◄ دعوة ملحة لاستغلال المنطقة الاثرية والتراثية وبإدراجها في المسلك الثقافي والسياحي الجديد اسدل الستار عن الدورة الرابعة لمهرجان الحوض المنجمي بالمركز الثقافي على جيدة بقفصة التي تواصلت أيام 21، 22، 23 ديسمبر 2017 ،على امل ان يصبح مهرجانا وطنيا ومتوسطيا تشارك فيه البلدان التي توجد فيها مناجم في بلدان البحر الأبيض المتوسط . وقد اشتمل الاختتام على ندوة حماية التراث الصناعي بالمناطق المنجمية التي تراسها الأستاذ عبد الحميد الطبابي وحاضر فيها الدكتور منذر ابراهمي حول الاكتشافات الاثرية بالحوض المنجمي وافاق التنمية» والدكتور عثمان برهومي حول «التراث المادي والثقافي احد الركائز الحضرية لمدن الحوض المنجمي»، وعلى تكريم البعض من المبدعين البارزين في مجالات الثقافة والاعلام والبحوث مثل محمد الفائز المقدمي مؤسس مصائف أبناء عمال المناجم والكاتب المغربي محمد العرجوني وفرج الفزاني من ليبيا والراحل إبراهيم بن سلطان والشاعر الراحل احمد المختار الهادي (سلم لابنه نزار المختار). وخلال تلاوة البيان الختامي دعيت شركة فسفاط قفصة لتخصيص منحة قارة للمهرجان وعبر المنظمون عن رغبة في ان يتم عقد المهرجان في الصيف للتمكن من تنظيم الفعاليات في فضاءات مفتوحة، واكدوا على ضرورة بعث المتحف الوطني للمناجم، وقد جاء في البيان الختامي أيضا ان الدورة الرابعة من مهرجان الحوض المنجمي بقفصة، المتلوين، الرديف، ام العرائيس، المظيلة والتي تمت تحت شعار المحافظة على التراث الصناعي والثقافي سبقتها ثلاث دورات كانت ناجحة واستطاعت ان تحقق مكتسبات واشعاع وسعت هذه الدورة الى تجذير الخصوصيات المنجمية في المهرجان وبرمجة ما ينسجم مع هذه الخصوصيات في مختلف المدن المنجمية. المدن المنجمية كانت غنية ومتطورة مقارنة ببقية المدن التونسية في محاضرته اكد الدكتور منذر البرهومي انه بعد ما تم اكتشافه في الحوض المنجمي من آثار رومانية ورسوم جدارية ومناطق اثرية (منطقة عين الكرمة، ومنطقة جبل الخنفوس ومنطقة ديار الحجر ) يمكن ان تدخل منطقة الحوض المنجمي حيث توجد مدينة كابرابيكتي ذات الثراء الحضاري والعمق التاريخي والاثار الدالة عليها في المسلك السياحي والثقافي الجديد. وحتى يتم استغلال كل هذا الثراء والاستفادة منه لا بد من وعي جماهيري ووعي مؤسساتي للمحافظة على التراث وعلى المجلس الجهوي وكل المجالس المحلية بجهة قفصة ان تهتم وتحرس تراث المنطقة. اما الدكتور عثمان البرهومي فقد تعرض في محاضرته إلى ثلاثة محاور هي 1)التراث المادي والثقافي لمدن الحوض المنجمي 2)التراث ركيزة حضارية أساسية 3)دور الذاكرة في الحفاظ على هذا التراث واستثماره في تنمية الجهة. ورأى البرهومي ان تراث مدن المناجم هو جزء من التراث المادي لتونس ولمنطقة البحر الابيض المتوسط كما نشترك فيه مع الجزائر والمغرب وفرنسا وإيطاليا .ودعا للمحافظة على تنوع التراث المادي باعتباره تراثا للإنسانية لأنه معرض للانقراض وقال: «ان منطقة الحوض المنجمي هي متحف مفتوح غير ان السكان ليسوا واعين بذلك وبما يمكن ان يقدمه لهم اذا تم استغلاله بطريقة ذكية.» بالعودة لتاريخ مدن الحوض المنجمي لاحظ المحاضر انها كانت مدنا متطورة وغنية مقارنة ببقية المدن التونسية ويمكن مقارنتها بالمدن المنجمية الفرنسية في رفاه عيش سكانها كما اكد ان الجنسيات المختلفة والديانات المختلفة التي كانت تعيش في مدن المناحم لم تكن بينها صدامات حتى ان فرنسا بنت المساجد والسكان لم يروا مانعا من بناء الكنائس ولكن في حرب التحرير رفع عمال المناجم السلاح في وجه المستعمر الفرنسي. اما اليوم فان مناطق الإنتاج ووسائله مهملة ولا حارس عليها يمكن لأي كان ان يستبيحها ويأخذ منها ما يريد. وتساءل:» كيف نحمي التراث الصناعي في الجهة ونجعل منه قاطرة لاقتصاد المنطقة علما بان الفسفاط مازال قادرا على تقديم الكثير للحوض المنجمي بكل مدنه ويمكن ان يشع من جديد؟.» الانسان المنجمي مختلف تبعا لطبيعة المناخ وفي حديثه عن الانسان المنجمي لاحظ عثمان البرهومي انه قد يكون مختلفا تبعا لطبيعة المناخ ونوعية العمل وخصوصيته باعتبار المخاطر التي يتعرض لها عامل المنجم حيث انه لا احد خرج من «المينا» دون إصابة في أي مكان في جسمه او كسرا او إعاقة في عضو من أعضائه وهو ما يدفعنا للقول بان حياة الانسان انطبعت بهذا النوع من العمل و لكن هذا لم يكن يمنع القيام بالعمل بجهد وتفاني وابتهاج وكانت قوة العمل هي قوة الانسان وعمال المناجم كان لديهم وعي بان تونس ستتحرر وان فرنسا لن تتحكم فيها دائما.»وعن كيفية ادخال الحوض المنجمي هذا المتحف المفتوح في المسلك السياحي اقترح الدكتور عثمان البرهومي تأطير طلبة يحبون العيش في هذه الربوع وتثمين واستغلال الكتابات والاكتشافات التاريخية التي تخصها. اما عن التنوع الثقافي الذي تتحلى به المنطقة فيعود حسب رأي المحاضر الى الاستعانة بالجزائريين وغيرهم من الجنسيات العربية والأجنبية الناتجة عن رفض سكان المنطقة ان يتراس بعضهم البعض وهذا نتجت عنه بينية تحتية جاهزة للثقافة كقاعات السينما في كل مدينة وأماكن للترفيه... وقال:»المحافظة على هذه البنية التحتية الجاهزة وعلى ذاكرة المنطقة مسؤولية جماعية ولا بد من توجيه الاعلام والباحثين والمثقفين الى هذا الحوض لتثمينه وليتم استغلاله بطريقة افضل لأنه جزء من هويتنا لا بد من استثماره بعيدا عن الانبتات او الانغلاق على هذا التراث. ◗ علياء بن نحيلة مدير مهرجان الحوض المنجمي محمد عمار شعابنية ل"الصباح":"تم تنفيذ كل البرنامج والاشكالات خارجة عن نطاقنا" في نهاية الدورة الجديدة لمهرجان الحوض المنجمي صرح الشاعر محمد عمار الشعابنية مدير المهرجان ل"الصباح" بانه: "تم تنفيذ جميع فقرات المهرجان بحسن تنظيم فنجح بعضها نجاحا باهرا وتم بعضها وهو قليل بتقلص المشاهدة نتيجة انخفاض درجات الطقس، وهذا ما جعلنا في توصيات البيان الختامي ندعو إلى أن تنجز الدورة المقبلة خلال أوت أو سبتمبر أو عطلة شهر أكتوبر." وفي خصوص النقد الذي وجهه له البعض على صفحات التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» افادنا مدير الدورة الرابعة بانه من حسن الحظ أن جميع الذين شاكسوه بالفايسبوك أو تدخلوا بانتقادات لا اعتبار لهم ثقافيا أو ممن لم تتم دعوتهم للمشاركة لعدم انتمائهم إلى الأدب المنجمي وقال شعابنية:»قال أحدهم متهجما إنني سبعيني وأنا رجل ستيني شاب شعره باكرا وربما يجهل أن العديد ممن يشرفون على تظاهرات ثقافية أو أنشطة كبيرة هم سبعينيون وثمانينيون لأن العمل الثقافي لا علاقة له بالبدن وأذكر من بينهم جميلة الماجري التي كلفت بإدارة أيام قرطاج الشعرية والفاضل الجزيري والفاضل الجعايبي ورضا فرحات ومنى نور الدين وهشام رستم كما أن العديد ممن تجاوزوا سن السبعين لا الستين فقط قد أداروا مهرجانات «كان» السينمائي و»ريو دي جينبرو» الكرنفالي ومعرض الكتاب بمصر وغيرها.» واضاف :» اما في خصوص ادعاء البعض بان مدنا من الحوض المنجمي لم تنل فعاليات كثيرة وكبيرة، فارد على ذلك بالقول إن المنحة المالية الواحدة المتأتية من وزارة الثقافة لا تستطيع أن تحقق أنشطة واسعة وشركة فسفاط قفصة لم تقدم أيّ دعم مالي للمهرجان.» وفي خصوص بعض الإشكالات التي حدثت خلال هذه الدورة قال الشاعر شعابنية انها:» إشكالات خارجة عن نطاقنا مثل اجراء مفاجئ تم في اليوم الأول من المهرجان وتمثل في تغيير إقامة الضيوف من نزل شمال المدينة إلى نزل آخر يبعد عنها بعشر كيلومترات وقد اعتبر الشعراء والكتاب وأهل الفن السينمائي والتشكيلي أن ذلك إهانة للمثقفين عن قصد مبيّت. كما تقلص عدد الاقامات من 120 في الدورات السابقة إلى 75خلال الدورة الحالية فاضطررنا مثلا إلى إلغاء استضافة فرقة رقص رجالي من المغرب عدد أفرادها 11 عنصرا لاننا لا نقدر على إيوائهم ثلاث ليال..»