أنهى مؤخرا الثلاثي الموسيقي المتكون من عازف الإيقاع التونسي عماد العليبي والفنان منير الطرودي وعازف «الترونبات» الفرنسي ميشال مار تسجيل ألبوم فني اختارا له عنوان «صالحي» ويجمع في تفاصيله بين أنماط مختلفة من موسيقات العالم على غرار الجاز والموسيقى الصوفية والروحية والفلكلورية التقليدية الموغلة في البداوة، باعتبار أن هذا الألبوم يضم أغاني ومقطوعات موسيقية من التراث التونسي وأخرى قصائد وأشعار للحلاج. هذا ما أكده صاحب فكرة هذا المشروع العازف التونسي عماد العليبي ل»الصباح» في حديثه عن هذا المشروع الفني. فقال: «صحيح أني صاحب فكرة هذا المشروع التي أردتها تكريما لهذا النمط من الموسيقى عرضتها على العازف العالمي القيدوم ميشال مار الذي خبر الفن ورافق عديد نجوم الفن في العالم في عروضهم في مناطق عديدة من العالم وهو حاليا في عقده السابع من العمر. ولكن هندسة تفاصيل هذا المشروع الفني النوعي كانت مشتركة بين ثلاثتنا». وبين أنهم نجحوا ثلاثتهم في الانتهاء من صياغة هذا العرض الذي يدوم حوالي ساعة وعشرين دقيقة وذلك بعد إقامة فنية اختاروها بجنوب فرنسا. ليدخلوا في سلسلة من العروض هناك. وحول تفاصيل الهدف من هذا المشروع أفاد عماد العليبي أنه عمل فني بامتياز خال من أي نفس تجاري الأمر الذي صعب عملية إنتاجه خاصة فيما يتعلق بدعم أي جهة. وأضاف في نفس السياق قائلا: «ما يهمني حقيقة هو أن أقدم عملا مقنعا وناجحا بالمقاييس الفنية والثقافية و»التجاري» مسألة لا تتماشى مع هذه النوعية من الأعمال لذلك وجدت صعوبة كبيرة في إنتاج هذا العمل لأن الإمكانيات محدودة والإنتاج الفني اليوم أصبح عملية جد مكلفة». وعلل ذلك بكون الموسيقات البديلة تظل رهينة النسق البطيء الذي تتحكم فيه الإمكانيات المادية تحديدا فيما أكد أنه سيواصل إصراره على المضي في نفس الخط الفني الذي اختاره. وأوضح في سياق آخر أنه وبعد نجاح العروض التي قدمها هذا الثلاثي في فرنسا وفي بلدان أوروبية أخرى اتفقوا على تسجيله وإصداره في شكل «ألبوم» غنائي. وبالعودة للحديث عن الأغاني أفاد محدثنا كل طرف من هذا الثلاثي ساهم في تثبيت نفسه وميولاته الفنية لينعكس ذلك في الخط العريض للأغاني وهي الإيقاعات المتوسطية التقليدية التي قدمت الصالحي بلونه الجبلي البدوي الموغل والمنفتح في نفس الوقت على الموسيقى الطربية والصوفية والروحية من ناحية والجاز من ناحية أخرى. وذلك من خلال الأغاني والقصائد التي تضمنها على غرار «لقد كتمت الهوى» أو «شيراز» للحلاج في نسبة لمدينة شيراز بإيران و»وحش السرى» وغيرها من المقطوعات والأغاني الأخرى التي قدمها العمل في توزيع جديد. وفي جانب آخر من حديثه عن نفس المشروع أفاد عماد العليبي انه تم ضبط برنامج عروض مطولة لعرض «صالحي» ستكون الأولى في إطار سلسلة من العروض بعدة مدن بالجزائر خلال شهر فيفري القادم وسلسلة أخرى من العروض بعدد من المدن والمناطق بفرنسا في شهر مارس المقبل في انتظار توسيع دائرة العروض والتأكد من بقية العروض وتحول المقترحات إلى برنامج بعد الاتفاق مع بقية الجهات الأوروبية والعربية لاحتضان هذا العرض. مشروع تونسي إفريقي من جهة أخرى أكد عماد العليبي أنه وبعد طرح ألبومه الجديد في الأسواق قبل نهاية جانفي القادم سيعود لمواصلة التحضير لعمل جديد وذلك بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع فني جديد يسجل فيه عودته للموسيقى التونسية بالتركيز على جذورها الإفريقية، تشارك في هذا العمل فنانة من بوركينا فاسو إضافة إلى العازف والموزع التونسي خليل الهنتاتي فضلا عن مشاركة موسيقيين آخرين. ويتناول هذا العمل جانبا من تجذر الموسيقى والإيقاعات الإفريقية في الموسيقى التونسية. وأوضح أن هذا المشروع ينتظر أن يرى النور في أواخر صائفة 2018. وعبّر محدثنا عن سعادته بما حققه عرضه «سفر» في نسختيه الأولى والثانية من رواج عالمي خاصة أنه يختار الانفتاح على موسيقات العالم في أعماله المختلفة.