ضمن السّهرات والعروض الفنيّة المبرمجة بالدّورة 37 من المهرجان الدّولي للزّيتونة بالقلعة الكبرى أحيا الفنّان الشّاب مرتضى الفتيتي ليلة أمس الأوّل سهرة فنيّة حضرها جمهور متوسّط العدد أغلبه من الشّباب الذي حظي بالاستمتاع بطبق فنيّ متنوّع وزاخر من خلال ما تضمّنه من أنماط موسيقيّة وإيقاعيّة فحضر كلّ من "المونولوغ " والموّال والقصيد واللغة الدّارجة في مجموع الأغاني التي نجح مرتضى إلى حدّ كبير في أدائها بأسلوبه الفنيّ فأمتع الجماهير متوسّطة العدد التي تفاعلت وتماهت مع مضامين أغانيه وما حملته من مشاعر وأحاسيس فقدّم كوكتالا لأشهر أغانيه بداية بأغنية "أحبّك" فموّال "لو كان لي قلبان" لينتقل بعدها مباشرة لأغنية "طاف طاف " و"على الجرجار" وأغنية "ماسمعو كلامو" التي كشفت سموّا ورفعة في التّعامل والتّفاعل بين الشّاب الموهوب وجمهوره الحاضر وبصفة خاصّة من الفتيات اللاّتي أبدين حفظا جيّدا لأغلب أغاني مرتضى ممّا جعله يفسح لهنّ مجال الغناء والاكتفاء بدعوتهنّ للالتزام بالإيقاع لينخرط بعد ذلك في مشاركة جمهوره بالرّقص وهو ما عزّز روح الانسجام بين الطّرفين وألهب التّفاعل وجعل الفنّان الموهوب صاحب الصّوت الشجيّ يفكّر في تغيير النّسق وتعديله بهدف تلطيف الأجواء والحطّ من منسوب الحماس والانتشاء لدى الحاضرين فغنّى " يا رايح وين مسافر " وأغنية العملاق لطفي بوشناق "ريتك ما نعرف وين" ليعود إثرها إلى مواصلة أداء أجمل أغانيه فغنّى "فقري" و"ملك العشق" و"الزهايمر" وأغنيّة "برجوليّة " ليكشف مرتضى حنكة وصنعة تجاوزت الأداء المتميّز لجملة ما غنّى والحضور الرّكحي المميّز لتشمل قدرة في التحكّم في نسق ومجريات سهرة اختار فنّانها أن يجعل ختامها وصلة لأغنيتين تنهلان من الموروث الشّعبي وموسيقى المزود اختيار تعمّده مرتضى الذي أراد من خلاله تثمين فنّ "المزود" الذي اعتبره من وجهة نظره الشخصيّة وخلافا للفكرة السّائدة لدى الطّبقة المثقّفة فنّا أصيلا ومحترما جديرا بالتّشجيع وهو ما دفعه لاختتام السّهرة بأغنية "مظلومة يا دنيا " وأغنية "هكدولالي.. واش يقولو فيها " ليودّع مرتضى بعدها مباشرة وبعد مضيّ نحو ساعة ونصف من الغناء الجمهور الحاضر تحت وابل من التّصفيق والتّشجيع الذي لم يرافق الثّلاث سهرات السّابقة رغم القيمة الفنيّة للعروض نتيجة للحضور الجماهيريّ المحتشم الذي تسبّب في إحراج هيئة المهرجان ونال من نفسيّة ومعنويّات من اعتلى مسرح دار الثّقافة من فنّانين وممثّلين , حضور ضعيف أرجعه البعض إلى العوامل المناخيّة وبرودة الطّقس في حين حمّل عدد من المتابعين للشّأن الثقافي الأسباب إلى ضعف الدّعاية لمختلف فقرات المهرجان وعروضه وقلّة التّنسيق وغياب الانسجام بين المجموعة وهو ما يفسّر انسحاب الكاتب العام لجمعيّة المهرجان أيّاما قليلة قبل انطلاق الدّورة 37 فضلا عن تخلّف السّلط المركزيّة والجهويّة والمحليّة عن مواكبة اليوم السياحي الذي كان يعدّ في سابق الدّورات من أبرز الفقرات وأنجحها الأمر الذي يستوجب تعديل الأوتار ومراجعة عديد المسائل. أنور قلاّلة