بعد سجنان وما عاشته من تحركات على خلفية انتحار امرأة حرقا تم إلغاء اسم زوجها من قائمة المتمتعين بمنحة العائلات المعوزة. سجلت معتمدية ساقية سيدي يوسف امس حالة من الاحتقان والتوتر جاءت على خلفية حادثة انتحار شاب ثلاثيني شنقا بحي المنجم احتجاجا على وضعيته الاجتماعي وفشله في الحصول على عمل.. حالة من الغضب العام عرفتها المعتمدية شهدت محاولتي انتحار لشابين عاطلين عن العمل تدخل الحضور لاثنائهما عن ذلك. ويبدو انه ورغم اختلاف الاسباب الكامنة وراء اقدام ابناء معتمدية ساقية سيدي يوسف على وضع حد لحياتهم، فقد مثلت قصصهم منطلقا لتحرك جهوي تم خلاله التنديد بغياب التنمية وتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي للجهة والتشهير بسلوك المسؤول الجهوي الذي قام بتوزيع المساعدات الاجتماعية بناء على علاقات شخصية ومحاباة اعتبرها أهالي الجهة حيفا كبيرا في حق من هم في حاجة لتلك المساعدات. واعتبارا للمعطيات التي تحصلت عليها «الصباح» من تقارير المرصد الاجتماعي التونسي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فيمكن القول ان الانتحار ومحاولات الانتحار التي كانت الى حين مرتبطة بالظروف النفسية قد تحولت خلال السنوات الاخيرة التي تلت الثورة كأحد ابرز الاشكال الاحتجاجية الفردية والتصعيدية الجماعية، ترتبط في الغالب بالظروف الاجتماعي والاقتصادية وحالة البطالة الطويلة التي يعيشها الشاب التونسي. ويفيد الرصد الشهري للمرصد الاجتماعي التونسي ان سنة 2017 والى غاية شهر 11 قد سجل 558 حالة انتحار ومحاولة انتحار منها 41 في صفوف اطفال دون ال15 سنة. الثلاثية الاولى التي كانت على امتداد السنوات الماضية ساخنة وتعيش مستوى تصاعديا في نسق التحركات الاجتماعية وتعرف انها الاصعب اقتصاديا قد سجلت 40% منها، اين شهد شهر جانفي79 محاولة انتحار وحالة انتحار وفيفري كان فيه العدد في حدود ال106 اما مارس فقد عرف 50 حالة انتحار ومحاولة انتحار. ومن بين الحالات التي عددتها التقارير الشهرية للمرصد الاجتماعي التونسي خلال الثلاثية الاولى للسنة وارتبطت اساسا محاولات الانتحار او الانتحار فيها بالوضع الاجتماعي والاقتصادي يمكن ان نذّكر ان شهر جانفي2017 سجل محاولة انتحار لأحد الشباب المعتصم في معتمدية القصرين الشمالية والمطالبين بالشغل وقامت في القيروان ام لثلاثة اطفال في الثلاثين من عمرها بالانتحار بسبب أوضاعها الاجتماعية كما قام في نفس الشهر شاب عشريني من ذوي الاحتياجات الخصوصية بجهة فرنانة من ولاية جندوبة بالانتحار بسبب أوضاعه الاجتماعية المتردية وهدد شاب ثلاثيني في معتمدية منزل بورقيبة من ولاية بنزرت بالانتحار امام معتمدية الجهة وذلك في اطار مطالبته بمورد رزق. وخلال شهر فيفري قام شاب اصيل منطقة الشرايطية الجنوبية بولاية القيروان بالانتحار حرقا بعد ما قامت شرطة المرور بمارث بحجز بضاعته المتمثلة في كمية من البنزين المهرب والسجائر. وفي نفس السياق اقدم شاب في العقد الثالث على الانتحار حرقا بجندوبة بسبب عدم تمكينه من تمويل مشروع. كما انتحر كهل سنه 50 سنة من منطقة حفوز مصاب بمرض مزمن احتجاجا على عدم تمكينه من دفتر علاج مجاني ومنحة العائلات المعوزة. وفي حركة تصعيدية هدد عمال الحضائر المعتصمون بمعتمدية فريانة ولاية القصرين بعد مضي اسبوعين عن دخولهم في اضراب عن الطعام خلال شهر فيفري وما اعتبروه لا مبالاة من السلطة بالتهديد بالانتحار الجماعي ونفس الامر قام به شباب اعتصام «هرمنا» بالمكناسي على خلفية عدم تفاعل السلط مع تحركهم.. وفي منوبة قام كهل في العقد الرابع من العمر أب لأربعة أطفال ومطلق وعاطل عن العمل بالانتحار حرقا امام المعتمدية بسبب منعه من قبل العامل المكلف بالزيارات من لقاء المعتمد. اما شهر مارس فقد سجل انتحار مسن في ال60 من عمره من منطقة الرمضانية التابعة لمعتمدية عمدون وهو مطلق وأب لطفلين أحدهما في كفالته، وحسب المعطيات المتوفرة فإن سبب الانتحار يعود لظروفه الاجتماعية الصعبة. وفي معتمدية لالة من ولاية قفصة اقدم كهل على الانتحار وكانت المرة الثانية التي يقدم فيها على محاولة الانتحار بسبب تردي أوضاعه الاجتماعية والمشاكل العائلية. وعاشت ولاية القصرين على حادثة محاولة انتحار طفل سنه 16 سنة احتجاجا على تردي أوضاعه المادية مطالبا من السلط المختصة توفير مورد رزق لعائلته، وقد قام الطفل بتسلق العمود الكهربائي أمام المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة بالشارع الرئيسي بمدينة القصرين محاولا رمي نفسه. كما سجل نفس الشهر محاولة انتحار شاب متزوج سنه 35 سنة، بمنطقة السيجومي، صعد فوق مقر معتمدية حي الزهور وهدد بإضرام النار في جسده مطالبا بالحصول على مساعدات اجتماعية بسبب تردي أوضاعه والفقر الذي يعيشه صحبة أفراد عائلته.