افتتاح مهرجان الحوض المنجمي بقفصة يوم الخميس21 ديسمبربالمتلويشهدته ساحة الفنون وحضره وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي الذي طاف والوفد المرافق له واطارات ومسؤولو جهة قفصةوالمتلوي والضيوف في بهو دار الثقافة بالمعارض ومن بينها معرض وثائقي وآخر للصور القديمة والأدوات التراثية من واقع الحياة المنجمية اشتركت فيها جمعية حواء للصناعات التقليدية بالمظيلة والقرية الحرفية بأم العرائس إضافة الى معرض فن تشكيلي للرسامة قمرة نفطي. اما الشارع الرئيسي القريب من ساحة تبسة فقد شهد عرضا ملحميا فرجويا لجمعية عشاق الخشبة بالرديف عنوانه" مشهدية المناجم بين الزغاريد والدموع " للمخرج منصور بوصلاحي الذي كتب لها نصها واعد لها الكوريغرافيا وأخرجها ووزع لها الموسيقى احمد حليمي. ويندرج هذا العرض في اطار تنشيط الشارع وقد تابعه جمهور غفير وتفاعل معه وتابعه بانتباه كبير. في اقل من ساعة طاف المخرج وكاتب النص منصور بوصلاحي بين المناجم الأربعة الأهم في المنطقة ورسم بالصوت والصورة والحركة وبلغة شعرية وشاعرية لوحات فيها الغناء والرقص والتمثيل ملحمة تروي مراحل مهمة من حياة سكان الحوض المنجمي وما صبغ علاقتهم بالفسفاط من مشاكل وآلام ووجيعة انطلقت مع اكتشاف الفسفاط وتواصلت إلى يومنا هذا. وقدم مشاهد خلد فيها ذكرى حرب الفسفاط سنة 1885 ومساهمة المنجميين في حركة تحرير تونس من المستعمر الفرنسي وخاصة سنة 1954 وبعد استقلال تونس ذكر مثلا أحداث 26 جانفي 1978 وأحداث قفصة 1980 وثورة الخبز سنة 1984 وأحداث الحوض المنجمي سنة 2008 (انتفاضة المناجم). ولكن ورغم كل هذا الإبداع لم تخل المشهدية من هنات أهمها القصور عن اختيار كلمات اغنية تعبر عن الوضع لشاعر تونسي ولشعراء المناجم ابداعات كثيرة كان من الافضل استغلالها والاستعانة بها لتكون المشهدية تونسية لحما ودما وهذا لان اغنية "عصفور طل من الشباك" لمرسال خليفة واميمة الخليل ورغم جمال كلماتها وروعة لحنها تبقى انتاجا قديما وغير تونسي وبقيت غريبة عن المشهدية وتقريبا مسقطة لذا من الأفضل ومادامت المشهدية جديدة ولم تعرض البحث عن اغنية أخرى ينتهي بها العرض وتخيل وضعية أفضل تثري عرض "المناجم بين الزغاريد والدموع". "الصباح" التقت مخرج المشهدية منصور بوصلاحي بعد انتهاء العرض فصرح بانه أراد أن يبين أن المنجمي ورغم كل ما يتعرض له من اشكال الاضطهاد ورغم كل المآسي قادر على الضحك وانه مطالب اليوم بإعادة إحياء تراثه وأضاف: "أردنا أن ندمج القاصر ذهنيا في الحركة الفنية والثقافية ولم لا في المسرح لان المسرح عقل وروح وجسد وهو الهدف الاسمى للإنتاج الفني لذا قدمنا هذا العرض مع جمعية الاتحاد التونسي لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا فرع النصر بالرديف."