«لا يوجد شيء اسمه النسيان.. كل الاحاسيس والأحداث لا تفنى بل تستحدث فهي غير قابلة للاندثار.. هي تتراكم لتظهر مرة أخرى».. ومن يعول على ان للجمهور الرياضي ذاكرة قصيرة تنسى بسرعة الاقوال والأفعال فهو مخطئ.. هذا ما ينطبق على مدرب المنتخب الوطني نبيل معلول الذي اصبح يناقض نفسه هذه الايام بكيفية غريبة ولكنه لا يواجه صعوبة او حرجا في خلق الاعذار وقلب الموازين فمن كان بالأمس لا يستحق المنتخب يصبح بقدرة قادر بطلا خارقا وإضافته مؤكدة .. نتحدث عن حارس الترجي الرياضي معز بن شريفية وحارس النجم ايمن المثلوثي.. فالأول ابتعد منذ ما يقارب شهرين عن مرمى الفريق بسبب تراجع ادائه وتسببه في قبول اهداف سهلة ولعل ما افاض الكاس هو مردوده في مباراة الاهلي المصري.. ليحال على دكة البدلاء ويمنح زميله الجمل شرف حراسة مرمى الفريق ونجح في مهمته بشهادة المتابعين .. وفي الوقت الذي انتظر الكل دعوة هذا الشاب اطل نبيل معلول بفلسفته الخارقة معلنا عن دعوة بن شريفية للمنتخب.. امر اثار استغراب واستعجاب الجميع الذي رأى ان مدرب المنتخب «متلون في علاقاته غير واضح في مواقفه» فهو الذي قال ذات مرة ان عدم توجيه الدعوة لحارس النادي الصفاقسي رامي الجريدي يأتي بسبب ملازمة الاخير لبنك البدلاء وهو غير مستعد لتوجيه الدعوة لحارس احتياطي.. اذا بما يفسر دعوة بن شريفية الاحتياطي؟ ولم صمت عن اصل الحكاية وهي تجميد الجريدي قد يكون بسبب خلاف بين الاخير والجامعة التونسية لكرة القدم.. تبريرات معلول فيما يخص اختياراته كانت من قبيل الضحك على ذقون الناس فبن شريفية تحول بقدرة قادر من حارس احتياطي الى «ناير» تونس حسب تصريحات معلول الاخيرة وان دعوته كانت في محلها وإضافته مؤكدة للمنتخب الوطني.. والمثلوثي الذي تحتفظ له الذاكرة الرياضية وجماهير النجم خاصة بمردود سيء للغاية ضد الاهلي وجهت له الدعوة وكأن غيابه عن المنتخب يعد جريمة.. ويبقى توجيه الدعوة لكوليبالي الذي لم يتحصل بعد على الجنسية التونسية من اقوى الصفعات التي وجهت للاعبين تونسيين يشغلون نفس خطته بل تعتبر اهانة لهم بما ان منهم من قدم مردودا افضل منه.. وكان على معلول انتظار استكمال اجراءات التجنيس ليستدعيه فالتربصات لن تنتهي وكما يقول المثل «كن ذكيا ولكن لا تخبر الاخرين بذلك» ولكن معلول لم يكن ذكيا واخبر الجميع بذلك.. بما انه الحاكم بأمره في الجامعة ولا يخشى لومة لائم والسبب التأهل للمونديال الذي حقق من سبقه جزءا كبيرا منه وجمع المنتخب رصيدا هاما من النقاط قبل قدوم معلول الذي اصبح بطل الترشح والمدرب الخارق..