في موقف مفاجئ تراجع حزب نداء تونس اول أمس الخميس في بيان مقتضب عن موعد اجتماع الهياكل الذي كان مقررا اليوم وغدا . ويأتي موقف الحزب حسب ما نقلته مصادر من الداخل النداء على اعتبار أن الحركة لا تملك هياكل واضحة ومعلنة بعد ان اغلقت جل مقرات الحزب بسبب عدم خلاص اجور اكرية المكاتب والموظفين وبسبب عدد من الدعاوى القضائية ضد الحزب من اجل استخلاص ايجار المقرات وهو ما حول أنشطة الحزب من عناوين معروفة لدى القواعد الى المقاهي خاصة في الجهات. واعتبرت مصادرنا ان الحزب يعيش ما يشبه حالة من الانفصام في الشخصية حيث أن القيادات المركزية تتحدث عن قواعد ومناضلين في حين ان الحزب لا يملك من ذلك سوى الوهم بعد ان انقطعت العلاقة بين جنرالات الصف الاول والبقية مما جعل دور النداء ينحسر في الظهور التلفزي والإذاعي وحوله الى حزب غير موجود على ارض الواقع. وقالت مصادرنا ان تغييرا جذريا سيشهده الحزب في قادم الأيام وقد يتضمن تغييرا محتملا على راس الحزب وتحديدا مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي الذي لا تزال بعض الأطراف تناقش طريقة ابتعاده عن الحزب مع ضمان خروجه من الباب الكبير. وعن المعوض المحتمل لقائد السبسي على راس الحزب يبدو الخيار متوجها نحو شخصية تأسيسية مازالت ناشطة داخل الحزب، خاصة أن الجهات ترفض ان يتولى احد الوافدين دور ربان سفينة النداء بما يؤكد ان الندائيين لم يثقوا بعد في من شملهم الانتداب الحزبي خلال شهر مارس الماضي. يأتي كل ذلك في وقت بدأت فيه المجموعة الحالية في الانفتاح على بقية الاحزاب وأساسا مشروع تونس الذي توسل الندائيون للجلوس والنقاش معه وبحث طرق العمل والبناء المشترك، وإعادة صياغة مشهد قد يكون بعيدا عن حركة النهضة وهو ما أكده مسؤول السياسيات بالحزب برهان بسيس الذي سرعان ما عاد ليراجع موقفه من تصريحه الذي وصفه زميله في الحزب رؤوف الخماسي «بالمتسرع وغير المسؤول». موقف النداء من أزمة الانتخابات الجزئية مازال مرتبكا بعد ان فقد الجميع داخل الحزب بوصلة إدارة الأزمة حيث التصريحات المضادة بين القيادات والتراجع عن موعد اجتماع الهياكل.» ويبدو ان مسؤولية فشل الحزب ستطيح بحافظ قائد السبسي نفسه الذي لم يدافع عن نفسه بخصوص الانتقادات الموجهة اليه ولَم يقدم ما يقنع الرأي العام بما وصل اليه الحزب من ان النهضة وراء الهزيمة، ليواصل «الرجل الصامت» سياسة الهروب الى الامام وتأجيل اجتماع شهر ديسمبر وترحيله الى جانفي القادم. وفِي هذا السياق قال القيادي بالنداء صابر العبيدي «أن الحزب في حاجة الى مزيد من التشاور مع قياديّيه من المكتب التنفيذي وأعضاء المجلس الوطني ولأهمية الاجتماع تقرر تأجيل الموعد حتى نتمكن من مناقشة كل النقاط الممكنة بما يساهم في بناء موقف وطني جامع وموحد لكل أبناء النداء». وأضاف العبيدي «أن الحديث عن غياب المسؤولين الجهويين عن الاجتماع عار من الصحة على اعتبار ان القيادات الحزبية في حالة اجتماع دائم وذلك في إطار التحضير المتواصل للانتخابات البلدية وبالتالي فان القول بفشل الاتصال بمسؤولينا بالجهات غير صحيح وكان آخرها اجتماع الحمامات.» وأوضح العبيدي أن ما عاشه الحزب من هزة بعد انتخابات المانيا زاد في تمتين العلاقات أكثر وحمس الجميع لتقديم أفضل ما لديهم للانتخابات البلدية القادمة. وبخصوص موقف النداء من دعوة الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق وقبوله من طرف حافظ قائد السبسي وما إذا كان يعني رسميا نهاية العلاقة بين النداء والنهضة، قال العبيدي ان الحزب عبر عن موقفه الرسمي في بيانه الأخير حيث الموقف الأخير يبقي للهياكل الحسم الأخير .» واعتبر المتحدث أنه «من السابق لأوانه الحديث عن تحالف مع المشروع حيث لم نطلع على اَي وثيقة أو فكرة قد تحيلنا الى ذلك باستثناء الرجاء الذي صدر عن مرزوق». وعن الشروط الصادرة عن حزب المشروع للعمل المشترك مع النداء قال العبيدي ان النداء لن يقبل باي شروط أو املاءات فالانفتاح على الآخر لا يعني ان يقفز الفرع على الأصل. فهل ينجح النداء في استعادة ما ضاع منه منذ مؤتمر سوسة 2016؟ وهل تكون عودة مرزوق المنتظرة التي يبحث عنها النداء؟ أم سيكون النداء مدخلا لمرزوق لتحقيق طموحه بميراث الأب المؤسس؟