العديد من التونسيين تكبدوا عناء السفر نحو عواصم عربية وعلى متن شركات طيران مختلفة من أجل الوصول إلى الإمارات والعودة منها بعد تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية من تونس وإليها، حيث قضى عديدون ساعات طوال تفوق ال24 ساعات من أجل الوصول إلى الإمارات أو العودة منها هذا بالإضافة إلى آخرين لم يتسن لهم السفر ما دفعهم لرفع قضايا ضد الخطوط الإماراتية. إذ مازالت تداعيات الأزمة بين تونسوالإمارات تلقي بظلالها على تنقل المسافرين بين الدولتين وعلى نشاط شركات طيران البلدين إلى تونس إلى حين تمكن الشركة من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية. تداعيات الأزمة على وكالات الأسفار تبدو وخيمة لا سيما وأن عددا من التونسيين اقتنوا تذاكر سفر على متن شركة الطيران الإماراتية مع القيام بالعديد من الحجوزات في النزل ببعض الوجهات البعيدة خاصة للاحتفال برأس السنة وهو ما يحتم اليوم على وكالات الأسفار إيجاد حل مناسب لهذه الحجوزات لا سيما تلك التي تمت في نزل في الإمارات. تعويضات وحول هذه الإشكاليات ذكر محمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار ل»الصباح» أن المشكل بالنسبة لوكالات الأسفار التونسية تقني بحت وستعمل الوكالات على اتخاذ القرارات المناسبة في خصوص المسافرين الذين اقتنوا تذاكر سفرهم على متن الناقلة الإماراتية وحتى الذين قاموا بحجوزات في وجهات سياحية مختلفة وحتى الإماراتية منها، وشدد التومي أنّ شركة الخطوط الإماراتية تعهّدت بتأمين سفر التونسيين الذين اقتنوا تذاكر للسفر على متن خطوطها عبر خطوط أخرى على نفقتها أو إرجاع تكلفة تذاكر السفر كما أفاد أنه تم أمس عقد اجتماع مع محاميي الجامعة من أجل النظر في الجانب القانوني للمسألة وأكد أنه بإمكان المسافرين رفع قضايا على الناقلة الإماراتية من أجل الحصول على تعويضات جراء الضرر الذي لحقهم. وأكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أنه بالإمكان السفر عبر ناقلات أخرى لكن يجب تجنب النزول في مطار الإمارات لأن هذا من شأنه أن يتسبب في إشكال وهو رفض السلطات الإماراتية نزول أي تونسي على أراضيها وهذا من شأنه أن يعمق الأزمة بين البلدين، ودعا في ذات الصدد التونسيين، وبهدف تجنب أية تصعيد بين البلدين إلى إلغاء سفرهم نحو الإمارات. الصينيون وشركات نقل البضائع.. الأكثر تضررا من جهة أخرى كشف التومي أن الأزمة الراهنة من شأنها أن تأثر على توافد السياح الصينيين على تونس على اعتبار أنهم يسافرون على متن شركة الطيران الإماراتية، خاصة في الوقت الذي يشهد فيه عدد القادمين من الصين إلى بلادنا ارتفاعا هاما فاق 100 بالمائة، حيث بلغ عدد الوافدين على بلادنا إلى غاية 20 ديسمبر الجاري حوالي 18 ألف سائح مقابل حوالي 8 آلاف سائح خلال نفس الفترة من السنة المنقضية، وأشار أن هذا العدد من المنتظر أن يرتفع بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية وخاصة خلال رأس السنة الصينية الذي يتم الاحتفال به خلال شهر فيفري من السنة القادمة 2018 . كما أفاد أن شركات نقل البضائع من أهم المتضررين من قرار تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس كونها لم تعد قادرة على النزول على الأراضي الإماراتية وهو ما من شأنه أن يعطل عمليات التصدير التي تتم من تونس نحو وجهات بعيدة على أن تكون الإمارات أحد محطات رحلاتها. وشدد رئيس جامعة وكالات الأسفار على وجوب تطويق الأزمة الراهنة حتى لا تعمق مشاكل وكالات الأسفار التي تعيش على وقع انهيار كبير من حيث النشاط منذ سنوات ما جعل العديد منها توقف نشاطها.