تونس 1 سبتمبر 2010 (وات) - الى عالم فني طربي لا يملك مفاتيحه الا كبار المغنين ،اخذ الفنان لطفي بوشناق ليلة الاثنين جمهوره الذي حضر باعداد وافرة ملأت مقاعد المسرح البلدي بالعاصمة ،فحلق به بصوت نادر بين الموشح والموال والطقطوقة والاغنية الملتزمة والواقعية ،بما جعل السهرة التي تواصلت لاكثر من ساعتين احد انجح سهرات الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان المدينة. والبرنامج الغنائي الذي قدمه بوشناق رفقة فرقة وترية يكونها امهر العازفين اختلفت بشكل طفيف عن عرضه الناجح في مهرجان قرطاج الدولي خلال الدورة الماضية،حيث حافظ على اهم الاضافات الغنائية التي تضمنها العرض المذكور من اغاني جديدة ونجاحات قديمة مع تسجيل بعض الاختلاف تماشيا وطابع السهرة. واختار "سفير الاممالمتحدة"، ان ينطلق في عرضه باغنية "عجبي منك ومنك عجبي" لرفيق دربه الشاعر ادم فتحي ليمر بعدها الى الارتجال والادوار مثل دور "نصحى في عز النوم من حلمنا" ثم الى الطقطوقة مثل "حبيتك وتمنيتك ونسيت روحي معاك" . كما واصل بوشناق في هذا الحفل تنفيذ مشروعه الغنائي لتقديم المهن ذات الطابع الانساني والذي يشترك فيه مع الشاعر المصري ماجد يوسف ،فقدم اغنية "الجنايني" التي تصف يوميات الرجل وتدعو لاحترامه،بما يحيلنا الى اغاني سيد درويش مطرب الواقعية في مصر ويؤكد تواصل النضج الفني للطفي بوشناق الذي لم يسجن نفسه في قالب فني واحد بل طوع صوته وثقافته الموسيقية ليكون فنانا يغني للناس ويساهم في نشر القيم الانسانية. وظل بوشناق وفيا لاغانيه ذات المواضيع الملتزمة بقضايا الانسانية فغنى لفلسطين وشدا "عجيبة الدنيا وغريبة" وغيرها من الاغاني التي صنعت نجاحه مثل "نساية" و"ريتك ما نعرف وين" ليختم حفله بمفاجاة لجمهوره يقدمها لاول مرة في حفل عام وهي اغنية "انزاد النبي" التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. سهرة الفنان لطفي بوشناق اضاءت بقوة ليلة من ليالي المدينة وستظل ذات وقع خاص على جمهور المهرجان باعتبارها اولا ليلة طرب حقيقية وثانيا لان نجمها قدم كل الاصناف الفنية الطربية الشرقيةوالتونسية لجمهوره من رصيده الخاص ومن مشروعه الغنائي.