كانت الفترة الأولى من ميركاتو الشتاء باردة ولا روح فيها اذ لم تشهد ابرام صفقات هامة بالنسبة لفرقنا او مثلت منعرجا كبيرا في حياة لاعبينا بالاحتراف في بطولات عالمية.. بل ان ما قيل لا يعدو ان يكون سوى مجرد إشاعات لا غير.. رغم ان هذا الميركاتو كان في السابق اقل تشويقا مقارنة بميركاتو الصيف الا انه شهد في السابق ابرام صفقات من الوزن الثقيل. ورممت الفرق نقائصها وجلبت بعض اللاعبين الممتازين ولكن هذا الموسم ومع اقتراب غلق الميركاتو لأبوابه لم نشهد صفقة هامة ما عدا عودة بعض اللاعبين الى فرقهم آخرهم عمار الجمل إلى النجم الساحلي.. فيما كان سوق التنقلات باهتا للغاية ولم يعرف إبرام صفقات مهمة للاعبينا ومثل دخول الفرق المصرية في سباق الحصول على اهم اللاعبين ميزة جديدة بما ان عدد الذين احترفوا هناك يعد على اصابع اليد.. «الصباح» عادت للميركاتو الشتوي واهم ما ميزه هذا الموسم وتحدثت مع اللاعب السابق للنادي الافريقي خالد السويسي والحارس الدولي السابق الناصر البدوي عن تراجع سوق الانتقالات وأسبابها.. المال قوام الأعمال تعاني كل الاندية التونسية على حد السواء من مشاكل مالية بسبب ضعف المداخيل وارتفاع المصاريف وحتى تسقيف الأجور من قبل الجامعة لم يضع حدا لهذه المشاكل التي تفاقمت بعد قرار التقليص في عدد الجماهير خاصة.. وغياب الموارد المالية والدعم من المستثمرين والأحباء الميسورين جعل اغلب الفرق تكتفي بما هو متوفر لديها من زاد بشري وإرجاء عملية تعزيز الصفوف إلى الميركاتو الشتوي على غرار الترجي الرياضي الذي اعلن انه لن يبرم اي صفقة في الوقت الحالي وان لديه مجموعة من اللاعبين تغطي احتياجات الفريق في مختلف المواقع خاصة وانه ضخ في الصائفة الماضية مبالغ مالية ضخمة.. وقد نسج على منواله الاتحاد المنستيري وفرق أخرى.. فيما اكتفت بعض الأندية رغم حاجتها للتدعيم بما أن خزائنها شبه خاوية ولم تتمكن من خلاص لاعبيها فما بالك ابرام صفقات جديدة.. عقم أصاب الفرق الصغرى أصيبت الفرق التي تعودت على تمويل الأندية الكبرى بلاعبين ممتازين بعقم في السنوات الاخير ولم يشهد الجزء الاول من البطولة بروز لاعبين من هذه الفرق ونتحدث عن شبيبة القيروان والملعب التونسي ونادي حمام الأنف ومستقبل المرسى وترجي جرجيس ونجم المتلوي.. والنادي البنزرتي الذي عرف تألق بعض اللاعبين ولكنه اكد انهم ليسوا للبيع نذكر فراس بلعربي وزياد العونلي.. كما تألق لاعبو الاتحاد المنستيري على غرار هشام السيفي وزياد المشموم والحارس مكرم البديري.. الشبان هم الحل امام هذا العقم اتجهت الفرق الكبرى للتعويل على لاعبيها الشبان وهم الحل الامثل لجلها لتقلص بذلك مصاريف التعاقد مع لاعبين من فرق اخرى وقد نجحت في ذلك ونعني النجم الساحلي الذي يضم في صفوفه حاليا نخبة من ابرز اللاعبين الذين تكونوا في الفريق وأيضا النادي الصفاقسي الذي سجل مؤخرا بروز لاعبه فراس شواط والنادي الافريقي الذي لم يجد في أزمته سوى أبناءه ونعني غازي العيادي ومعتز الزمزمي.. وكان الترجي الاقل تعويلا على الشبان اذ لم يتألق مؤخرا سوى المدافع منتصر الطالبي.. عودة المنتهية صلاحيتهم يمكن القول ان بعض التعزيزات التي عرفتها فرقنا تهم اللاعبين المنتهية صلاحيتهم كرويا والذين فشلوا في تجاربهم الاحترافية وأخر الوافدين بعد الدربالي في الترجي وبلعيد في الافريقي عمار الجمل الذي انضم الى النجم الساحلي فأية إضافة لهؤلاء في فرقهم؟ الم يكن من الاصلح ان تتعاقد هذه الفرق مع لاعبين شبان يمكن التعويل عليهم مستقبلا عوض اعادة التجربة مع لاعبين لن يظهروا بالإمكانيات التي ظهروا بها سابقا (بحكم التقدم في السن).. أوروبا لا تستقطب لاعبينا كانت ابرز الانتقالات في السابق وخاصة لأبرز اللاعبين المتألقين في البطولة تكون في اتجاه البطولات الاوروبية .. إلا ان بوصلة الاحتراف تغيرت في السنوات الاخيرة وأصبحت موجهة نحو البطولات الخليجية والبطولة المصرية مؤخرا والسبب فشل تجربة جل اللاعبين في أوروبا وعودتهم السريعة إلى تونس.. وأصبح اللاعب يفكر في تجميع المال اكثر من تطوير مستواه .. كما ان تراجع مستوى البطولة التونسية من اسباب عدم تفكير الفرق الاوروبية في اللاعب التونسي.. وفي عملية حسابية فان عدد المحترفين هناك يعد على اصابع اليد ومشاركتهم كأساسيين ليست مؤكدة.. لم تبق لنا سوى الإشاعات وفي غياب العروض الرسمية للاعبينا تواصل ماكينة الاشاعات العمل بنسق كبير وكل يوم يطل علينا وكلاء الاعمال بفريق يهتم بهذا اللاعب او ذاك وآخرهم أمين بن عمر لاعب النجم الساحلي والذي يقال ان ليده عرضا من فريق روسي.. والهدف من تسويق مثل هذه الأخبار هو الرفع في اسهم اللاعب في صورة وجود فريق عربي او تونسي مهتم به لا غير.. خالد السويسي: علي معلول سوق كما يجب للاعب التونسي اكد اللاعب السابق للنادي الإفريقي خالد السويسي ان توجه اللاعب التونسي للبطولات الخليجية او المصرية هو اختيار من اللاعب في حد ذاته.. والإحصائيات تؤكد ان اللاعب التونسي لم يكن مطلوبا بشدة في البطولات الاوروبية كما هو الحال بالنسبة للاعبين في المغرب او الجزائر.. وفي موسم واحد نسجل احتراف لاعب او اثنين في أوروبا.. لذلك اصبح العمل مركزا على البطولات الخليجية ويمكن القول ايضا ان وجود عدد كبير من المدربين التونسيين هناك ساهم في توجه لاعبينا إلى هذه الفرق والسبب معرفة المدربين بأبرز لاعبي البطولة.. بالنسبة لتوجه اللاعب التونسي نحو البطولة المصرية فان نجاح تجربة علي معلول مع الاهلي المصري سوّق كما يجب للاعبين وأصبحت ابرز الاندية المصرية تركز عليهم وكان اخرهم حمدي النقاز.. وللأمانة فان معلول ليس اول من دخل بوابة البطولة المصرية فقد سبقه كل من أنيس بوجلبان ويامن بن زكري ووسام العابدي واليوم هناك ثالوث وهم معلول والنقاز والجزيري.. الرياحي ألهب الأسعار بالنسبة لعدم ابرام صفقات بارزة في الميركاتو الحالي قال خالد السويسي: لم يعد بإمكان الفرق ماديا ان تبرم صفقات مدوية.. ولا احد يخاطر بضخ مبلغ مالي كبير في لاعب قد ينجح وقد يصبح عبئا عليها مثلما هو الحال في النادي الافريقي مع فابريس اونداما الذي سيتغيب لمدة طويلة.. كما ان الاسعار ارتفعت بشكل جنوني في السنوات الاخيرة في السابق كان بإمكان الفريق ان يتعاقد مع لاعب ممتاز ب500 ألف دينار اليوم هذا المبلغ يتيح للفريق التعاقد مع لاعب محلي متوسط الإمكانيات.. اننا أمام حقيقة ارتفاع أسعار اللاعب في بطولة لا تستحق كل هذا الارتفاع.. لم تكن الحال هكذا حتى جاء سليم الرياحي الذي الهب الاسعار في صفقة عبد المؤمن جابو ونسجت بعض الفرق على منواله.. واليوم انتهت الأموال وبقيت أسعار اللاعبين مشطة وهذا من ابرز أسباب العزوف في الميركاتو الحالي.. الناصر البدوي: الازمة المالية حدت من طموح الأندية في مختلف أنحاء العالم اولا السوق المحلية صغيرة ولا تعرف تنقلات هامة في العادة كما ان كل فريق يسعى الى الاحتفاظ بلاعبيه الذين برزوا ومواصلة الموسم.. ولم يشهد الجزء الاول من البطولة بروز لاعبين من الفرق الصغرى كما كان في السابق.. وحتى النادي البنزرتي الذي عرف تألق بعض اللاعبين يخير الاحتفاظ بهم او التفريط في احدهم بسعر معقول لغلق بعض الملفات المالية الهامة لديه... عندما نستعرض وضعية كل فريق نجد ان الترجي لديه الزاد البشري الكافي لمواصلة الموسم دون الالتجاء لتعزيز صفوفه بلاعبين جدد.. أما البقية فإنها تعاني من مشاكل مالية خانقة لذلك خيرت الاحتفاظ بلاعبيها أو الاستنجاد بأصناف الشبان.. وعن عدم احتراف عدد هام من لاعبينا قال البدوي: كان هناك تنقلان الاول يهم الدراجي الذي غادر بعد فسخ عقده والتنازل على مستحقاته المتخلدة بذمة الفريق والثاني النقاز الذي اتجه الى مصر بمبلغ 700 الف اورو وهو مبلغ صغير وليس في حجم لاعب دولي وشاب.. هذا الكساد ان صح القول لا يهم فرقنا فقط ففي اوروبا لم نلحظ تنقلات كبيرة وكل الفرق تعاني من مشاكل مالية تقريبا وحتى الصفقات التي تكون في اتجاه اوروبا تتم بالأقساط كما حصل مع الصرارفي.. والنجم الساحلي مازال لم يحصل على كامل عائدات صفقة العكايشي التي تمت هي الاخرى على أقساط.. ان الاشكال المالي هو الذي يحدد قيمة التنقلات لذلك اصبحت الاندية تتريث قبل إبرام أي صفقة..