تسلم الكاتب التونسي حمادي صمود جائزة أبو القاسم الشابي للبنك التونسي (لدورة 2017 المخصصة للسيرة الذاتية) عن كتابه «طريقي إلى الحرية» وذلك عشية أول أمس الجمعة 5 جانفي 2017 في حفل أشرفت عليه وزارة الشؤون الثقافية وحضره الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية والأستاذ محمد الحبيب بن سعد الرئيس المدير العام للبنك التونسي والأستاذ نزار بن سعد المدير العام للكتاب والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية لسعد سعيد ومحمد الهادي الجويني وثلة من رجالات الفكر والثقافة التونسيين والعرب والديبلوماسيين إلى جانب عدد من مسؤولي البنك التونسي والوزارة وإطاراتها وأغلب أفراد عائلة المتوج. في بداية الحفل ذكّر رئيس الجائزة الأستاذ عز الدين المدني بالقيمة التاريخية للجائزة التي تأسست سنة 1984 وقال: «إن هذه الدورة 33 كانت حاسمة لأنها خصصت لجنس ادبي صعب هو السيرة الذاتية لذا اعتقدنا اننا لن نجد اكثر من 15 الى 20 ترشحا ولكن المفاجأة السارة كانت ان وصلتنا في الآجال 50 مشاركة من تونس ومن البلدان العربية وهو ما يؤكد إشعاع الجائزة». وقرا كاتب عام الجائزة الكاتب ساسي حمام تقرير لجنة التحكيم معلنا عن اسم المتوج وهو المبدع التونسي حمادي صمود. الذي شكر المنظمين في كلمته مرتين مرة أولى على «جائزة اليقظة» وهي فن السيرة ومرة ثانية على «جائزة أحلام اليقظة». وفي نهاية الحفل، الذي أحيته فرقة الأستاذ محمد بن عمر، كرّم وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين والمدير العام للبنك التونسي أعضاء لجنة التحكيم وهم الهادي ثابت ومبروك المناعي ورجاء بن سلامة وفوزية الصفار الزاوق من تونس، وسميحة خريس من الاردن وحسن رشيد من قطر وماجد السامرائي من العراق. ثم سلم الوزير درع الجائزة للدكتور حمادي صمود في حين سلمه قيمة الجائزة الأستاذ محمد الحبيب بن سعد الرئيس المدير العام للبنك التونسي وصرح الوزير باعتزازه بالجائزة وبالمتوج بها قائلا: «إننا سعداء بهذه الجائزة التي تواصل تكريم المبدعين ونتمنى لها مزيد التوفيق والنجاح». ونوه الوزير بعمل الأستاذ عز الدين المدني المبدع والمتفاني في خدمة هذه الجائزة والثقافة في تونس بصفة عامة وسعيه المتواصل وطموحه لإعطاء قيمة مضافة لدور الادباء والشعراء. كما شكر لجنة التنظيم والمدير العام للكتاب نزار بن سعد وعبّر عن سعادته بالجهد الجماعي متمنيا للجائزة التواصل والبقاء لتسند السياق الثقافي والادبي الذي نحن عليه اليوم مثمنا اهتمام المؤسسات الاقتصادية بالفعل الثقافي. لحمادي صمود تاريخ مع الجوائز ويحصل الدكتور حمادي صمود على هذه الجائزة المهمة بقطع النظر عن مقدارها المالي الذي يقدّر ب25 ألف دينار تونسي مباشرة بعد تكريمه بإسناده جائزة عربية كبرى هي جائزة العويس الثقافية في مجال الدراسات والنقد ضمن الدورة الخامسة عشرة لهذه الجائزة التي تمنحها سنويا مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة. وهو اهل لهذه الجوائز وغيرها لأنه كرس حياته لخدمة البحث والتدريس ولعل هذا ما جعل لجنة التحكيم التونسية والعربية تصر على إسناده الجائزة التي استحقها عن جدارة ولا علاقة لها بما سبق ان ناله من جوائز وذلك احتراما لشروط الجائزة التي استجابت لها مشاركته فيها حسب ما ورد في تقريرهم النهائي. وحمادي صمود من مواليد قليبية سنة 1947. تفوق في دراسته وتحصل على جائزة رئيس الجمهورية في الإجازة في اللغة والآداب العربية سنة 1968. وبعدها نال جائزة رئيس الجمهورية في اللغة والآداب العربية وجائزة الدولة في العلوم الانسانية وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله العالمية في الترجمة وله وسام الاستحقاق التربوي وهو حاصل على دكتوراه الدولة سنة 1980. كرّس المتوج حياته للتدريس سواء في تونس او في الجامعات الفرنسية بباريس وليون. وكان مدرسا بالمعهد العالي للّسانيات لدورات دمشق والرباط وقدم دروسا في اللسانيات وعلوم اللغة والبلاغة للأساتذة الجامعيين. وأشرف خلال مسيرته المهنية على اكثر من 70 بحثا علميا من بينها 24 رسالة دكتورا. وقد ترجم صمود معجم تحليل الخطاب سنة 2008 والمعجم الموسوعي الجديد في علوم اللغة سنة 2010. وللفائز بجائزة ابو القاسم الشابي مؤلف مشترك عنوانه «النظرية اللسانية والشعرية في التراث العربي من خلال النصوص»، وقد ترأس العديد من لجان انتداب الاساتذة الجامعيين والمساعدين في اختصاص اللغة العربية. وهو عضو بالمجلس العلمي لبيت الحكمة منذ 2012. من حسن حظي أن كتبت «طريقي إلى الحرية» وفي تصريح خص به «الصباح» شكر المتوج الحمادي صمود مؤسسة دار «الصباح» على متابعتها للشأن الثقافي وقال ان هذا ليس بغريب على مؤسسة عريقة عودت قراءها على ان تعطي للثقافة ما لا يتوفر في مؤسسات إعلامية أخرى مما يرفع عملها إلى درجة النضال. وفي خصوص الجائزة افادنا حمادي صمود بانه كثيرا ما كان يغبط زملاءه الادباء الذين تحصلوا عليها لأنها مرصودة أساسا للإبداع شعرا ونثرا اما هو فاختصاصه بعيد عن هذا المجال وأضاف: «انا سعيد جدا بهذه الجائزة فللشابي قيمة رمزية كبرى في نفسي ومن حسن حظي أن كتبت «طريقي إلى الحرية» عندما خصصت جائزة أبو القاسم الشابي في دورة 2017 للسيرة الذاتية وهي اول مرة اقدم فيها نفسي للترشح لجائزة فقد تعودت أن يتم ترشيحي.. لقد بادرت بنفسي هذه المرة حتى انني اعتقد ان كتابي هو اول ترشح وصل للجائزة بمجرد الإعلان عنها». واعتبر صمود أن لهذه الجائزة نكهة خاصة وهي في النهاية تتويج لكل التونسيين وان الاختصاصات والاجناس الأدبية في النهاية ليس بينها اختلاف كبير اذ يمكن للبحث والتدريس بلوغ الابداع. وقال المتوج: «لقد كانت فرصتي الوحيدة لأحظى بجائزة ابو القاسم الشابي التي طالما طمحت لها وتمنيتها وبهذه المناسبة لا بد من تثمين الجهد الذي تبذله مؤسسة البنك التونسي التي ترعى الآداب ماديا ومعنويا ونتمنى ان تنسج على منوالها بقية المؤسسات المالية والاقتصادية».