التعويل عليهم لكن بشرط أن يكون الحكم الشاب تدرج في القطاع كما يجب دون وساطات أو ولاءات». جمال بركات: سيكون حكما محايدا ولا مشاكل له مع الفريقين تحدث رئيس لجنة التعيينات عن مواصفات حكم كلاسيكو الترجي والصفاقسي وقال في هذه الصدد: «سيكون حكما محايدا ونجح في أغلب مقابلاته.. ولا تكون لديه مشاكل مع الفريقين والأكيد أنه لن يكون من رابطتي تونس وصفاقس». وبخصوص عدم الاعتماد على الحكام الدوليين في المباريات الكبرى علّل بركات ذلك قائلا: «مثلا في مباراة النادي الافريقي والنجم الساحلي الحكم وليد الجريدي مصاب وهيثم قيراط لا يمكن تعيينه لأنه من رابطة سوسة والقصعي لا يمكن تعيينه والسرايري أدار كلاسيكو النجم والصفاقسي والسالمي يستعد للشّان وأردنا ابعاده عن كل المشاكل لذلك كان لا بد من الاستنجاد بماهر الحرّابي». وبخصوص غياب حكامنا عن المونديال أوضح بركات قائلا: «إعداد الحكم الدولي يتطلب 6 أو 7 سنوات.. في تونس في فترة من الفترات كان الحكم التونسي يصبح دوليا في سن متقدمة مما جعل حكامنا يتخلفون في نهائيات الشبان ولكن تغيرت المعطيات حيث راهنا على شبابنا ووجود هشام قيراط والصادق السالمي خير دليل على ذلك والأكيد أنهم في 2022 سيجنون ثمار مجهوداتهم واليوم الصادق السالمي أصبح في القائمة «أ» بالإضافة طبعا الى يوسف السرايري وسينضاف هيثم قيراط للقائمة «ب».. وأعتقد ان غيابنا عن المونديال ليس عيبا فالتحكيم الفرنسي تخلف عن مونديال 2010 وكذلك النيجيري.. ونأمل أن يسجل أنور هميلة حضوره في المونديال بما أنه حاليا في القائمة الموسعة».