ساهمت موجة البرد التي شهدتها جهة بنزرت في الفترة الممتدة من 10 الى 26 ديسمبر الجاري في تزايد حالات الاصابة بالنزلات بأنواعها وقد توافد على المراكز الصحية عدد من المرضى بلغت نسبتهم 6 % من المجموع العام لطالبي العلاج وهي نسبة عادية حسب معدلات المنظمة العالمية للصحة لكن التغير المناخي المفاجئ خلف4 وفايات اضافة الى29 مصابا بفيروسH1N1 يتابعون العلاج بمؤسسات صحية خاصة وعمومية مما اثار التساؤلات حول الوضع الوبائي في الولاية واستعدادات الادارة الجهوية للصحة لمواجهة النزلة الوافدة . سعيا لكشف حقيقة الوضع الصحي اتصلت «الصباح» بالدكتورة ابتسام بلانكو مديرة الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة ببنزرت التي اوضحت ان الظروف المناخية في الفترة الماضية كانت ملائمة لانتشار فيروس»القريب» في الجهة وقد فرضت استنفار اعضاء خلية اليقظة الجهوية ومنتسبي مراكز الترصد السبعة الموجودة في الولاية لحصر ومتابعة حالات الاصابة بالفيروس التي تمثل خطرا خاصة على الفئات المهددة وهي الرضع والحوامل والمسنين والمصابين بامراض مزمنة وضعيفي المناعة بصفة عامة والاطار الطبي وشبه الطبي القائم على معالجة المرضى وقد افضت عمليات الرصد الى اكتشاف عدد من الحالات ثبت اصابة 29 منها بالنزلة تم اخضاعهم للعلاج وتمكن اغلبهم من مغادرة المؤسسات الصحية بعد الشفاء التام فيما بلغ عدد الوفيات اربع حالات منها طفل في الخامسة من العمر وشيخ في السبعين. الوقاية أفضل علاج الدكتورة اضافت ان الخطتين الجهوية والوطنية لمقاومة الفيروس تعتمدان كثيرا على الجانب الوقائي فمباشرة اثر استقبال المصابين بالنزلة يتم الفصل بينهم وبين بقية المرضى سواء في المؤسسات الصحية العمومية او الخاصة للتقليل من فرص العدوى والتعهد بهم ثم السماح لهم بالعودة الى منازلهم بعد العلاج فتتواصل متابعتهم وتوجيههم وعائلاتهم وحتى عموم المواطنين للقيام بالتلقيح وغسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات في اليوم واستخدام منديل ورقي عند السعال والعطاس وتهوئة المنازل والاستفادة من اشعة الشمس وخاصة عدم الاحتكاك اللصيق بالمرضى المصابين بالنزلة التي تكون اعراضها حمى تفوق 38 درجة وسعال وعطس والام ووهن في كامل الجسم وقد يتطور الامر في بعض الحالات الى التهابات بالجهاز التنفسي وصعوبات في التنفس وظهور مخاط متعفن واحيانا يصاحب هذه الاعراض تشنج للأعصاب خاصة لدى الاطفال. وقد نبهت مديرة الصحة الوقائية الى ضرورة لزوم المرضى لمنازلهم والمحافظة على مسافة لا تقل عن متر مع الاخرين وتناول الاطعمة الساخنة على شكل حساء او «الجاري» حسب التقاليد التونسية والمشروبات الدافئة والاكثار من اكل الغلال الغنية بفيتامين ج مثل الليمون والبرتقال وشرب الكميات اللازمة من المياه مع التزام الراحة التامة.. واكدت بلانكو على حتمية الاتصال بالوحدات الصحية عند كل طارئ. وعن سؤال "الصباح" حول خطة الادارة الجهوية للتعامل مع الفيروس في الوسط المدرسي الذي سيشهد عودة الالاف من الاطفال يوم 2 جانفي القادم بعد نهاية عطلة الشتاء اوضحت الدكتورة ان خلايا العمل الطبي والاجتماعي المدرسي ستقوم بعمل توعوي للتلاميذ والمربيين وستهتم كل خلية برصد التغيرات الصحية وتقوم بالإعلام عنها اولا بأول.. وذكرت بان إدارة الطبّ المدرسي والجامعي قد انطلقت منذ بداية السنة الدّراسيّة والجامعيّة في القيام بحملات توعويّة وتحسيسيّة لفائدة التلاميذ والطلبة للوقاية من النزلة الموسميّة واكدت في الاخير ان الادارة الجهوية للصحة مستعدة لتتعاون كذلك مع ادارات المصانع والشركات الكبرى في الولاية وجاهزة لتقديم المعلومات المفيدة للعمال والاطارات وتثقيفهم صحيا كلما اقتضت الحاجة. لا خوف من التلاقيح يوم الخميس 21 ديسمبر2017 اصدرت وزارة الصحة بلاغا جاء فيه ان التلقيح ضدّ النزلة الموسميّة أنفلونزا الخنازير ليس إجباريا وإنّما منصوحا به لفائدة الفئات الأكثر عرضة لخطر الفيروس وهم النساء الحوامل والمسنين والأشخاص والأطفال المصابين بأمراض مزمنة ويتم التلقيح طبقا للمنشور الرسمي الذي تضمّن جميع اجراءات الوقاية الضّروريّة وهو متوفّر في الصيدليّات بالكميّات اللازمة. ولكن موضوع التلاقيح اثار جدلا في بلادنا خاصة بعد صدور مقال في جريدة ليبيراسيون الفرنسية بتاريخ 12 ديسمبر2017 كشف عن خطورة بعضها الموجه ضد فيروس H1N1. وتداعياته السلبية.. سألنا الدكتورة بلانكو عن صحة هذه المعلومات وهل يوجد خطر حقيقي على صحة المواطنين.. فكانت الاجابة حاسمة بالنفي اذ ان تداول اي تلقيح في البلاد التونسية يخضع لشروط صارمة سواء عند الاستيراد الذي يسبقه متابعة دقيقة في بلد المنشأ والتأكد من غياب اثاره الجانبية على المستهلكين كما تتم مراقبة توزيع اللقاح في بلادنا مع الحرص على توفير ظروف خزن ملائمة.