صدمت التونسيات صباح أمس بقرار يقضي بمنع دخولهن إلى الأراضي الإماراتية استنادا إلى منشور نسب إلى شركة طيران الإمارات يقضي بمنع التونسيات من السفر إلى وعبر دولة الإمارات باستثناء التونسيات المقيمات بالإمارات وحاملات جواز سفر ديبلوماسي ولم يحدد المنشور أسباب هذا القرار. هذا القرار الذي خلق إرباكا واضطرابا صباح أمس بمطار تونسقرطاج الدولي وأثار موجة من الاستياء في صفوف المسافرات، سرعان ما تم التراجع عنه ظهر أمس حيث سمحت شركة الطيران الإمارتية للتونسيات بالسفر على متن طائرتها من مطار تونسقرطاج الدولي والمتوجهة إلى دبي. لكن الغموض لا يزال سيد الموقف في ظل وجود أسئلة حارقة تبقى دون إجابة لعل أبرزها: ماهي الأسباب التي دفعت بشركة طيران الامارات إلى اتخاذ مثل هذا القرار ثم التراجع عنه دون تقديم توضيحات شافية حول أسبابه؟ وفي محاولة لتقديم توضيحات حول هذه المسألة لا سيّما الأسباب التي دفعت بشركة طيران الإمارات إلى اعتماد هذا الإجراء، أكد بوراوي الأمام المكلف بمكتب الإعلام في مكتب وزارة الشؤون الخارجية أمس في تصريح ل «الصباح» أن الوزارة بصدد معالجة المسألة بصفة رسمية كما أن سلطة الاشراف طالبت بتقديم توضيحات والتراجع عن اعتماد هذا الإجراء قائلا: «مارسنا صلاحياتنا وطلبنا التراجع عن هذا القرار»، مؤكدا في السياق ذاته أن الخارجية تفاجأت بهذا القرار حيث لم تتلق اشعارا مسبقا بشأنه، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الخارجية ستصدر بيانا في الغرض. تجدر الاشارة الى أن هذا القرار المفاجئ كانت له تداعياته أمس على مطار تونسقرطاج حيث تمّ منع كل امرأة تونسية مهما كان سنها من الصعود على متن الطائرة حتى وإن كانت مرفوقة بقرينها، سواء كانت في اتجاه الإمارات أو في رحلة عبور مما خلق حالة من الفوضى والإرباك، وفقا لما نقلته وات. وقد سادت أمام مكتب التسجيل التابع للناقلة الامارتية حالة من الفوضى والاحتقان في صفوف المسافرات في ظل غياب أي معلومات بخصوص أسباب المنع وإمكانية استرجاع الأموال كما عبرت المسافرات ل(وات) أن قرار المنع فيه إهانة للمرأة التونسية وتعد على حقوق المسافرين المتحصّلين على تأشيرات وكذلك على تذاكر سفر، ونقلت (وات) شهادات لنساء أكّدن من خلالها أنهن منعن من القيام بإجراءات التسجيل رغم حصولهن على التأشيرة مقابل السماح لأزواجهن بالتسجيل. وفي نفس السياق أكد مساعد رئيس الرحلة، في تصريح ل(وات) بلوغ تعليمات، عن طريق رسالة الكترونية، تقضي بعدم قبول أي امرأة تونسية على متن خطوط الشركة في اتجاه الإمارات باستثناء المتحصلات على الإقامة أو صاحبات جوازات السفر الدبلوماسية دون تحديد سن معينة أو تاريخ انتهاء هذه الإجراءات. كما أكد ل»الصباح نيوز» مصدر من مطار تونسقرطاج أن شركة الطيران الإماراتية وزعت منشورا على جميع شركات الطيران يقضي بمنع التونسيات اللواتي يحملن تأشيرة أو سيعبرن الإمارات إلى بلد آخر من السفر مؤكدا أنّ حالة من الاستياء سادت المسافرات التونسيات . وتجدر الإشارة إلى انه على خلفية قرار منع سفر التونسيات إلى الامارات الذي خلق اضطرابا في مطار قرطاج الدولي فان الإدارة العامة للطيران المدني بوزارة النقل قامت بالتدخل لدى سلطة الطيران المدني بدولة الإمارات قصد رفع هذا الإجراء نهائيا نظرا لمخالفته للقوانين والتراتيب المعمول بها دوليا في مجال الطيران المدني، داعية الشركة لاحترام القوانين الدولية في مجال النقل الجوي. وأكدت الوزارة على أهمية التعاون التونسيالإماراتي في قطاع النقل مشددة في ذات السياق على متابعتها للموضوع للتأكد من مدى التزام الشركة الإماراتية بما تم الاتفاق بشأنه بخصوص رفع الإجراء المذكور. منال حرزي السفير الإماراتي:منع التونسيات من السفر إلى الإمارات قرار ظرفي اصدرت مساء أمس وزراة الخارجية بلاغا أكدت فيه، قبول سفير دولة الامارات العربية المتحدةبتونس، للاستفسار وطلب توضيحات بخصوص الاجراء المتعلق بمنع التونسيات من السفر إلى وعبر الامارات، حيث أكّد الدبلوماسي الإماراتي أن هذا القرار كان ظرفيا ويتعلّق بترتيبات أمنية، وأنه تم رفعه وتمكين كل المسافرات من المغادرة، وفق نص البلاغ.